2015/12/26

قنطرة العقاب..عاصم قابيل

قنطرة العقاب
رواية من تأليف عصام قابيل
الحلقة الحادية عشر
***************
ولكنني قسوت على نفسي وبدأت موجة من الإلتزام شديدة بكل ماتحمل الكلمة من معنى مما أثار علامات الإستفهام من حولي وزاد الأمر تعقيداً أنه كان من نتائج هذا الزواج المتعجل أن إستدنت وتكاثرت الديون , وظهر لي في هذا التوقيت صديق إسمه (أشرف مخلص أمين )وعرض عليّ تجارة ولكن من نوع خاص غريب...يسمونها في عالم البيزنس تجارة الحريق ...فقد استهوته مسألة عملي بالمجال الطبي وعرض عليّ أن نتاجر في المستلزماات والأدوات الطبية ولكن بطريقة كانت مختلفة كما قلت وكانت أول مرة أتعرف عليهاوعلى أسلوبها مع أنها كانت قد إنتشرت بشكل سريع ورهيب ...فقد كان يمول هذه التجارة عن طريق حريق البضاعة ...حيث كان يشتري الأجهزة الكهربائية بطريقة الآجل ثم يبيعها بسعرها التجاري فوري أو بأقل قليلا من السعر التجاري فيصبح بيديه مبلغا من المال يدخله في تجارة هذه المستلزمات والأدوات ويحاول تعويض الخسارة من البيع الأول بزيادة أرباحه من البيع الثاني وفتح مكتبا كبيرا لهذا الغرض واستهوتني انا ايضا هذه الطريقة بيد أنه استغل مكانتي وبريق مهنتي ووجاهتي في تصديري للعملاء ...فأصبحت في واجهة المكتب ومن يقوم بالتوقيع علي الشيكات الآجلة واستلام البضاعة ومرت الأمور هكذا
وكانت حياتي الزوجية مستقرة وهادئة والأمور تسير بشكل عادي
ورغم شعوري بالسعادة والإستقرار إلا أنني كنت دائما عابس الوجه مقتضب الجبين 
وأصبحت متهما بالتزمت والتطرف في كل تصرفاتي كما ذكرت ظنا مني أن هذا هو الصواب وحده وظهر ذلك جلياً وخاصةً في عملي ثم بدأت خلافات بيني وبين زوجتي تظهر بسبب هذا التشدد وبدأت أثير المشاكل بسبب فهمي الخاطئ للالتزام واصبحت مهتما بتصحيح أخطاء غيري أكثر من نفسي
حتى أصبحت نتائج هذا الفكر لها أثرها السيئ والسلبي في حياتي كلها و ضاق بي الدكتور شديد ذرعاً بعد أن كثرت الشكاوى مني فلم يجد بدا منً طلب نقلي بعيدا عن المركز من مدير المنطقة الطبية
واستقبلت الأمر بفتور شديد...ثم فكرت أن ذلك سيكون أفضل لي خاصة أنني أحاول أن أخلق لنفسي عالماً جديدا بطريقتي وعلى طقوسي 
إنتقلت إلى مركز صحي بوسط البلد وقلت في نفسي سبحان الله فقد قربتني الأقدار من مكان سكني وخلتها فرصة رائعة أيضا...
إستقبلوني بشكل جيد وود كبير وجلست في مكتب الدكتور سيد مدبولي بالدور العلوي و كلما أردت القيام تمسك الرجل ببقائي قليلا قائلا
_ خليك قاعد لسه بدري مستعجل ليه الشغل كتير ماتقلقلش يادكتور
وكل فترة يأتي فوج من أطباء وموظفي وموظفات وممرضات المركز لتحيتي وتهنئتي 
وأخيرا إستطعت أن أستأذن منه ونزلت إلى عيادتي بالدور الأول وفوجئت أن لى زميلة طبيبة في نفس العيادة مع أن أحدا لم يذكر لي ذلك
سبحان الله كانت جميلة لدرجة ملفتة للنظر في حجابها الأنيق وجسدها المتسق ورقتها في الحديث وللاسف لم أستطع منع نفسي من النظر إليها رغم ماأأقلمت نفسي عليه من المبادئ والموانع الشرعية ولكنها النفس وتلك الحالة السيئة السلبية والفتور الذي أصابني ,....ولاحظت هي أنني أطلت النظر إليها فارتبكت ثم تعذرت وذهبت بعيداً..................
‫#‏عصام_قابيل‬

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات