2017/01/02

بــل ْ سأدري للشاعر // حكمت نايف خولي

بــل ْ سأدري
يا رفيقي في خفايا الغاب ِ في الأرض ِ الحزينـَه ْ 
بـيـن َأمـواج ِ الأمـانـي واخـتـلاجــات ٍ دفيــنـَــه ْ 
َلملمت ْ روحي ِتلالا ً من ِسجــالات ٍ رزيـنـَــه ْ 
قـد تـنـادت ْ مـن عـهـود ٍ ُثـم َّ وافـتـنـي أمينـَـــه ْ 
فـتـآويـنـا بـغـار ٍ فــي تــلافـــيــف ِ السـَّــكينـَـه ْ 
*****
يــا رفـيـقــي أنـا أدعــوك َ اشـتـيـا قـا ً لِــُلقــانـا 
فــتـعـا ل َ نعصر ِ التـَـاريخ َ فِكـرا ً وامـتـحـا نــا 
فــلســــفـات ُ الأرض ِ جاءت ْ تستقي منا رُؤانـا 
َتـرشـُـف ُ الحق َّ َطـهـوراً من ينابـيـع ِ َجـنـا نــا 
وُتـعـرِّيـنـا بـنـور ِ الـحـقِّ مـن زيــف ِ هـــــوانـا 
*****
لو أزحــنـا الــَـغـيَّ عنــَّـا مـنـذ أن ِجئنا الوجود ْ
وسـبـحــنـا فـي رؤانــا وتــجــــاوزنـا الـحــدود ْ
لو سبـرنا الـنـَّـفـس َغوصا ً وتخـطـَّـيـنا السدود ْ
لوَجَـد نـا في صمــيـم ِ الـرُّوح ِ مـيـلا ً لـلخـلود ْ
ولمسـنـا في َكـيـان ِ الـذ َّات ِ مـعـنـى لـلـوجود ْ 
*****

لـو أصخـْـنـا السَّمــع َ يوما ً لـلرَّوابي والِتلال ْ 
وَفهِـِـمنا هسـهسات ِ الغاب ِ في سفح ِ الجـِّـبال ْ
لو تـنـدَّت ْ شـفــتـانـا من أطـأيـيـب ِ الجـَّـمـال ْ 
وَتـملـَّـت ْ ُمقـلــتـانـا مـن ُشـروقـات ِ الجَّلال ْ 
لــعـرَفـنـا أنَّ خـلـف َ الـكون ِ سرَّا ً لا مـحـال ْ 
***** 
إن َلبـِسنا الـضَّـوءَ يـوما ً وَتـصـفـَّحْـنا الفـَضاء ْ 
وتــناجـيـنـا بحُـب ٍّ مع مجــرَّات ِ السـَّـــــماء ْ 
لو سـألـنـا الـلـَّيل َ كـيفَ الـبدر ُ أهداهُ الضِّياء ْ 
كيــف َ صارَ الـكون ُ كـونـا ً من ُغبار ٍ وهَباء ْ 
لَـقـرأنـا أنَّ خــلــف َ الـكــلِّ ِسـرَّا ً لا َمــراء ْ 
*****
لو نظرنا في أديم ِ الأرض ِ وانزاح َ الحِجاب ْ 
وتـأ مــَّلـنـا بـعـمـق ٍ ما تــوارى فـي نــقـاب ْ 
كـيف َ صار َ التـُّرب ُ فكرا ً وتمطـّى للسَّحاب ْ 
بـاحثا ً في كلِّ رُكن ٍ هاتكا ً سِتـر َ الضـَّـباب ْ 
لــفـهــِمْـنا ما تخـفـَّى وتــلـقـَّيـنـا الــجـَّــواب ْ 
***** 
يــا رفيقي لا َتـقـلْ لي لست ُ أدري بل سأدري 
إنَ من أمسى بصيرا ً ليس أعمى سوف يدري 
من أصاخـت ْ ُأذناه ُ السَّمعَ ُحرَّا ً سوف يدري 
كـلُّ ما في الكون ِ يروي قصَّةَ الخلق ِ وُيقري 
لو َفهِـمْـنا، ما جرى في الكون ِ يوما ً أو سيجري

******
 من ديوان للروح أزاهير وثمار

حكمت نايف خولي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات