( يستغرب بعض الأحبة ومن حقهم أن يستغربوا . لأن الاستغراب مدعاة للدهشة
ويصاب البعض ايضا من جرائرها بالرعشة . يستغربون أنني أكتب وأكتب وأكثر من
الكتابة عن الحب وانا الرجل الكبير الذي قد تعدى قطاره محطة العاشقين .
وأقلعت طائرته من مطار المعشوقين وهبطت في مدرج المودعين . قلت لمن أبدى
ذاك الاستغراب وتلك الدهشة : حنانيك يا صديقي حنانيك . فالحب الذي أكتب عنه
هو الذي تشرق من أنواره السطور وتضيء في أركانه المسرات والحبور . وتتلألأ
في جنباته الأفراح وتبتهج الصدور . لا تقل لي فات قطارك .
فأنا قبطان الرحلة السعيدة . وربان الأجواء المديدة . أطوف بأحبابي عبر
الشوق دون ملل . وأطير بهم على جناح الأمل . أنقلهم من وهدة الهموم الى
ردهة النعيم . أحلق بهم فوق الغيوم الضاحكة وتحت الأزهار الباسمة . لتبقى
قلوبهم وارواحهم وعيونهم ووجناتهم بريشة الحب راسمة . قل لي بربك يا صديقي :
هل أمتنع عن هكذا أتواق وأمنع قلمي عن تلكم الأشواق . دمعت عينا صديقي
وقال : أتمنى أن تدوم أشواقك المعطرة . والبسمة تملأ أتواقك المنضرة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق