نص اليوم الذى نعرض له بالقراءة النقدية التحليلية - هو نص الشاعرة الفاضلة { رجاء أحمدالأمير}.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
**جداريات صمتي** شعر/ رجاء احمد الأمير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"جداريات
صمتي
تهمس لي
تحتوي بقايا
ابجديتي
تحتويني
تفقدني البعض
من ولهي
تعلن ثورتها
كانها رماح
ماض زائفة
تراودني
تتعقب شذرات
ذاك الانين "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-بقلم رجاء احمد امير-/المغرب/.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشاعر رفعت بروبى استاذتنا الفاضلة -وابنة (غذاءالروح والفكر) المخلصة الاستاذه - رجاء احمدالأمير--- تجولت بالمجلة الفيحاء -درة المجلات-وأرقىالنوافذ الأدبية (غذاء الروح والفكر)،ووبداية طوفانى ببحور المجلة المتميزة - فوجئت بهذاالنص المعرق فى الرومانسية - فاستهوتنى الكتابة مستعرضا جوانبهومناحيه الابداعية والجمالية ، حسبما راقت لى -كما يقال بالمثل( الجواب يقرأ من عنوانه ) ،ايضا-فالقصيدة قرأتها مسبقا وعرفت موضوعها لدى مطالعتى عنوانها المثير( جداريات صمتى ) ساعتها أيقنت أننى بصدد - التصدى-النقدى-لقصيدة عصماء، أوجزت شاعرتنا فيها -كل المعانى المراد إيصالها-للقارئ وللمتلقى ، (الجداريات)هى اللوحات الحائطيه التى تروى-تقص-تحكى-وقائع تاريخيه- تحكيهابصمت مطبق من خلال الرسومات والمفردات واللوحات التشكيلية الناطقة بمحتوى الموضوع والفكرة ،حيث بدأت شاعرتناصاحبةالحرف الراقى والمعبر بجلاء عن مكنون نفسها وعواطفها الثرة ،بدأت بسماع (همس جداريتها ) واتى تضم وتحتوى على بقايا حروفها -أولياتها- أبجدياتها ، حيث احتوتها لتفقدها بعض ولهها، معلنة عن اعتراضها وثورتها كالرماح الثائرة- حسب قولها بالنص الرقيق (جداريات صمتي تهمس لي تحتوي بقايا ابجديتي تحتويني تفقدني البعض من ولهي تعلن ثورتها كانها رماح ماض زائفة)، وهى التى تتعقب أنينها ، جزيئات الأنين الذى يتملك ويسيطر على العاشقة المدلمة ).
ـــــــــــ
*( عنصرالبلاغه بالنص) حفل نص الشاعرة بكم رائع من البلاغات لدى إفصاحها عن مكنون مشاعرها وعواطفها الجياشة والتى رسمتها بريشة الشاعرة المبدعة المتمكنة - بجداريات صمتهاالمطبق والذى نجحت فى(كسر جمود إطباقه ) لأستخرج الدرر واللآلى والجواهر التى رصعت نص الشاعرة فبدت كلوحة فن تشكيلى (سيريالي ) راقى،رغم اتسام النص بفلسفة الشاعرة الخاصة والمحاطة بكم رائع من المفردات اليعربية الرصينة المتوشحة برداء السموق والتألق وجمال وعذوبة المفردة التى نجحت شاعرتنا للغاية فى (توظيفا )التوظيف الأمثل بنصها الراقى للغايه،وهو اسلوبها البلاغى المثير- رغم إيجازها لسطور القصيدة ، فالبلاغة لاتقاس بكثرة عدد الأبيات ،حسبما قرأنا من قبل بكتاب( لباب الألباب -لأبى منقذ) قوله (قيل لبعضهم :من البليغ؟ فقالوا : من أخذ معانى كثيرة فأداها-بألفاظ- قليله-- أو أخذ معانى قليله فولّد-منها-ألفاظا كثيرة ) وهاهى شاعرتناالمجديدة قد سطرت لنا الكثير من المعانى -بأبياتها القليلة فاستحقت شاعرتنا-أن نشيد بقوة شاعريتها وقدرتها الفائقة على اختزال مشاعرها- بأقل عدد ممكن من الأبيات- وهومايعده بعض الشعراء(إعجازا بلاغيا) كل هذا يضاف لرصيد الشاعرة الغنى والثر والثرى ، وضمن جماليات وعذوبة النص قولها-بنصها (جداريات صمتي
تهمس لي تحتوي بقايا ابجديتي) لهى قوة بلاغتهافى رصد الحالة النفسية والوجدانية لمحاكاة جدارياتها وحكيهاعن ذاك الصمت الذى يجمع يقاياحروف غرامها وأبجدية عشقها )من خلال(جداريتهاالصامتة ) كالأطلال الصامتة، والتى تروى حكاياالعشاق ،وتواريخهم وذكرياتهم معها ، كشاهدة عليهم ، بما يذكرنى بقول الشاعر احب المعلقات : (زهير بن أبى سلمى )والذى عاش حوالى (تسعين سنة ) حيث قالبمعلقته الشعرة المعروفة لناجميعا: (أمن أم أوفى دمنة لم تكلم --بحومانة الدراج فالمتثلم/// ودار لهابالرقمتين كأنها --- مراجيع وشم ، فى نواشرمعصم )،كما نلحظ أن (أوجه الاتفاق هنا) و (صمت اطلال الشاعر زهيروعدم تحدثها) كصمت (جداريات الشاعرة )، وهو اقتدار(بلاغى )يحسب ايجابا - لشاعرتنا المحنكة والمتمكنة بلاغيا، فشاعرنا(زهير) يتساءل -لماذالاتتكلم الاطلال التى خلفتها (أم أوفى ) فى منازلها المهجوره بين (حومانة الدراجوالمتثلم ) بعدما وقفت بتلك الاطلال بعد عشرين سنه ،فلم تكد تعرفها حسب قول الشاعر -ماعرفت الدار إلابصعوبة شديدة ،فمنازلهاالمكناة ( بأم أوفى دمنة )لاتجيب سؤاله،ثم تفجؤنا الشاعرة بحالتها العاطفيةوالوجدانية حيث بقية حروفها وابجديتها الرومانسية تحتويها لتفقدا اتزانهاالعاطفى ، ولهها ، هى حالة العاشقة المتيمة والتى تسبح ببحار خيالهاالخصب
الشاعر رفعت بروبى كعاشقة تجيد فنون البوح الصادق ،بمايعيدنى لقول الشاعر(الزير سالم ) وقوله(سكرنا ولم نشرب من الخمر جرعة /// ولكن أحاديث الحب هى الخمر )نعم ، فخديث العاشقة من خلال مارسمته بجداريتها ،لهو حديث العشق والهيام ، فهو الحب الذى يسافر لكل بقاع القلوب، فالحب لاعقل له ،وحسب قول الشاعر العربى السورى الرائع (نزار قبانى ):( أروع مافى حبنا انه --ليس له عقل ولا منطق///وأجمل مافى حبنا أنه --يمشى على الماء ولا يغرق)وايضاينسحب على قول الشاعر(عمر بن الفارض ) سلطان العاشقين -بقوله (وكفى غراما أن أبيت / شوقى أمامى ،والقضاء ورائى ) .وكذلك قول شاعرتنا الراقية الحروف والجميلة وعذبة المعانى (تتعقبنى شذرات ذاك الأنين )لتذكرنى بقول الشاعر المصرى الكبير(ابراهيم ناى)( فتكسرت قدحالمنى ورجعت من/ صقم الهوى وهزاله أترنح ///نزل الستار علىالرواية وانقضت - تلك الفصول، وفض ذاك المسرح )، هو العذاب الذى يلاقيه العشاق العذاب المصحوب بالأنين.
*(عنصر توظيف الفعل)نجحت الشاعرة فى تزظيف أفعالها ، فاعتمدت على (الفعل المضارع )(لتدلل على استمرارية الحدث )بحسب قولها بالنص :(تهمس/ تحتوى-- تفقدنى--تعلن- تراود- تتعقب)،وهو اسلوب بلاغى يستسيغه ( بعض ) الشعراء- لمنح النص استمراريته.
(عنصر الجماليات ) جاءتناالشاعرة بعدة حروف تمثل ألقا وابداعا شعرياراقيا انعكس ايجابا على المعنى العام للنص، فأكسبه عذوبة ،كقولها (تهمس لى )( تفقدنى البعض من ولهى )،(تتعقب شذرات )،(كأنها رماح ماض)،(تحتوى بقاياأبجديتى ) وكلها جماليات لفظيه وتعبيريه وبلاغيه ،أثرت لنص بلاغة بمايجيز لناالقول والتسليم باقتدار شاعرتنا--(بلاغيا- ولغويا .
* لاحرمنا الله روعة نصوصك الراقية والرقيقة والمغرقة فى أروع رومانسيات متشحة بحروفك الرصينة شاعرتنا الفاضله الاستاذه/رجاء احمد امير.وكل عام وسموك الفاضل بخير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق