الحلقة الرابعة
*************
إذا فإلى لقاء الله نحن ذاهبون ، فهل استعدينا لهذا اللقاء ؟
بين يديه نحن موقوفون ، فهل حسبنا هذه الوقفة ؛ ماذا نفعل ؛ كيف نعد أنفسنا ، ونحن الآن لازلنا في زمن الإعداد؛ قبل أن يفوت الأوان .
المسألة بسيطة ؛ ولكن تحتاج إلى عزم وصدق ، أنظر إلى نفسك ، إن وعدك واعد ، بمبلغ من المال نظير أن تقدم له بعضا من الوقت، وشئ تستطيع فعله ، ثم انظر ، هل ترفض هذا العرض
ماذا لو أن هذا العرض ؛ بملايين الدولارات ؛ إذا لطرت من على وجه الأرض ، تريد أن تلبي مايريد - ولله المثل الأعلى - فكيف به يعدك بجنات عرضها السموات والأرض ، فيها مالاعين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر علي قلب بشر ، من صنوف النعيم ، ثم لاتأبه بهذا العرض!
المطلوب ليس بعزيز ، فقط ، أن تصحح فكرك ، وتقف لحظات تلتقط فيها الأنفاس ، وتنظر إلى هذا الكم الرهيب ؛ من آيات الله في كونه العظيم ، والذي يستحق به ربي أن نوحده ،
إذا فكمال التوحيد ، توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات
توحيد الربوبية هو إفراد الله عز وجل ، بالخلق والملك والتدبير ،
فهو الخالق ، المحيي ، الرازق ، المميت ، الباعث ، الرحمن ، الرحيم ، المنزه عن كل صفات النقص - جل في علاه -
وأما توحيد الألوهية فهو إفراد الله عز وجل بالعبادة ، قولا ، وفعلا , واعتقادا ، أي أن تعبد الله بصفاتك انت
فلا تتوكل إلا على الله ، ولا تستعين إلا بالله ، ولا تسأل إلا الله
وأما توحيد الصفات فهو أن تعلم أن لله مطلق الصفات ، فقد يكون من مخلوقاته من منّ الله عليه من صفاته ، ولكن مطلق الصفة يكون لله
فهناك رحيم بالناس ، وهناك رؤوف ، وهناك عادل وكريم ، ولكن الله هو الرحيم ، الرؤوف ، العادل ، الكريم ، عنده مطلق هذه الصفات ، لاينازعه جل في علاه - في كمال الصفة أحد من خلقه

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق