2016/06/01

تَرَفُّع للشاعر المبدع// مصطفى محمد كردي

تَرَفُّع
سأتركُ قومًا لستُ أكرهُ فيهمُ
ظَنونًا ولكن جُرأةَ المُتَجهِّمِ

وما حَزِنَت نفسي وفيهم مكارمٌ
وفي الصَّدرِ لوعاتٌ تفوقُ تنَدُّمي

أُصانِعُهم خيرًا وألقى نقيضَهُ
وأنّى يُهَّدى خالطَ الماءِ بالدَّمِ

وإنك إن قابلتَ فيهم مُعلَّمًا
عَجِبتَ لعِلمٍ لا يليقُ بمُسلمِ

أُلو جَفوةٍ صانوا عن الذّكرِ ذِكرَهم
فماتت ليالٍ بالجِدالِ المُهَدِّمِ

كأنّ حسابَ الناسِ ليس لمنطقٍ
وإذ تَقتُلُ الحَيّاتُ غيرًا فبالفمِ

يُراؤون بالهيآتِ والقلبُ منكِرٌ
ويَسعونَ بالإفسادِ في كل مأتَمِ

وإني إذا زكّيتُ فيهم صنائِعًا
ذكرتُ لهم صبري وصمتي لمألَمِ

وإن خيّروني بالوصالِ وهِجرتي
رضيتُ لهم هجري فبالوصلِ مَغرمي

فحسبيَ مِن قومٍ يرونَ بجهلِهم
إذا هم أساؤوا أن يُساءَ لمَعلَمِ

وإنا لَمِن قومٍ كرامٍ وجَدُّنا
إذا ضاقَت الأقواتُ لاذَت بمُكرِمِ

و يَعرفُ أهلُ الفضلِ في الخيرِ فضلَهُ
كما يُعرَفُ الظُّلامُ عند التّظَلُّمِ

طويلٌ إذا ما القومُ حازوا بخَصلةٍ
جزوعٌ بِرَدِّ السَّوءِ كالمُتألِّمِ

له رحمةٌ قادَت غَضوبًا لزَلَّةٍ
وإن كانتِ الأحلامُ تغفو بمأثَمِ

فإن قال سَمعًا فالرِّجالُ تعلّموا
بأنّ سديدَ الرَّأيِ للمتكلِّمِ

وهذا أبي في الخيرِ وارثُ أصلهِ
وأمّي لأهلِ البيتِ دُرٌّ لأنجُمِ

وإني وإن كنتُ الحقيرَ بفرعِها
شريفٌ بأهلٍ للمكارمِ تنتمي

مصطفى محمد كردي
أعجبني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات