اماه بقلم عبد الصمد الزوين

أماه
ــــــ
قَدْ تَرَاكَمَتْ هُمُومِي
عَلَى صَفَحَاتِي البَيْضَاءْ
وَزَادَتْ حُرُوفِي 
مِنْ عَتْمَةِ اللَّيَالِي
وَلَمْ يَعُدْ قَلَمِي
يَعْزِف ُعَلَى أَوْتَارِ قَلْبِي
تَرَاكَمَت الآهَاتُ مِنْ حَوْلِي
فَبَدَوْتُ كَاليَتِيمِ
وَحِيدا فِي غُرْبَتِي
تَمْخُرُ الحَيَاةُ
مَا بِقِي مِنْ
جَسَدِي الهَزِيلْ
وَالشَّوْقُ تَأَجَجَّ فِي قَلْبِي
فَمَزَّقَ صَدْرِي
فَصَارَتْ كَلمَاتِي
كَعَاصِفَةٍ هَوْجَاءْ
زَادَتْ مِنْ غُرْبَتِي المَرِيرَة
أُمَّاهْ...
صِرْتُ مِثْلَ مُتَسَوِّلٍ
يَبْحَثُ عِنِ الدِّفْء
يَجُوبُ الشَّوَارِعَ وَالحَانَاتْ
قَدْ جَاشَتْ عَوَاطِفِي
وَضَاقَ صَدْرِي
وَعُلْقِمَ عَيْشِي
وَاسْتَنْشَقْتُ جَمْرا
وَزَفَرْتُ أَنٍينا
وَدُمُوعِي قَدْ
تَحَجَّرَتْ فِي جَفْنِي
أُمَّاهْ...
أُسَامِرُكِ كُلَّ لَيْلَة
فَهَلْ تَسْمَعِينَ أَلَمَ فُؤَادِي؟
أُمَّاهْ...
كَفْكِفِي دُمُوعَكْ
فَأَنْتِ الشَّمْسُ مَا بَزَغَتْ
وَأَنْتِ اليَاسَمِينُ مَا تَفَتَّحَتْ
فَعُذْرا ... أُمَّاهْ...
وَعُذْرَا ... إِدِيسُونْ
فَأُمِّي هِيَ أَوَّلُ
مِصْبَاح أَضَاءَ الكَوْنْ
وَعُذْرا ... فِيثَاغُورْسْ
فَأُمِي هِي
المُعَادَلَةُ الأَصْعَبْ
وَعُذْرا ...نِيُوتنْ
فَأُمِّي هِي سِرُّ الجَاذِبِية
وَعُذْرا رُومَا
فَكُلُّ الطُّرُقْ
تُؤَدِي إِلَى فُؤَادِ أُمِي
وَعُذْرا ... قَيسْ
فَأُمِي هِي حَبِيبَتِي
وَأُمِي هِيَ الشَّمْعَةُ فِي دَرْبِي
ــــــــ
عبد الصمد الزوين