عابَ الرّبيعُ على الخريفِ صفارَهُ
وشحوبَ أوراقٍ لهُ وذبولا
فأجابَهُ فصلُ الشّتاءِ جميعنا
نُدعى على مرِّ الزّمانِ فصولا
لاتدّعي شرفاً ولستَ بمفردٍ
فالكلُّ نجعلُ للحياةِ أصولا
أتُعيبهُ؟لمَ لاتُحسُّ وقارَهُ
ونقاءَهُ بعباءَةٍ مشمولا
تتطايرُ الأوراقُ من نسماتِهِ،
عبقُ التُّرابِ بذيلِهِ المبلولا
صورُ الرّبيعِ بحُسنها وجمالِها
لم تلقَ من دونِ الخريفِ قبولا
آذارُ ذو الحسنِ البديعِ بزهرهِ
هوَ لم يكن لو لم نعِش أيلولا
وخضارُهُ لولا الصّفار لما بدا
رمزَ الحياةِ وشهدها المأمولا
ونضارةُ الأوراقِ وهيَ نديّةٌ
ملأت سفوحَ تلالنا وسهولا
أبدىالرّبيعُ تلعثُماً ولسانُهُ
قد راحَ يأسفُ للخريفِ خجولا
ويقولُ:شكراً للشتاءِ،بقطرِهِ
روّى الجمالَ بعرضِهِ والطّولا
فالصّيفُ يعصِفُ بالرّبيعِ بحرّهِ
يرمي زهورَ غرورِهِ لتَزولا
فيصل أحمد الحمود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق