2016/06/08

قصيدة ونقد === إعداد وتقديم التاقد المبدع الشاعر رفعت بروبي /// قصيدة يابنة الناي للشاعر المبدع منذر قدسي




قصيدة ونقد 
إعداد وتقديم التاقد الشاعر رفعت بروبي

قصيدة اعجبتنى للشاعر الدكتور- منذر قدسى .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا أبنةَ النايَّ
صبراً تَوَجََعِي
قد أصابَ الحزنُ
مَضجَعي
حَتى أرَّق َمن
الصُراخِ
مَسمَعي
ومَشى في آلامِهِ
مُتَسَللاً نابضاً
و الدمع ُشاركِ
الاجفانَ
مَدمعي
يا أبنَة َالنايَّ
ماكانَ
عزفُكِ إلا أنينٌ
ِ في الهوى
ونوح ُالحمَامِ
على الحمَامِ
هَديلُهُ
قَد أضنِى
من الضجيجِ
مَرتَعي
وهاكَ الفراقُ
قد جاء َمهرولاً
يُماشي الشوقَ
بحُرقةٍ
رَعشَةٌ تُرافِقُهُ
أَصابعي
ياأبنة َالنايَِّ
صبراً تجرعي
ما كنتُ أرجو
إلّا صياماً
في محرابِكِ
فَتَورَعِي
يا أبنةَ النايَّ
عُذراً
ما عرفْتُ
أَنّ َالخير َبالعشقِ
مُحَرم ٌ
ما عرِفْتُ
أنّ الهيام بالعشق
تَمنَعِي
كنتُ أَحيّا
في ظلالِ رِموشِك
وَ عُودِي
لعطرِكِ أهَوى
لأركعِ
كُنتُ أَحنو
لجيدك ِمُقبلاً
كنتُ أَحنو
اليهِ كمُوَدِعِ
يا أبنةَ النايَّ
لا تخافي وتَفزعي
هجَرَ الحنينُ
منَ الحنينِ
مَوقِعِي
وهاك ِالجراحَ
قد أَلِفتَها
باكياً
أصاب َالحَشَى
وصدراً
تُقَطِعي
ما كنْتُ أرجُوهُ
إلاّ لحظاتٍ
راجياً
أن ْأفرشَ
َ بينَ نُهَّى ضُلُوعِكِ
أَضلُعي
يا حُوْرِيَّتي
لا تَجْزَعي
قد ْأصابَنِي
في الليلِ فراقَُ
مَضْجَعِي
وجفَّ الرحيقُ
وزهرُهُ
كَفطم ِالرضيعِ
عن نَهْدِ
المرضعِ
يا أبنةَ النايَّ
ماهيَّ إلاّ لحظاتٍ
في العشقِ سراباً
قد جفّ
الندّى فيها
والشِباك ُصاغَتْ
في النُّهى غناءً
لحناً لِمصرعِي
====================
اسمحوا -لى - بداية - أن- أرفع قبعتى لتلك الأنامل الشاعرية الجميلة التى -خطت- لنا-هذه الرائعة الشعرية المبهرة ( ياابنة الناى )فى نسق بلاغى راق للغايه، لشاعرنا المبدع دوما دكتور منذر بك قدسى،حقيقة ،ولدى -ولوجى- العمدى- لرياض القصيدة، هو ذات النهج البلاغى الذى -ألفناه- لدى فطاحل الشعراء الكبار،
(يا أبنةَ النايَّ) هو يخاطب بنات افكاره - اشعاره- ألحانه-فهى الحبيبة ابنة الشعر واللحن والعزف- هى ابنة الخيال الخصب ، يطلب الصبر - هى شدة الوجع،فقد أصاب الحزن (منام- مضجع - مرقد )الحبيب -بل وتناوله الصراخ فصار بقمة أرقه- لايستطيع النوم ومسمعه - قد- تضررّ - من هاالصراخ، والذى - ماأرقه- وأزعجه فقط- بل تسلل لألامه- يوقظها- يحركها-يمشى فيها - متسللا -بما انعكس(سلبا ) على أجفانه حيث شاركها الدمع ، وحسب قوله بالنص (يا أبنةَ النايَّ -صبراً تَوَجََعِي قد أصابَ الحزنُ مَضجَعي-
حَتى أرَّق َمن الصُراخِ مَسمَعي ومَشى في آلامِهِ مُتَسَللاً نابضاً و الدمع ُشاركِ الاجفانَ مَدمعي)، وهى التى كان عزفها سوى الأنين- أنين الهوى،وايضا -نوح الحمام-نوححمام العشاق- نوح حمام العاشقة على حمام العاشق والعكس-هو الشعور المتبادل بين الأحبة - يتراشقونه بين الحين ولحين- نوحا- هديلا كهديل الحمام-هذا الهديل المضنى والذىيعذب العاشق ويغزو مراتعه ، حتى كأن الفراق قد أقبل سريعا يناشى - يساير - يتتبع الشوق بحرقة - بتأثر - حتى ان الامر ينعكس على الاصابع -فتنتابها - ارتعاشة - هى الاخرى- معايشة - وتأثرابهذه الحرقات الساكنة افئدة الاحبة ، حيث جاء-بنصه (يا أبنَة َالنايَّ ماكانَ عزفُكِ إلا أنينٌ -في الهوى ونوح ُالحمَامِ على الحمَامِ هَديلُهُ قَد أضنِى من الضجيجِ مَرتَعي وهاكَ الفراقُ قد جاء َمهرولاً-يُماشي الشوقَ بحُرقةٍ رَعشَةٌ تُرافِقُهُأَصابعي)،
ومايلبث ان يعود مناشدا حبيبتة ابنة الناى -طالبا منها عدم الجزع/ الهلع/الخوف - لأن الحبيب ماكان ليطلب -منها سوى احتواء مشاعره- احاسيسه- شخصه العاشق - بمحرابها(كصائم - متبتل ) ،وتجيئ نظرة الشاعر الفلسفية للعشق بأنه غير محرم - لأنه ماعاشه -ماعاصره -كذلك الحال بالنسبة للهيام والعشق- لأنه كانت كل حياته بين ظلال رموشها ، هو يأمل عودة العشق عودة الحبيبة لعطورها المسكرة الحبيب والتى تسلب الحبيب عقله فيركع ، وهوالذى كان يحنو - يعطف- على جيد الحبيبة كمقبل عليه- يطلب وده- معانقته- لا- يودعه ابدا، وحسب قول الشاعر بالنص( (ياأبنة َالنايَِّ صبراً تجرعي- ما كنتُ أرجو-إلّا صياماً-في محرابِكِ-فَتَورَعِي-يا أبنةَ النايَّ-عُذراً-ما عرفْتُ-أَنّ َالخير َبالعشقِ-مُحَرم ٌ-ما عرِفْتُ-أنّ الهيام بالعشق-تَمنَعِي-كنتُ أَحيّا في ظلالِ رِموشِك وَ عُودِي لعطرِكِ أهَوى لأركعِ كُنتُ أَحنو لجيدك ِمُقبلاً-كنتُ أَحنو-اليهِ كمُوَدِعِ) ، ويعود الحبيب ليطمئن الحبيبة حتى لاتتخاف ولاتتفزع-لأن الحنين هجر من الحنين -مكانه- موقعه- الله الله الله- (تكراريه جميله وغير ممله - بل ومؤكدة للمعنى بكل وضوح وجذالة واسترسال لفظى وتحسين بلاغى وانسيابية تعبيرية راقية ) مثير) ، وهاهى الاحزان الشديدة والمسببة للجراح قد تعود الحبيب علها - لقد- لألفها- تعوّد عليها-حتى أنها تركت اثارها بالحشا، وبصدر العاشق !!وو الذى كان يأمل- يرجو- أن يفرش ضلوع العاشقه ضلوعه ، ولأنها حوريته فقد صار يبثهاحروفه المواسية لها أن لاتفزع لاتجزع فقد أصيب العاشق
الشاعر رفعت بروبى
01:24 ص
الشاعر رفعت بروبى
بالألم جراء الفراق حي جف رحيق زهراته ،بل وقام الشاعر بتشبيه الحالة كحالة فطام الرضيع ، هى الصورة الشاعرية التى كونها الشاعر من خلال حروفهالراقية الصانعة أرقى وأبهى المعانى - يرسمها بريشة وقلم الشاعر المبدع- تبدو لنا لوحة خيالية -واقعية- معاشة- مشاهدة- هو الاقتدار اللغوى والبلاغى وقدرة الشاعر على رسم اللوحة الشعرية بحذاقة وتمكن وذكاء متوقد ،وحسب قوله بنص الرائع :(لا تخافي وتَفزعي -هجَرَ الحنينُ منَ الحنينِ مَوقِعِي-وهاك ِالجراحَ - قد أَلِفتَها باكياً أصاب َالحَشَى-وصدراً-تُقَطِعي-ما كنْتُ أرجُوهُ-إلاّ لحظاتٍ-راجياً-أن ْأفرشَ-بينَ نُهَّى ضُلُوعِكِ-أَضلُعي-يا حُوْرِيَّتي-لا تَجْزَعي-قد ْأصابَنِي-في الليلِ فراقَُ-مَضْجَعِي-وجفَّ الرحيقُ-وزهرُهُ-كَفطم ِالرضيعِ-عن نَهْدِ-المرضعِ) وهاهو العاشق يوالى بوحه الصادق والمتشبع بأرقى أنواع الشروح العاطفية لما يعتلج بصدر تجاه الحبيبة،فيعاود الحبيب مناجاة الحبيبة موضحا لها تبعات الهجر والعذاب والضنا - فما هى سوى لحظات قلائل ضاعت كسراب بل وجفت مثل الندى- وراحت الشباك تصوغ الغناء كألحان صاحبت مصرع الحبيب ، وصلالشاعر لذروة بوحه - بنهاية القصيده - وكان لزاما -عليه- إتياننا (بمعالجة درامية للنص) فاختار لنا معالجته الذكية ، بأن جعل العاشق (شهيد الموقف- والحدث- الدرامى بالنص والشِباك ُصاغَتْ-في النُّهى غناءً-لحناً لِمصرعِي) ، هو قمة الحب الصادق- الصامد- الحب الذى تكون التضحية فيه بفيصل القصيد - ومختتم البوح ، ومعالجة العاشق للأمور .ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــنعود - لندلّل على جماليات النص وروعته واتساقه الادبىالشاعرىالبلاغى- الملحوظ- من خلالماجاء به الشاعر من حروف - رسمت لنا بوضوح الحالة الوجدانية للحبيب- متشحة بعدد- وافر- من (الدلالات اللفظيه الراقية ) والتى(قلما )يستخدماالشعراء - نظرا- لرصانتها - وغيابهاعن عقل الكثيرمن الشعراءاللذين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* {الاعجاز البلاغى }ــــ لقد تجلت مظاهر( الاعجاز الابداعى البلاغى )لدى الشاعر لإتيانه- وتوظيفه - حلوالكلم- وعذب الحرف- وقوة التبير- وجذالة البوح -فقد لحظنا (تطعيمه للنص) بالكثيرمن- الدرر- والالئ- والجواهر - اللغوية والبلاغية الرائعة والرصينة والقوية ، ممثلة بقوله بنصه الجميل: {توجعى - مضجعى- مسمعى-مدمعى- تجرعى - تورعى -تمنعى-اصابعى-كمودعى- موقعى-لاتجزعى-مصرعى}
هذه المفردات اللفظية الراقية -والمتتابعة - بختام كل شطرة شعرية - ولّدت لنا موسيقى تصويريه رائعة - كما أطلق عليه (بعلم النقد ) :(المشهد الانفعالى للشاعر) فهو يتنقل بنا من لوحة شعرية لأخرى (متصلة بها - لاتنفك عنها- ولتفارقها)لتكتمل (حلقات السرد الشاعرى ).
*(الموسيقى الداخلية للنص ) حفل النص بجماليات كثيرة، موسقها الشاعر بقلمه الذهبى -هى حروفه العازفة لحن الشجن ، انظر معى لقو الشاعر المبدع بنصه الجميل: (ماكنت ارجو الاصياما فى محرابك ، فتورعى )هذه صورة موسيقية جميلة ، عزفهاالشاعر باتقان موظفا امكاناته الادبية والشعرية -باقتدار كامل- وحنكة شاعرية تذكر وتحسب لقلم السابح بدنياالخيال الخصب والشاعرية المرهفة (والحس الإدراكى )الراقى ، هذه الصورة رهيبة (التركيب اللغوى والبلاغى) - تبين لنا حال العاشق بوضوح، وهو العاشق-التعب- المضنى- والمثقل بهموم الحب/ العشق / الفراق/اللوعه/ الاشتياق/ الأمل/ والتبتلفى روض ومحراب وعش الحبيبة ، هى المعاناة التى يعانيهاالعشاق ، بما يذكرنى بقول الشاعر العربى الكبير/وهب الله محمد بن الحسين - الشهير:{ الشريف الرضى} : ( ياظبية البان ترعى فى خمائله--ليهنك اليوم ان القلب مرعاك ///الماء عندك مبذول لشاربه - وليس يرويك إلا مدمعى الباكى //سمه اصاب وراميه بذى سلم ِِ --ن العراق ،لقد أبعدت مرماك )كذلك قول الشاعر
الشاعر رفعت بروبى
=================
الدكتور منذر بنصه:(قد اصابنى فى الليل فراق مضجعى ) هى الوحش التى يعايشهالحبيب بعيدا عن أحبته ، هو السهد والعذاب الذى يسببه الهجر ، بمايعيدنى لقول الشاعر المصرى المعاصر{محمدالتهامى}: (ونبكى على راحل لايعود-ونملأ بالدمع أنهارنا ///وننبت فى الصخر غالى الزهر--ونسقى من الدمع أزهارنا ) نعم شاعرنا الكبير ، هو الحنين ، ولهفة العشاق - وأقدار العاشق -المانعة-إياه- حلاوةالقرب-بحضرة الحبيبة !!-نعود لصورة جمالية اخرى - فى اطار الكم الكبيرمن هاتيك الصور الرائعه ، لطالع قول الشاعر دكتور منذر بقوله(لا تخافي وتَفزعي
هجَرَ الحنينُ منَ الحنينِ مَوقِعِي-وهاك ِالجراحَ قد أَلِفتَها باكياً) هذه صوره شعرية بقمة الرقى - تثير مشاعرالانسان وتحرك أوتار وجدان العاشقين ، هى تذكرنى بقول الشاعر( وشكت له الأمواج من طول النوى-فمضى يبادلها،ويشطو حاله ///ويشمها فى لهفة ،ويذوقها -وكأنما- الملح الأجاج- حلا- له ).
*{ الصوت الشعرى المميز للشاعر}، بهذا العنصر النقدى - نستطيع القول - بأن شاعرنا دكتور منذر - قد حدد من بداية قصيدته (أسسه لصوتية )التى استند عليها - وباح من خلالها بمشاعره الراقية الرقيقة ، فقد استخدم الشاعر(اسلوبه البسيط / غير المسطح- وغير الممل- وغيرالمخل )وهى حرفية يتمتع بها شاعرنا - تميز صوتهالشعرى عن الآخرين من سائر الشعراء، فلكل شاعر(صوته الموسيقى )المميز ، ونضرب مثالا-لذلك ، حيث قول شاعرنا دكتور منذر بنصه ( ماهى الا لحظات فىالعشق قد جفت ) هو شعور الحبيب بجفاف ينابيعحبه ، جالبة له أساه، ضناه ، متاعبه، جراجه ، آلامه النفسية ، بمايعيدنى لقول الشاعر : (إن ينلنى الهوان فىالحب وحدى/ فاتقيه يامنيتى ، أنت منّى --- كيف أبغى الحديث حلوا -شهيا ؟ ثم نطوى الحديث -ياحلو- عنّى ؟ ) ، هى قمة التشوق للحبيب رغم الموانع- العقبات- الحوائل- بينهما !!لقد استثار فئدتنا للغاية بحروفه الرقيقة والمغرقة فى الرومانسية المبهرة ، انظر - معى لقول دكتور منذر بنصه : (قد أضنى من الضجيج مرتعى ،وهاك الفراق قد جاء مهرولا يناجى الشوق ) يالها - من - انشودة عذاب- مضنية - مرهقة للنفس العاشقة المتوشحة بوشاح الشوق- اللهفه- للحبيب !! هى الانفاس العاشقة-اللاهثة -بحثا عن - شربة حب- تطفئ ظمأ العاشق المحروم من ينابيع الحبيب !!وهو الفراق الذى حال بين سعادة الأحبة ، بما يجعلنى أستعيد قول الشاعر العربى- الأندلسى الكبير(ابن زيدون /// عاشق ولاده بنت المستكفى الشاعرة الاندلسية )والتى قالهابعد - إبعاد - (عامر بن عيدوس ) له - ونفيه إلى ( أشبيليه ) وهى (نونيته )ذائعة الصيت )( أضحى التنائى بديلاعن أمانينا // وناب عن طول لقيانا تجافينا )، نعم ، هو التنائى - الذى فرّق الحبيب عن الحبيبة فصاغ فيا روائعه الشعرية الصارخة -هجرا- ألما- عذابا- فراقا- دموعا - ندماعلى كاضاع من سعادته بقرب الحبيب الغائب .
* ثم نتحدث عن (التلازميات ) الحادثة بالنص- ويحسب للشاعر رقى مفردات-وتلازمها- كقوله بنصه الرائع: (حزن/ توجع ،( صراخ - مسمع )،( مشى -متسللا ) ،( نوح - حمام ) ،( هديل- حمام ) ، ( شوق- حرقه ) ، ( العشق - الحب ) ، ( الهيام- العشق )،( زهره- رحيق) ،(غناء- لحن ) .
* (همزات الوصل البلاغية )لقدعج النص بالكثيرمنها - -للضم- حلقات الاتصال بين الشطرات وربطها ببعض - كقوله :(قد- حتى - ماكان-الا- اليه- ما- ماكنت ).
*ابتعد الشاعر عن الوقوع ببئر(المباشرة ) بماميز- نصه - بالعمومي - بعيدا عن (الاسقاطات المباشرة ) وهو مايجس للشاعر(ايجابا- بالطبع ) .
* لاحرمنا الله حروفك الشعريه الراقية الرقيقة شاعرناالمتميز صاحب الصوت الشعرىالدافئ الرقيق والرومانسى الحالم دكتور- منذر بك قدسى ، وكل عام وسموك الفاضل بخير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات