2018/01/03

لَو كَانَ لِي -- للشاعر سَائد أَبُو أَسَدْ


لَو كَانَ لِي
______
لَو كَانَ لِي
أَني أَذُوبَ
بِغَيمَةٍ كَي أَلْتَقِيكِ
لَكُنْتُ حَبَّاتِ المَطَرْ
لَو كَانَ لِي
أَنْ أَسْكُنَ
الرِّيحَ السموم
لكَي أَمُرَّ بِقُرْبِ طَيفِكِ
هَامَ قَلْبِي وَانْفَطَرْ
لَو كَانَ لِي
أَنْ أَعْلُوَ الخَيلَ الأَصِيلَةَ
لَامْتَطَيتُ لِظَهْرِهَا
وَقَصَصْتُ طَيفَكِ وَالأَثَرْ
لََو كَانَ لِي
أَنْ أَنْظُمَ الشِّعْرَ
البَدِيعَ بِمَاءِ بَحْرٍ
مَا كَفَاكِ
لِوَصْفِ وَجْهٍ
كَالقَمَرْ
لَو كَانَ لِي
أَنْ أَلْثُمَ الجِيدَ الشَّهِيَّ
لَكَانَ أَزْكَى
مِنْ رَحِيقِ الزَّهْرِ
مِنْ كُلِّ الثَّمَرْ
لَو كَانَ لِي
أَنْ أَلْمَسَ
الكَفَّ النَّدِيَّ
عَرَجْتُ فِي عَالِي السَّمَاءِ
وَلَا أُبَالِي بِالخَطَرْ
لَو كَانَ لِي
أَنْ أَحْمِلَ الشَّوقَ
المُضَمَّخَ بِالْقُرُنْفُلِ
وِالوِدَادِ
جَمَعْتُهُ فِي وَهْجِ بَرْقٍ
أَو بِأَطْرَافِ الشَّرَرْ
لَو كَانَ لِي
لَرَسَمْتُ مَبْسَمَكِ البَهِيِّ
قَصِيدَةً
وَجَمَعْتُ مِنْ فِيكِ الدُرَرْ
لَو كَانَ لِي
شَكَّلْتُ قَلْبِي زَورَقَاً
أَبْحَرْتُ فِيكِ
وَغُصْتُ فِي عَينَيك
آنَاءَ السَّحَرْ
لَو كَانَ لِي
غَنَّيتُ إِسْمَكِ
فِي الوِهَادِ وَفِي الذُّرَى
وَلَكُنْتِ أَحْلَى
مَا تَرَنَّمَهُ الوَتَرْ
لَو كَانَ لِي
لَمَضَيتُ أَمْشِي
فِي بِلَادِ العَالَمِينَ
سَأَلْتُ أَسْرَابَ الطُيُورِ
هَتَفْتُ يَا رِيحَ الصَّبَا
دُلُّونِي يَا كُلَّ البَشَرْ
لَو كَانَ لِي
لَحَزَمْتُ قَلْبِيَ فِي
عُرُوقٍ مِنْ لَظَىً
كَي تَسْعَدِي
مَا خِفْتُ شَوكَاً
مَا َتمَلَّكَنِي حَذَرْ
كُونِي بِقُرْبِيَ
نَبْعَةً تَرْوِي الفُؤَادَ
صَبَابَةً
فلأنت بِشْرِي
وَالقَدَرْ
سَائد أَبُو أَسَدْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات