2017/01/31

مالك عبدالملك شويل أبو أنس / أُسْعِدْتِ بالحُبِ

مالك عبدالملك شويل 
أبو أنس

أُسْعِدْتِ بالحُبِ يا حُبي مَدى الزمنِ 
و عِمْتِ طُرَّاً  بلادي مَوطِنَ اليَمَنِ 

و دامَ عِشْقُكِ عِشْقَاً  لا حُدودَ  لَهُ  
مَهما اجْتَبَيْتُهُ في الوِجْدانِ و البَدَنِ 

إِنّيْ تَهَيَّجَ  حَرفِي مِنْ  لَمَى  كَلِمٍ  
عَلى شِفَاهِ  قَصِيدٍ  هَيَّجَتْ  شَجَني 

و مِنْ عُيونِ مَعانٍ  مِلْؤُهَا  وَلَهٌ  
رَمَتْ  إليكِ بِنَظْمٍ  فاتنٍ  حَسَنِ 

فَقُمْتُ  نَحوَ نَقِيعِ  الحِبْرِ  تَسْبِقُني
روحي لِنَسْقِيَ حَرفي مِنْ هَوى الوَطِنِ  

فالحَرْفُ يَنْطِقُ عَنّي حِينَ يُلْجِمُنِي 
دَمْعِي و تَعْزِلُني الآهاتُ في َوََسَنِي 

باللهِ يَا طَرْفَ  عَينَيْها  و يا حَوَرٌ 
بالأمسِ كان مع الأهدابِ  يَسحَرُني

و يا بَريقَ  جَبِينٍ غُمَّ   غَمْغَمَةً 
و يا ابْتِسَامَةَ  ثَغْر ٍ لَمْ تَعُد ْ تَبِنِ  

و يا اِخْضِرارَ  فؤادٍ  شَابَهُ  دَخَنٌ   
و يا  تَوَرُّدَ وَرْدٍ  ضَدَّ  في  الوَجَنِ  

بالله أينَ بلادي  أينَ  رَونَقُها 
أينَ  المَحاسنُ و الأوْصافُ  تَفْتِنني

أين التي كان لي في صَدرِها سَكَنٌ 
و بينَ  أذْرُعِهَا  مَنجىً مِنَ  الفِتَنِ  

أينَ التي كانَ كُلُّ العُرْبِ  تَغْبِطُنِي
ها و الأعاجِمُ و الحُسَّاد ُ تَحسُدُني


ما  بَالُكِ اليَومَ يا حَسْنَاءُ  شاحبةً 
تَفوحُ  ريحُكِ بَعدَ  الطِيبِ  بالنَتَنِ 

شَعْثاءُ  رأسُكِ في(صنعاء َ) مُنْتَفِشٌ   
يَسِيْلُ مِنْهُ  صَدِيدُ البَغْيِ و الإِحَنِ 

و حُسْنُ وَجهِكِ أَيديْ ( إبَّ ) تَخْمِشُهُ  
و طِيبُ ثَغْرِكِ  غَدْراً غِيْلَ في( عَدَنِ )

و في  (الحُدَيْدَةِ) بِتِّ  اللَّيلَ  عَاريةً  
وَ إهتَزَّ  وِسْطُكُ في (عَمْرَانَ) للحَزَنِ 

و فِي (تَعِزَّ ) أَرَى قَدْ ثَجَّ مِنْكِ دَمٌ 
قَهْراً عليهِ وَدَدْتُ الكَونَ لَمْ  يَكُنِ  

أَمَّا  بِ(صَعْدَ ) فَما أبْقَيْتِ لِي طَلَلاً  
أبْكِيْكِ  فِيهِ   و لا   حَيَّاً  لِيَبْكِيَني  


لِمَ العُبُوسُ أيا (أرضَ السَّعيدةِ ) ذَا
وذَا النُّكوصُ وَذَا الإيغالُ في الوَهَنِ  

لِمَ النَّزِيفُ كما لَو أنَّ (ذا  العَرِمِ )
قدْ عادَ فيكِ و عَادَتْ (عَادُ ) لِلمِحَنِ  

هَلْ عَادَ  بُعْدُكِ في الأسْفارِ  أُمْنِيَةً 
أَمْ أَنَّ  خَمْطَكِ أقصى ما اشْتَهَيْتِ جَنِي 

أَعِفْتِ عَفْوَ  عَظِيمِ  الحِِلْمِ  يا حُلُمي 
أَمْ  أنَّ أَمْنَكِ و الإيمان َ لَمْ  يَحِنِ 


بِاللهِ  بِاللهِ يا حُبَّاً  رَشُدْتُ  بِهِ 
طُولُ الزَّمانِ و بَعدَ الرُشْدِ جَنَّنِي 

و يا هَوىً هَدَّ أرْكانَ  الهَوَى هَدَراً 
في أَضْلُعي و  بَرَتْ جَفْواتُهُ  بَدَنِي 

و الأمسَ كنتُ أُغَذِّي الرُوحَ نَسْمَتَهُ 
و اليومَ يأكُلُهُ الشَّاني و يَأكُلني 

أرجوكِ أرجوكِ يا زَادي و يا سَكَنِي 
و يا شِفَاءَ فؤادٍ  فيكِ  مُمْتَحَنِ 

أَرجُوكِ عُودِي كَعْهدِ الأمْسِ(طَيّبَةً )
تُتْلَى جِنانُكِ في القُرآنِ و السُنَنِ 

عُودي لِيُمْنِكِ هيَّا و اجْنُبي  سُبُلاً 
أَشْقَتْكِ بينَ رياضِ الأرضِ و المُدُنِ  

و لْتَغْسِلي عَنْكِ ذِي الأدْرانَ يا بَلَدَ ال
رَّبِ الغفورِ  و ما بِالرَّبِ ذَا تَهِنِي 

و لْتَرْفَعِي الرَّأسَ طُرَّاً يا رُبَى وَطَني
و لْيَعْبِقِ الكَونُ عِزَّاً بالهَوَى اليَمَنِي 



تاريخ  8/12/2016 
اليمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات