Pages

فصحي عامية خاطرة مقال

Pages

Pages - Menu

Pages

2016/11/21

ساعات فاصلة... وسام السقا (العراق)

ساعات فاصلة... وسام السقا (العراق)
ساعات من يقظة الأحلام دارت أحداثها في احتفالات ليلة رأس السنة. أناس غرباء جمعهم موعد استقبال الساعات الاولى من عام جديد لينفقوا عليه مجهودهم ويودعوا عام تسرب من حياتهم، فمنهم الفرحان لأنه حقق كل أو جزء من طموحاته والبعض يلعنها اثقلته بمشاكل وأتعبته، وهناك البعض غير مبالي يوم يأكل العسل ويوم يأكل البصل، ويقولون هذه هي احوال الدنيا. باحة كبيرة وخشبة مسرح ومطرب وراقصين وجمهور من الناس يصفقون وزحمة المتواجدين يعيق السير، وفتاة من الضباب خرج ضاحة، عيونها تلمع في ضوء المصابيح الخافتة، شعرها يتطاير مع موجات نسمات الهواء الباردة، وخطواتها اشبه بفراشة محلقة بأجنة الربيع المزهر، خلبت فؤادي، وسحرت عيوني بجمال عيونها. كانت تتابع حركاتي، وكانت تقصد ان اكون رفيقها في تلك الليلة الصاخبة. وعناق دافئ وصوت حنون كتغريد الكروان يقول سنة سعيدة وتحقيق الاماني ايها الوسيم، عجز لساني عن الرد، ربما اختلط على الفتاة الامر، ورأتني كما تحب أن تراني. ولم اكن في يوم ما كما رأتني عيونها، وقال حدسي ربما عندها عمى الوان أو العشى الليلي، أو ربما أشبه شخص تعرفة. وقلت لها بصوت اقرب الى الصمت، ايتها الجميلة من تقصدين بالوسيم، فأنا لست كذلك، قالت وهي تقبلني انت هو من ابحث عنه. ولحظات مرت وشخص في الخمسين من عمره يمسك الفتاة من يدها ويسحبها ليرحلا وذراعها معلق برقبتي، هيا الى المنزل فالطقس بارد لكنها ممتنعة عن الذهاب، فقلت له ما بالك واياها، قال انها ابنتي احبت شخص انيق ووسيم كلماته منمقة. تعلقت بخيوط حبه الكاذبة واسقطها في شباك منزله العنكبوتي يأخذ منها النقود ليصرف على زوجته واطفاله. وفي يوم كشفت لعبته الدنيئة، لسقطت في الفراش لأسابيع، واصبح الزهايمر رفيقها، فعذرا يا ابني أن كانت قد سببت لك بعض الاحراج. حزنت كثيرا وقلت لوالدها بودي ان ابدي بعض المساعدة أن امكن، فقال الاب اذهب يا ولدي فوضعها حرج كما ترى. احببت تلك الدقائق واحببت هالة الاحلام والعناق والاحضان. احداث وقعت بين فراق سنتين، القديمة جميلة وعذبة والجديدة مأساة وحزن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق