فى مجتمعاتنا بعض الأعراف والعادات التى لا تعرف للعدل طريقا حيث تحكم يعين عوراء وشق مائل
،اليوم كنت مرافقا لصديق عزيز لدى فى رحلة علاجه الشهرية ،وكعادتى أنظر إلى وجوه الجالسين فأقرأ مافى العيون وتخفيه العقول ،ومع الفكر الشارد ما تدمع له العيون وتئن له القلوب ،وكنت أميز فيهم المريض السقيم من الصحيح المعافى ،حيث يظهر ملامح المرض على الوجوه والجسد ،فالجسد نحيل أكله المرض ،والوجوه صفراء إحترقت دماء الحمرة من وجوههم من شدة المرض ،وجدت رجلا مريضا وقد ألتهمه المرض ، وزجته بجواره فى نهاية العشرينات من عمرها ،وكانت جالسة وزجها يستند عليها لكنها كانت شبه غائبة عن الوعى ،عيناها مغمضتان ،وكأنها تسترجع ذكريات الطفولة ،والشباب ، كانت فتاة منطلقة سعيدة تعيش كالفراشة ،تحلق فى السماء ،تتمايل مع تمايل الأشجار وتتنسم رحيق الأزهار، وقلبها يمتلئ فرحة وسعادة ،ثم تزوجت بحلم عمرها فأصبح رفيق دربها ،ومع الأيام طاشت كل الأحلام والأمال ،وأصبحت وحيدة فريدة ،هى الزوجة والزوج ،هى الراعى والرعية ،أثقلت المسؤلية كاهلها فهى لم تعد لذلك ،وضعفها فطرى ،فلها متطلبات فطرية كونها امرأة ،متطلبات عاطفية وجسدية ، قوة إحتمال ،تحتاج إلى من يهتم بها ،ومع هذا الواقع المؤلم الذى تستيقظ عليه ، وجدت ،دمعات ملتهبة تنزف من عينيها ،فتمحيها سريعا كى لا تسبب جرحا لزوجها المريض ،ثم تنظر إليه وهى ترسم إبتسامة حانية ،فقد إتخذت التضحية والوفاء طريقا تكمل بهما حياتها بجوار زوجها ،توجهت بنظرى إلى وجه أخر ،وجدت رجلا فى الثلاثينات ،يمسك بيد زوجته التى أصبحت نحيلة نحيفة وعيناها لا تكاد تستقر من شدة المرض ،وتغيرت ملامحها ،وجدته يبتسم لها إبتسامة المشفق الحنون والدموع تتجمد فى عينيه ،وقد إقتبس لحظات تذكر فيها أمنياته مع زوجة صحيحة يغردا معا ويحلقا معا ،يهديها أرق الإبتسامات ،وأجمل النسمات ،ويعيشا معا أفضل اللحظات ،ولكن سبق المرض ، فقضى على الحلم واستيقظ على كابوس مؤلم ،فكان بين نصح الناصحين ،عليك بالزواج بأخرى ،فالمرأة إن مرض زوجها ليس عليها إلا التضحية والوفاء ،وأما الزوج إن مرضت زوجته فليس له إلا الزواج بأخرى وعلى الزوجة الصبر ،أى عدل هذا الذى يقتل فيه الزوج زوجته ،فتذوق الموت مرتين ،مرة بمرضها المؤلم الذى يأكل شبابها وجسدها وعافيتها ،والمرة الثانية ،عندما يتزوج الزوج عليها فيشعرها أنها قد إنتهت وهى على قيد الحياة ، لا ،إنما العدل أن يعدل فكما يحب أن تكون له يجب أن يكون لها ،بل يجب على كليهما الصبر على الأخر ،فالتضحية أمر متبادل والوفاء صفة عزيزة قلما توجد ،وحقيقة الوجوه كثيرة وتحكى قصصا تدمى القلوب وتدمع الأعين ،
تحياتى ،
بقلمى عمرجميل
،اليوم كنت مرافقا لصديق عزيز لدى فى رحلة علاجه الشهرية ،وكعادتى أنظر إلى وجوه الجالسين فأقرأ مافى العيون وتخفيه العقول ،ومع الفكر الشارد ما تدمع له العيون وتئن له القلوب ،وكنت أميز فيهم المريض السقيم من الصحيح المعافى ،حيث يظهر ملامح المرض على الوجوه والجسد ،فالجسد نحيل أكله المرض ،والوجوه صفراء إحترقت دماء الحمرة من وجوههم من شدة المرض ،وجدت رجلا مريضا وقد ألتهمه المرض ، وزجته بجواره فى نهاية العشرينات من عمرها ،وكانت جالسة وزجها يستند عليها لكنها كانت شبه غائبة عن الوعى ،عيناها مغمضتان ،وكأنها تسترجع ذكريات الطفولة ،والشباب ، كانت فتاة منطلقة سعيدة تعيش كالفراشة ،تحلق فى السماء ،تتمايل مع تمايل الأشجار وتتنسم رحيق الأزهار، وقلبها يمتلئ فرحة وسعادة ،ثم تزوجت بحلم عمرها فأصبح رفيق دربها ،ومع الأيام طاشت كل الأحلام والأمال ،وأصبحت وحيدة فريدة ،هى الزوجة والزوج ،هى الراعى والرعية ،أثقلت المسؤلية كاهلها فهى لم تعد لذلك ،وضعفها فطرى ،فلها متطلبات فطرية كونها امرأة ،متطلبات عاطفية وجسدية ، قوة إحتمال ،تحتاج إلى من يهتم بها ،ومع هذا الواقع المؤلم الذى تستيقظ عليه ، وجدت ،دمعات ملتهبة تنزف من عينيها ،فتمحيها سريعا كى لا تسبب جرحا لزوجها المريض ،ثم تنظر إليه وهى ترسم إبتسامة حانية ،فقد إتخذت التضحية والوفاء طريقا تكمل بهما حياتها بجوار زوجها ،توجهت بنظرى إلى وجه أخر ،وجدت رجلا فى الثلاثينات ،يمسك بيد زوجته التى أصبحت نحيلة نحيفة وعيناها لا تكاد تستقر من شدة المرض ،وتغيرت ملامحها ،وجدته يبتسم لها إبتسامة المشفق الحنون والدموع تتجمد فى عينيه ،وقد إقتبس لحظات تذكر فيها أمنياته مع زوجة صحيحة يغردا معا ويحلقا معا ،يهديها أرق الإبتسامات ،وأجمل النسمات ،ويعيشا معا أفضل اللحظات ،ولكن سبق المرض ، فقضى على الحلم واستيقظ على كابوس مؤلم ،فكان بين نصح الناصحين ،عليك بالزواج بأخرى ،فالمرأة إن مرض زوجها ليس عليها إلا التضحية والوفاء ،وأما الزوج إن مرضت زوجته فليس له إلا الزواج بأخرى وعلى الزوجة الصبر ،أى عدل هذا الذى يقتل فيه الزوج زوجته ،فتذوق الموت مرتين ،مرة بمرضها المؤلم الذى يأكل شبابها وجسدها وعافيتها ،والمرة الثانية ،عندما يتزوج الزوج عليها فيشعرها أنها قد إنتهت وهى على قيد الحياة ، لا ،إنما العدل أن يعدل فكما يحب أن تكون له يجب أن يكون لها ،بل يجب على كليهما الصبر على الأخر ،فالتضحية أمر متبادل والوفاء صفة عزيزة قلما توجد ،وحقيقة الوجوه كثيرة وتحكى قصصا تدمى القلوب وتدمع الأعين ،
تحياتى ،
بقلمى عمرجميل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق