شاعِرٌ فِي طَرِيقِ الغُربَةِ .
شعر /محمد الياسري
يُخفي أساه مرارةً يتبسَّمُ &
يُخفِي ولكِن دمعُــهُ يتكلَّمُ &
والدّمعُ خوّانٌ يَسيلُ لِوَحدِهِ &
فإلى مَتى يُخفِي الأسَى أو يَكتُمُ &
يقتادُهُ الإكراهُ تُبقِيــهِ المُنى &
يمشي يُؤَخِرُ رِجلـَهُ ويُقَــدِّمُ &
يمضِي يُسَائِلُ نَفسَهُ عَن نَفسِهِ &
مَاذا سيُصبِحُ حالُه ؟ لا يَعلـَمُ &
وكَمَا تألَــمَ أهلُـــهُ لِوَداعِــهِ &
يَبكِي الفِرَاقَ مُوَدِّعَاً يَتَألَّــمُ &
والدّمعُ أسـرَارٌ لَدَيهِ لُغَـاتُهُ &
مَن ذَا يَفُـكُ رُمُوزَها ويُتَرجِمُ &
يَمضِي وفِي عَينَيهِ ألفُ قَصِيدَةٍ &
لِلَّهِ فِي كُـــلِّ الأُمُورِ مُسَلِّــمُ &
يَمضِي يُسَلِّي نَفسَهُ بِحُـرُوفِهِ &
وبِهَا يُدَاوِي جَــرحَهُ وَيُلَملِــمُ &
ويَظَلُّ يَنسُجُ مِن أَسَاهُ قَصَائِدَاً &
يَشدُو بِهَــا وبِذكــرِهَا يَتَرَنَّـمُ &
حِينَاً يَنُـوحُ عَلَى الفِرَاقِ وتَارَةً &
يَهـذِي يُحَـدِّثُ نَفسَـهُ ويُتَمـتِمُ &
مَاذَا سَأَفعَلُ بَعدَمَا بَل كَيفَ لِي؟ &
أَحيَا بِغَيرِ أحِبَتِي أَو أَنعَــمُ &
واللَّيلُ أَطوَلُ مَا يَكُونُ بِبُعدِهِم &
والصُبحُ عِندَ فِرَاقِهِم يَتَجَهَــمُ &
دُنيَاهُ أَمسَت بِالفِرَاقِ كَأنَّهَـا &
دَارٌ تَضِيقُ بِأهلِهَـا أو مَأتَـمُ &
حَالُ البَعِيدِ كَمَا عَلِمتَ كَـآبَـةً &
حَيرَانُ لَا يَدرِي أَصَمٌ أَبكَـــمُ &
يَشتَاقُ يَنتَظِرُ اللِّقَــاءَ وحُلمَـهُ &
تَبنِيـهِ أفكَارُ الخَيَـالُ وتَهــدِمُ &
______________
✍الفتى الشاعر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق