((( إلى صديق )))
ألا ما نعمةٌ وُهِبَتْ لشخصٍ . . . . كمثلِ سماحةِ القلبِ الرحيبِ
فليس الدينُ غيرَ تعامُلاتٍ . . . . يَراها الشرعُ في حُكْمِ الوجوبِ
فكمْ مِن عاشقٍ خُلُقاً لشخصٍ . . . . يراهُ منارةَ الدِينِ النَّجيبِ
وَرُبَّتَما نَفَرْتَ الدينَ نهْجاً . . . . بشخصٍ عابسٍ نَزِقٍ كَذوبِ
وكمْ في الناسِ مِن نِعَمٍ كِثارٍ . . . . حباها اللهُ بالطبعِ العَذُوبِ
ذَكرْتُك يا أخي مِن بعدِ عهْدٍ . . . . طويلٍ والقلوبُ مع القلوبِ
فَلَمْ أرَ مثلَ شخصِكَ ذا جلالٍ . . . . على ما فيكَ من خُلُقٍ وطِيبِ
تُغطّى بالمَهَابةِ مِن حياءٍ . . . . وكمْ شخصٍ يُهابُ بلا وجوبِ
فذاكَ على مكانتِهِ لِنفعٍ . . . . وذاكَ لدفعِ ذي السوءِ القريبِ
تَجاذَبَ نحوَ دربِكَ كُلُّ شخصٍ . . . . وغيرُكَ إنْ يَرَوهُ إلى هروبِ
ولمْ يُرَ مثْلُ شخصكَ في لقاءٍ . . . . بترحيبِ المُحبِّ إلى الحبيبِ
عجِبتُ إلى السماحةِ فيك أنّى . . . . تَدومُ على الذي بكَ مِنْ كُروبِ
بأخلاقٍ تَرِقُّ لكلِّ شَخصٍ . . . . فلَمْ تُرَ قَطُّ ذا وجهٍ قَطوبِ
فما عاشرتُ شخصاً دونَ عيبٍ . . . . سواك بأنْ خلوتَ مِنَ العيوبِ
وكم ذو الدينِ لَمْ يُؤسَرْ بنهجٍ . . . . عليهِ مَصَادِقُ الدينِ الرتيبِ
فتتخِذُ الأنامُ لها عُطوراً . . . . وطبعُكَ عاطرٌ مِن دونِ طِيْبِ
ألِفْتُكَ بهجةً سِحْرٌ شذاها . . . . تذوبُ بها القلوبُ بلا مُذيْبِ
فليس سوى البشاشةِ فيهِ أضْحَتْ . . . . تُزيحُ الهَمَّ كالريحِ الهَبوبِ
إذا ما غِبتَ لا يَنساكَ دهراً . . . . يُسائِلُ عنكَ في قَلَقٍ عجيبِ
إليك " أبا رشا " طَبعٌ قديمٌ . . . . بسعيكَ للقريبِ وللغريبِ
تَهُمُّ بحاجِ غَيرِكَ تَقْتَضيْها . . . . وغيرُك في الحوائجِ ذو مَغيبِ
فلمْ تُرَ غيرَ ذي عونٍ مجيبٍ . . . . بلا مَنٍّ بمسعاكَ الدءوبِ
شعر/د. رشيد هاشم الفرطوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق