2021/01/15

قصة قصيرة "بائعة الفل" قصةقصيرة بقلم القاص والشاعر رشاد على محمود

 قصة قصيرة "بائعة الفل"

رغم أنه يحمل شهادة عليا إلا أنه فضل صنعة والده الراحل والتي أتقنها وكانت تدر عليه دخلاً جيداً يجعله يعيش هو وزوجته الجميلة وصبي لم يتعد عمره الخامسة عشر وصبية تصغره بعامين حياة طيبة وعلى الرغم من أنه كان يلتزم بوسائل الوقاية إلا أنه لايدري من أين أتى له هذا الفيروس اللعين؛ طلب من زوجته أن تتركه وتذهب إلي المحافظة الأخرى وتقيم لدى والدها للحفاظ عليها وعلى طفليهما؛ وأنه سيتولى أمر نفسه؛ إلا أنها أبت فيما يشبه الصراخ وأجهشت في البكاء؛ أستفاقت من بكائها وقررت أن تصنع له حجرا صحيا وان تأتي له بأحسن طبيب وكل ما يلزم من علاج؛ وإن تطلب ذلك صرف كل مايدخرانه؛ لم يمر وقت الخمسة عشر يوما وكان زوجها في ذمة الله؛ وكم آلمها جدآ منظر أشقاءه عندما كانوا يوراونه الثرى وكأنهم رجال فضاء؛ خوفا على أنفسهم؛ وانصرفوا حتى بغير أن يطمئنوا على أبناء شقيقهم؛ قررت أن تتولى امر أبنيها وتنزل إلي العمل وقد كان؛ وعندما تخطى أبنها المرحلة الثانوية عرض على أمه أن يكتفي بدراسته وأن يتولى هو أمرهما ولكن عند تصميم الأم أن يكمل الإبن دراسته وافق الإبن على مضض؛ ولم يمر على هذا الحديث بضعة أسابيع وكان الإبن قد أصابته وعكة صحية فقرر أحد زملائه أن يوصله إلى منزله بسيارته؛ وعند إحدى الأشارات أنتهزت إحدى السيدات فرصة وقوف السيارة لتعرض على قائدها زهور الفل وما أن رآها الشاب الذي كان يرقد في المقعد الخلفي للسيارة وكان قد أستفاق وجلس ليوجه الشكر لصديقه؛ فاندفع من السيارة ليحتضنها وأجهش بالبكاء أمام دهشة صديقه والذي لم يملك إلا أن يفغر فيه؛ فلم تكن هذه السيدة إلا أمه؛؛؛
قصةقصيرة بقلم القاص والشاعر رشاد على محمود
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏زهرة‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات