مالك عبدالملك شويل
أبو أنس
أُسْعِدْتِ بالحُبِ يا حُبي مَدى الزمنِ
و عِمْتِ طُرَّاً بلادي مَوطِنَ اليَمَنِ
و دامَ عِشْقُكِ عِشْقَاً لا حُدودَ لَهُ
مَهما اجْتَبَيْتُهُ في الوِجْدانِ و البَدَنِ
إِنّيْ تَهَيَّجَ حَرفِي مِنْ لَمَى كَلِمٍ
عَلى شِفَاهِ قَصِيدٍ هَيَّجَتْ شَجَني
و مِنْ عُيونِ مَعانٍ مِلْؤُهَا وَلَهٌ
رَمَتْ إليكِ بِنَظْمٍ فاتنٍ حَسَنِ
فَقُمْتُ نَحوَ نَقِيعِ الحِبْرِ تَسْبِقُني
روحي لِنَسْقِيَ حَرفي مِنْ هَوى الوَطِنِ
فالحَرْفُ يَنْطِقُ عَنّي حِينَ يُلْجِمُنِي
دَمْعِي و تَعْزِلُني الآهاتُ في َوََسَنِي
باللهِ يَا طَرْفَ عَينَيْها و يا حَوَرٌ
بالأمسِ كان مع الأهدابِ يَسحَرُني
و يا بَريقَ جَبِينٍ غُمَّ غَمْغَمَةً
و يا ابْتِسَامَةَ ثَغْر ٍ لَمْ تَعُد ْ تَبِنِ
و يا اِخْضِرارَ فؤادٍ شَابَهُ دَخَنٌ
و يا تَوَرُّدَ وَرْدٍ ضَدَّ في الوَجَنِ
بالله أينَ بلادي أينَ رَونَقُها
أينَ المَحاسنُ و الأوْصافُ تَفْتِنني
أين التي كان لي في صَدرِها سَكَنٌ
و بينَ أذْرُعِهَا مَنجىً مِنَ الفِتَنِ
أينَ التي كانَ كُلُّ العُرْبِ تَغْبِطُنِي
ها و الأعاجِمُ و الحُسَّاد ُ تَحسُدُني
ما بَالُكِ اليَومَ يا حَسْنَاءُ شاحبةً
تَفوحُ ريحُكِ بَعدَ الطِيبِ بالنَتَنِ
شَعْثاءُ رأسُكِ في(صنعاء َ) مُنْتَفِشٌ
يَسِيْلُ مِنْهُ صَدِيدُ البَغْيِ و الإِحَنِ
و حُسْنُ وَجهِكِ أَيديْ ( إبَّ ) تَخْمِشُهُ
و طِيبُ ثَغْرِكِ غَدْراً غِيْلَ في( عَدَنِ )
و في (الحُدَيْدَةِ) بِتِّ اللَّيلَ عَاريةً
وَ إهتَزَّ وِسْطُكُ في (عَمْرَانَ) للحَزَنِ
و فِي (تَعِزَّ ) أَرَى قَدْ ثَجَّ مِنْكِ دَمٌ
قَهْراً عليهِ وَدَدْتُ الكَونَ لَمْ يَكُنِ
أَمَّا بِ(صَعْدَ ) فَما أبْقَيْتِ لِي طَلَلاً
أبْكِيْكِ فِيهِ و لا حَيَّاً لِيَبْكِيَني
لِمَ العُبُوسُ أيا (أرضَ السَّعيدةِ ) ذَا
وذَا النُّكوصُ وَذَا الإيغالُ في الوَهَنِ
لِمَ النَّزِيفُ كما لَو أنَّ (ذا العَرِمِ )
قدْ عادَ فيكِ و عَادَتْ (عَادُ ) لِلمِحَنِ
هَلْ عَادَ بُعْدُكِ في الأسْفارِ أُمْنِيَةً
أَمْ أَنَّ خَمْطَكِ أقصى ما اشْتَهَيْتِ جَنِي
أَعِفْتِ عَفْوَ عَظِيمِ الحِِلْمِ يا حُلُمي
أَمْ أنَّ أَمْنَكِ و الإيمان َ لَمْ يَحِنِ
بِاللهِ بِاللهِ يا حُبَّاً رَشُدْتُ بِهِ
طُولُ الزَّمانِ و بَعدَ الرُشْدِ جَنَّنِي
و يا هَوىً هَدَّ أرْكانَ الهَوَى هَدَراً
في أَضْلُعي و بَرَتْ جَفْواتُهُ بَدَنِي
و الأمسَ كنتُ أُغَذِّي الرُوحَ نَسْمَتَهُ
و اليومَ يأكُلُهُ الشَّاني و يَأكُلني
أرجوكِ أرجوكِ يا زَادي و يا سَكَنِي
و يا شِفَاءَ فؤادٍ فيكِ مُمْتَحَنِ
أَرجُوكِ عُودِي كَعْهدِ الأمْسِ(طَيّبَةً )
تُتْلَى جِنانُكِ في القُرآنِ و السُنَنِ
عُودي لِيُمْنِكِ هيَّا و اجْنُبي سُبُلاً
أَشْقَتْكِ بينَ رياضِ الأرضِ و المُدُنِ
و لْتَغْسِلي عَنْكِ ذِي الأدْرانَ يا بَلَدَ ال
رَّبِ الغفورِ و ما بِالرَّبِ ذَا تَهِنِي
و لْتَرْفَعِي الرَّأسَ طُرَّاً يا رُبَى وَطَني
و لْيَعْبِقِ الكَونُ عِزَّاً بالهَوَى اليَمَنِي
تاريخ 8/12/2016
اليمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق