Pages

فصحي عامية خاطرة مقال

Pages

Pages - Menu

Pages

2016/06/08

رسالة عمر بن الخطاب في القضاء وجهها يكتبها الاستاذ الشاعر خالد خبازة

رسالة عمر بن الخطاب في القضاء وجهها
الى أبي موسى الأشعري .
أعيد نشرها في هذا الشهر الفضيل
هذه رسالة في القضاء وجهها عمر بن الخطاب رضي الله عنه الى أبي موسى الأشعري عندما ولاه قاضيا في اليمن ، وهي رسالة تتضمن أهم المبادئ القانونية و الدستورية المعمول بها في هذه الأيام : فهي تتضمن أهم القواعد القانونية في كل من 
1- قانوني أصول المحاكمات ، ( اعادة المحاكمة والاجراءات القضائية و التعامل مع المتقاضين )
2- قانون البينات . لجهة الاقرار و الانكار و توجيه اليمين و الشروط الواجب توفرها في الشهود
3- اعمال القياس و العمل بتطبيق أحكام سابقة مشابهة 
4- تطبيق مبادئ أصول التنفيذ
5- فضلا عن تضمنها مبادئ هامة تتعلق بقواعد النظام العام ، التي لا يجوز للمتقضين مخالفتها 
كما تضمنت الوثيقة وصايا للقاضي في تحقيق العدل و المساواة بين المتقاضين أمام القضاء ، مما تعتبر معه مبدأ دستوريا و قانونيا ، تم ترسيخه منذ ما يزيد عن مائة و أربعماية من الأعوام .
و نظرا لقيمة هذه الرسالة التاريخية و القانونية .. فقد ارتأيت نشرها في هذه الصفحة .. ليطلع الأصدقاء على روعة و عظمة هذه الرسالة ..
وهذا نص الرسالة :
بسم الله الرحمن الرحيم
من عمر بن الخطاب أمير المؤمنين ، الى عبدالله بن قيس :
سلام عليك :
أما بعد ، فان القضاء فريضة محكمة ، وسنة متبعة ، فافهم اذا أدلي اليك ، فانه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له ، و آس بين الناس في مجلسك ووجهك ، حتى لا يطمع شريف في حيفك ، ولا ييأس ضعيف من عدلك . البينة على من ادعى ، و اليمين على من أنكر ، و الصلح جائز بين المسلمين ، الا صلحا أحل حراما ، أو حرم حلالا . و لا يمنعك قضاء قضيته بالأمس ، فراجعت فيه عقلك ، وهديت فيه لرشدك ، أن ترجع الى الحق ، فان الحق قديم ، ومراجعة الحق ، خير من التمادي في الباطل . الفهم الفهم فيما تلجلج في صدرك مما ليس في كتاب و لا سنة ، ثم اعرف الأمثال و الأشباه ، فقس الأمور عند ذلك ، و اعمد الى أحبها الى الله ، و أشبهها بالحق . و اجعل للمدعي حقا غائبا أو بينة أمدا ينتهي اليه ، فاذا أحضر بينته ‘ أخذت له بحقه ، و الا وجهت القضاء عليه ، فان ذلك أنفى للشك ، وأجلى للعمى ، و أبلغ في العذر . المسلمون عدول بعضهم على بعض ، الا مجلودا في حد ، أو مجربا عليه شهادة زور ، أو ظنينا في ولاء أو نسب ، فان الله تولى منكم السرائر ، ودرأ عنكم بالشبهات . و اياك و القلق و الضجر و التأذي بالناس ، و التنكر للناس في مواطن الحق ، التي يوجب الله بها الأجر ، و يحسن بها الذخر ، فانه من يخلص نيته فيما بينه و بين الله ، و لو على نفسه ، يكفه الله ما بينه و بين الناس .ومن تزين للناس بما يعلم الله منه غير ذلك ، هتك اله، ستره ، و أبدى فعله ، فما ظنك بثواب غير الله ، في عاجل رزقه ، و خزائن رحمته ، و السلام عليك .
...
من كتاب البيان و التبيين للجاحظ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق