قم من جراحك
*
قُمْ مِنْ جِراحِكَ فَجْراً أَيُّها الْبَطَلُ
فَالْعُرْسُ عُرْسُكَ وَالْحَدْباءُ تَكْتَحِلُ
*
وَانْثُرْ أَكاليلَ في بَغْدادَ مُبْتَهِجاً
كَالْبَدْرِ في الْبَصْرَةِ الْفَيحاءِ يَكْتَمِلُ
*
وَدَعْ هُمومَكَ وَانْسَ الْوَهْنَ مِنْ وَجَعٍ
فَصُبْحُكَ الزَّينَتانِ النَّصْرُ وَالْأَمَلُ
*
وَأَنْشِدِ الشَّعْرَ في الْهَيجاءِ مُرْتَجِزاً
وَإِنْ حَبا كَأْسَكَ التَّشْبيبُ وَالْغَزَلُ
*
لا تَخْشَ يَوماً مِنِ الْأَعْداءِ غائِلَةً
فَأَنْتَ في النّازِلاتِ الْخَطْبُ وَالْجَلَلُ
*
حَذارِ سَمّاً مِنَ الْأَعْرابِ في عَسَلٍ
وَأَنْتَ في الْمَكْرَماتِ الْأَمْنُ وَالْعَسَلُ
*
مَنْ يَثْلِمُ السَّيفَ وَالسَّيّافَ وا عَجَباً
وَسَيفُكَ الْمُصْطَفى وَالْآلُ وَالرُّسُلُ
*
كَأنَّكَ الْحَيدَرُ الْكَرّارُ هَلْ عَلِموا
مَنْ نازَلَ الْمُرْتَضى أَزْرى بِهِ الْأَجَلُ
*
عَلى طَريقِ الشَّهيدِ السِّبْطِ نَهْضَتُنا
نَهْجُ الْعِراقِ لَهُ مِنْ كَرْبَلا مَثَلُ
*
قالوا وَوَيْلَهُمُ : الْحَدْباءُ قَدْ سَقَطَتْ
دَعْ قَولَهُمْ إِنَّما الْحَدْباءُ تَبْتَهِلُ
*
قالوا طَواها هَديرُالرَّعْدِ بَلْ كَذِبوا
وَإِنَّما مِنْ نَميرِ النَّهْرِ تَنْتَهِلُ
*
لَمّا سَقَتْها دِماءُ الْهَورِ قَدْ سَجَدَتْ
وَخَرَّتِ الشَّمْسُ وَالْأَقْمارُ وَالزُّحَلُ
*
لَمّا أَتَتْها حُشودُ الشَّعْبِ غاضِبَةً
تَصَدَّعَ السَّهْلُ وَالْوُدْيانُ وَالْجَبَلُ
*
أَعْظِمْ بِفَتْوى الْجِهادِ الْكُفْءِ يا وَطَني
بِفَضْلِها في الْوَرى دانَتْ لَكَ الْمُثُلُ
*
حَتّى غَدا حُشْدُها عُنْوانَ عِزَّتِنا
وَالْجَيشُ أُعْجوبَةً تُرْجى وَتُمْتَثَلُ
*
قُمْ مِنْ جِراحِكَ وَامْحو وَشْمَ مَنْ غَدَروا
فَالْيَومَ عُلَّتْ عَمىً مِنْ عَزْمِكَ الْعِلَلُ
*
وَالْيَومَ بانَتْ صُدورُ الْبَعْضِ إِذْ وَغَرَتْ
أُمُّ الدَواعِشِ في الأَصْلابِ تَعْتَمِلُ
*
هذي الْجِراءُ مِنَ الْمَأْبونِ مَخْبَرُها
مَسْعورَةٌ يَعْتَريها النَّصْبُ وَالدَّجَلُ
*
تَا اللهِ لَيسَ لَها إِلّا السُّيوفُ دَوا
فَالْيَومَ قامَ الْعِراقُ الْحُرُّ يَعْتَدِلُ
*
وَالْيَومَ بانَ الْهُدى نَصْراً لِذي نَظَرٍ
فَالنَّصْرُ تاجُ الْعُلى تَرْنو لَهُ الْمِلَلُ
*
ضمد كاظم الوسمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق