2015/12/26

النفس البشرية..عادل محمود

النفس البشرية ...
بسم الله الرحمن الرحيم ..
ونفس وما سواها * فآلهمها فجورها وتقواها* قد أفلح من زكاها* وقد خاب من دساها ..
صدق الله العظيم ...
ورد زكر النفس البشرية فى القرأن بثلاث صفات فى ثلاثة مواضع بسور القرأن الكريم ..
فى سورة الفجر زكرت النفس المطمئنة .. ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعى الى ربك راضيةً مرضية فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى )
وفى سورة القيامة ( لا اقسم بيوم القيامة * ولا أقسم بالنفس اللوامة)....
وفى سورة يوسف ( وما أبرىء نفسى إن النفس لأمارة بالسؤ إلا ما رحم ربى )
صدق الله العظيم ...
تلك النفس البشرية التى تحملُ كل المتناقضات وحيرت علماء النفس والآجتماع ..فإذا بكتاب الله يوضح للعالمين خصائص تلك النفس ..
وقد أجمع جمهور علماء أهل السنة على أن النفس المطمئنة والنفس اللوامة كلاهما عند الله خير ..
أما النفس الآمارة بالسؤ فهى من أسؤ النفوس أعاذنا الله وإياكم ..
هناك أنفس مطمئنة من المولد للممات .. كشابُ ُ نشأ فى طاعة الله ..
وهناك أنفس سؤ من المولد للمات .. وهؤلاء من ختم الله على قلوبهم ويلحقون الآذى بالناس أينما حلوا ..
وهناك أنفس لوامة تقع بالمعاصى وتذلُ وتخطىء ثم تندم وتلوم نفسها وتتوب عما فعلت ثم تعود فتخطىء ثم تتوب وهكذا .. وقد سؤل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الى متى يغفر الله لنا يا رسول الله ؟ فقال صلى الله عليه وسلم حتى تملوا أنتم من الآستغفار .. فسبحان من وسعت رحمته كل شىء..
والعامة من الناس يحملون صفات النفس اللوامة التى تذلُ وتخطىء ثم تندم وتتوب .. وهكذا ...
والغالب منهم يستيقظُ على زكر الله مؤديا صلاة الفجر ( نفس مطمئنة) ثم يخرج الى الشارع ذاهبا لعمله أو لكذا ويبدأ فى التعاملات مع الناس فيقع بذنبٍ ما سواء فتنة المال او النظر إلى النساء أو النميمة أو أى من الآوزار فيتحول الى ( نفس أمارة بالسؤ)...
يعود الى بيته ويضع رأسه على وسادته فيتذكر ما ارتكب من أوزار فيندم على أفعاله ويلوم نفسه ويستغفر (نفس لوامة)
أى أن الغالبية منا يمر بالثلاث أنفس باليوم الواحد ..
وهناك نفس رابعة لم تستحق أن تُذكر فى كتاب الله لآنها أقل من أن تذكر وهى النفس الغافلة ...
حيث أشار الله سبحانه وتعالى اليها فى قوله عز وجل ( هم كالآنعام بل هم أضلُ سبيلا* اولئك هم القوم الغافلين ..
وتلك النفس لم تستحق أن تكون فى مرتبة متساوية مع الآنعام بل هم أضل ..
ومن خصائص هذه النفس أنها لا تفعل حسنةً ولا سيئة تذهب لعملها وتعود لبيتها وكل حياتها لا تتعدى الاهتمام بعملها وأسرتها وشهواتها فقط لا غير..
ولو ان الآنعام كرمها الله بنعمة العقل التى أعطاها لهؤلاء البشر لتفكروا وتدبروا وما أغلقوه على ما هم عليه لذلك لم يستحقوا المساواة بالانعام ..
الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون فى خلق السماوات والآرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار .. صدق الله العظيم ..
خلقنا الله وأنعم علينا وكرمنا بنعمة العقل .. فلا تغلقوها على أعمالكم وذرياتكم وشهواتكم ..
أعملوا عقلكم فالتفكر استخدام لنعمة العقل وعبادة لله عز وجل....
فلا ترضى لنفسك ان تكون فى نظر خالقك أقلُ من الآنعام ..
يا أمة أقرأ .. التى وللآسف أصبحت .. لا تقرأ .. إلا ما رحم ربى..
وقل ربى زدنى علما ..
أسعد الله أوقاتكم بكل خير ..
عادل ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات