2019/05/07

المخاض...٢--الشاعرهيثم الأسدي

المخاض...٢
............

لا زال ثوبي العتيق المرقع 
لازال ثوبي مليء بالعرق
لا زال ذاك الثوب يحس بالتعب 
كأن الحروف تلمع هذا الأثر 
يكتسح الموت عيوني 
ويملأ الكون ذاك السكون 
وسط الغبار الذي يشبه البحر 
حتى الطيور هاجرت أعشاشها 
قبل ان يحل الفجر 
بصوت مدوي يكبر 
يأخذ النفوس كأنه 
شخير الأموات 
وزفير المطر 
كان ثوبي يكلمني 
ورتوقه تقظ مضجعي 
تلك الأيام المدفونة 
في رحم الروح يحملها الوتين 
وتلك الكلمات اليتيمه 
والتي تغربت عن العدالة 
أحجار وزروع الصبار وبقايا أعمدة 
لقادة وبيوت أصبحت أطلال 
تختالنا الانهار الدامية في رضوخ عنيد 
وتجبر السكون على أمتطاء الأنفجار 
الهدوء يلف النهار 
والسواد يصبغ الصباح 
وخيوط الشمس تحمل الأخبار 
وترزق الحروف دبيب الصبار 
الذي هو الأخر مات على عجيزته 
في وسط الظلال 
لا زال الناس يعيشون في الأفق 
لازال الناس يبحثون عن الطعام 
بين الانقاض وخوفهم من الانقراض 
من الجوع من الضعف من مسوغات الحياة 
هذا عالم الحرية
عالم الضعفاء والجبابرة 
تبت هذه الحياة التي لم تتكلم 
الا عن الهوس والأشباع يقطع رقاب الجياع 
هم امتي في خطر الموت 
في خطر الشراهة 
نحو قانون القيامة الآتي 
في مخاظهم الاخير 
وفي المخاض تولد الحياة 
في موتنا حياة 
في مخاضنا تولد أشياء عز علينا ان نعيشها 
هي الحياة هي الحياة.....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات