2015/12/22

قنطرة العقاب == الحلقة العاشرة بقلم /// #‏عصام_قابيل

قنطرة العقاب
رواية من تأليف عصام قابيل
الحلقة العاشرة
*************
تسمرت سهام مكانها ولم تتحرك وقد أصابها الذهول مرة أخرى...

جرت من أمامي منهارة مكررةً ما فعلته المرة السابقة ولكنني كنت أكثر عزماً على تجاهلها وصعدت إلى مدير العيادة وطلبت منه تغييرها , ووسط دهشته لعلمه بمدى الإرتباط والعلاقة القوية بسهام وجدني مصمم على ذلك
إستبدلها بسلوى - ممرضة ذات مواصفات خاصة- كانت بدينة جدا ومعروف عنها الإنطواء والخجل الشديدين وكانت مقتضبة الجبين دائما يميل وجههاللون الأسمر
حاولت أن أضع لها ضوابط أن لاتتجاوز حدود عملها واستمرت معي أياما
وقد زاد حنقي على كل من حولي وأصبحت أتذمر من كل شئ حولي
من يدخن بالقرب مني ...من يمزح ...من يتكلم على سجيته
حتى بدأ يبتعد هني أكثر من حولي
مضى وقتٌ وكانه الدهر ثم ذهبت إلى البيت
ولكن
زادت وحدتي وكثر إنطوائي حتى في البيت ومع أمي وأختي , ولم تجد أمي بدا من مفاتحتي في أمر زواجي , كانت مفاجأة لي ولم أكن قد فكرت في هذه المسألة خاصة أنني مضطرب النفس شبه فاقد لملامح هوية محددة بالإضافة إلى تعسري المادي , ولكنها ألحت عليّ وبشدة وشجعتني وقالت لماذا لا تتزوج معي هنا في نفس الشقة فأنا أحتاجك ولا غنى لي عنك
لاحت تلك الفرصة في عقلي وتزهزهت
ولماذا لا ؟...إذا سيكون الأمر يسير
حجرة نوم فقط تستقر بها الأمور وتتبدل حياتي واجد من يشغلني ويحنو عليّ ويتهج قلبي بها فقلت لها
_ خلاص ياأمي إيدي على كتفك
سرت أمي وكأنها كانت تنتظر ذلك مني فقالت
نادية.............
تعجبت من هذا اللغز وبادرت بسؤالها
_ نادية مين ياأمي ؟
قالت
_كلمتني عنها أم أحمد بتاعة الفراخ...يتيمة الأب واخواتها كلهم متجوزين...مؤدبة ومتدينة ومتربية كويس وكمان قنوعة
وازداد شوقي لها كلما استرسلت في الحديث عنها وفجأة وبدون مواراة قلت لها
_ خلاص عاوز أشوفها ياأمي
وكأنها كانت تتلهف على موافقتي فقامتبالإتصال بها تستحثها على تحديد موعد لزيارتهم
سبحان والله ومرت الأيام سريعة وتحدد الموعد وذهبت لزيارتهم مع قناعة مسبقة أنني سأختار بنت متدينة بالمقام الأول بغض النظر عن شكلها ...لعلي بهذا أكون متبعا لأصول ديني
وفعلا لم تكن جميلة بيد أنها لم تكن دميمة كانت ملامحها مقبولة وسرعان ماسألتها عن مدى قبولها للدين والإلتزام فوجدت ميولها حسب ماأردت , وبدافع ووازع ديني وافقت عليها
إستجمعت كل مدخراتي واعطتني أمي ماكانت تدخره ووجدت أن الأمر في حاجة للإستدانة ولم أتردد فقد أخذني الحماس وحمية الزواج لإتمام هذا الزواج وبسرعة
وكنت سعيدا سعادة الدنيا بها وشعرت أنها هدية من السماء
وأعددت عرساً بطقوس دينية حسبما اعتقدت
ورفضت لبس البدلة ورباط العنق وأصريت على لبس الثوب وفوقه جاكيت ولبست العمامة
وكن سعيد وأكاد أطير من الفرحة بهذا الزي
ثم أعددت تمرا ولبن ولم أوزع الشربات كما يفعلون
وفصلنا الرجال عن النساء ...الرجال في المسجد وسط كلمات المشايخ والأصدقاء والمقربين والنساء في البيت وأخذ صديقات العروسة الزمام من الكل واللوات كن يغنين اغاني تعودن عليها ذات فلكلور شعبي وبيئي أما الأخوات فتغنين بأغاني دينية جميلة
على دقات الدُف
كانت لحظات رائعة لم أنساها وكأنها حفرت على جبين الذاكرة بعلامات من ذهب
ومرت أيامي الأولى في الزواج بطعم الهدوء والسعادة الاستقرارية
ولكنني قسوت على نفسي وبدأت موجة من الإلتزام شديدة بكل ماتحمل الكلمة من معنى
‫#‏عصام_قابيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات