2017/08/11

ماذا سيحصل لي بقلم// رهام حلبي سوريا/حلب

نص أدبي
ماذا سيحصل لي إذا جاء يوم لم تكن أنت فيه ؟؟؟
وسط كل ليلة في سهرياتي التي يضجرها فؤادي ويتذمرها عقلي من ملاغفته للأفكار وشهقات الأنفس ، أسأل ذاتي: لم أحبه ؟ ولم هو لا سواه؟
وفي كل يوم أجدده بصباحاتي لا أجد لنفسي إجابة ترضي فضولها وكأنها معلقة بجوف بخيلها .
في كل ليلة يزورني طيفه أستشف من النجوم لون شوق لا مثيل له ، تبدعه باحتراف بفوج من ضربات القلب يقاطع حنينها للقياه بسؤال آخر: لم أشتاقه؟!
فأغفو على أمل المعرفة.
وفي صباحاتي لا أجد إجابة، فكأنما بالسؤال أشتاق أكثر وأهيم فيه حد اللاإشباع ؛ إنها ليست مشاعر مكذوبة بل هي حقيقة فاقت التصور ، رسمها وجداني في زحمة اللقاءات الوردية.
في كل ليلة أغار عليه من وسادته وأتمنى لو كنت مكانها لأمنع كل تفكير ينهك عقله أو أن يكون وسادتي، أضع رأسي عليها وأسترسل شعري فوقها ، أنثر حولها البسمات والضحكات كطفلة أشهر تداعبها الملائكة، أحدثه عن انشغالي بكيفية عشقه ، وفي صباحاتي أبرح وسادتي من مشقة التفكير به لأنظر إلى مرآتي فآراه في عيني رجلاً غير كل الرجال ، مبهورة بشخصيته المعقدة ومزاجه المتغير بين هنيهة وهنيهة .. أقتربه أكثر لعلي أفهم لغز هذا النوع من الرجال ولم يشدني إليه ، ورغم اشتياقاتي إليه إلا أنني لا أعلم ما سببها وكأنني أول مرة في الغرام أقطف ثمرات الحب منه ، فطريقة عشقي له تختلف كل البتة عن الأمس الذي مضى ، كأن ما بي قلب جديد وروح أخرى .
أحبه حتى ما إن أفرغت ما بقلبي من حب يكنه له أحبه أكثر ، أهطله حباً كغزارة أمطار تشرين وأيلول وتسألني الليالي فيما إذا كان فعلاً يهواني وأصارعها بين نعم ولا .. وفي صباحاتي أهمل صبر انتظاري لأسئلة ليلة الأمس وأبحث عن مجيب لها بإلحاح وليس هناك من يسكت فضولها سواه.
تقامرني به الأيام ، بين كسب وده وبين خسرانه ، ولا طاقة لي على الخسران ، تارة توسوس لي برحيله فهي تعلم أنني أجن في يوم إذا لم يكن هو فيه .. وتارة تطمئنني ببقائه لأنها شاهدة على يوم هو فيه ، كيف أرقص فرحاً على دقات طبول قلبي مهللة برؤياه .. تقام فيه حفلات جنونية .. تتخبط أحاسيسي أمامه .. تتهافت الأسئلة على لساني .. هل أقول له أنني أهواه قبل قوله ؟.. أم هل أسأله فيما إذا كان يهواني ؟.. فأخجل وتخمد جرأتي بسبب حيائي .. حياء يكسو وجهي حمرة طفيفة حين حضرته .. فأخشع صمتاً من هيبتها .. لما كان لقاؤنا تكتسيه حلة الوقار .. وحين أتذكر أنه في حال إذا لم نكن معاً تساورني الأحزان فأسأله ماذا سيحصل لي إذا جاء يوم لم تكن أنت فيه؟؟؟؟ فيرهب سؤالي بصمته القاتل حين أرى نظراته سرحت ببعيد وليس ببعيد.
فأعود للصمت .. للليالي .. للصباحات .. أناديه فيها .. وأسأل نفسي الأسئلة ذاتها لم أحبه ؟ لم هو لا سواه ؟ لم أشتاقه؟
يا سادتي لو كان داء ما بفؤادي فدوائي كلمة تخرج من ملء فاهه ، أولها باء ، أوسطها حاء .. باء ويطبق شفتيه عند الكاف ، وعندما تلامس كلمته أوصالي ويرتعد لها بدني لتبكي بذا الكلمة عيني ، حينها ستهتف شفاهي من الصميم والجوارح بأنني أحبه وأحبه وأحبه.
رهام حلبي
سوريا/حلب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات