2023/02/23

أ. د. لطفي منصور التوبة تذهب الحوبة

 أ.د. لطفي منصور

(التَّوْبَةْ تُذْهِبُ الْحَوْبةْ)

مِنَ الْوافِرِ

حَياةُ النّاسِ في كَرْبٍ وَسُوءٍ

وَلَوْ سَكَنُوا قُصُورًا وَالسَّحابا

غَنِيِّهُمُ إلى الْإفْلاسِ أَدْنَى

صَحِيحُهُمُ إلَى الْأَدْواءِ نادَى

فَلا تَغْتَرْ بِرِزْقٍ قَدْ تَراهُ

إذا لَمْ يُحْمَدِ الرَّحْمانُ غابا

فَهَيّا يا بَنِي قَوْمِي اتِّعاظًا

       فَصَلَُوا وَاذْكُرُوا رَبًّا دَآبا

سَلامٌ لِلَّذي نادَى وَلَبَّى

          نَبِيٌّ مُرْسَلٌ صَلَّى وَتابا

أميرة جنتي للشاعر حكمت نايف خولي

 أميرةُ جنَّتي

ما كنتُ يوماً يا أميرةَ جنَّتي

ممَّن تغنَّى بالهوى وتشبَّبا

ومضتْ سنينُ العمرِ غصناً يابساً

جفَّ العصيرُ بلُبِّهِ فتخشَّبا

ذبُلتْ زنابقُ روضِهِ وتيبَّستْ

وأتى الخريفُ فباتَ قفراً مجدِبا

في سالفِ الأيامِ هبَّتْ نسمةٌ

وقدتْ مشاعرُه جوىً فتصبَّبا

خمدتْ فحصَّنَ قلبَهُ وأوى إلى

كوخِ التَّعبُّدِ زاهداً مترهِّبا

ومضتْ عقودٌ والِشّراعُ موجَّهٌ

العقلُ يُرشِدُه فيمضي صائبا

حتى أطلَّتْ ربَّتي وتوهَّجتْ

فتوقَّدتْ بلحاظِها حِممُ الصِّبا

أسَرتْ برقَّتِها فؤاداً ذابلاً

وسرى الرَّبيعُ بنسغِه فاسترطبا

وأشاعَ دفءُ حنانِها بدمائِه

شغفَ الهوى وفتونَه فاخضوضبا

وترنَّمتْ أوتارُه بغرامِه

لحناً تنغَّمَ بالقصيدِ فأطربا

أمسى كناراً صادحاً بهُيامِه

هجرَ الخريفَ وبؤسَه وتصبَّبا

وغدا أميرَ الحبِّ سلطانَ الهوى

وغدتْ بشعرِه في الدَّياجي كوكبا

هو قيصرُ العشَّاقِ وهْيَ إلهةٌ

عشتارُ تحتَ جناحِها رفَّ الصِّبا

في معبدِ العشَّاقِ باتتْ ربَّةً

وهو المتيَّمُ عابداً متشبِّبا

حكمت نايف خولي

لسان الضاد للشاعر القدير محمد الفاطمي

 لسانُ الضّادَِ حَرْفُ المُلْهمينا

ذَكرتكِ فاستبدّ بيَ الغرامُ***وتاهَ القلْـــــــبُ فاخْتـــــنقََ الكــــــــلامُ

يُعاتِبُني فُؤادي عنْ هواكِ***وبالأشْواقِِ يعْــــصـــــــرُني الوئـــــامُ

وما أدْري متى يأتي انْعتاقي***وأسْرُ العشْقِ يعرفُهُ العــــــــــــظامُ

قَضيْتُ العمْر في قَفصِ التّرجّي***فما انْقشعَ الغمامُ ولا الظّـــــلامُ

وقال ليَ الصّباحُ كَفى انْزعاجاً***فإنّ القلبَ يسْـــــــــكنُهُ الــغــرامُ

////

أيا عشّاقَ حرْفِ الضّادِ مهْلا***فقد حضرَ النُّهـــــى أهلاً وســـهْلا

حبيبٌ في الأحِبّةِ نالَ منّي***وعَلّمني الهُــــــــــدى قولاً وفـــــعْلا

ينامُ معي فيوقظُني بياتاً***لِأرْســــــــــــــمَ ما بِذاكرتي تجَــــــــلّى

فأسْعدُ حينَ أسْكبُ منْ يَراعي***بياناً بالبلاغــــــةِ قد تحَـــــــــــلّى

أبيتُ اللّيلَ في نظْمِ اللّآلي***وعقْلي بالمــــعاني قدْ تَســــــــــــــلّى

////

لسانُ الضّادِ حرْفُ المُلهمينا***وشرْقٌ بالهُـــدى نشــــــرَ اليَـقينا

لسانُ الضّادِ في المَبْنى بناءٌ***به الإعرابُ رقّـــى العارفيـــــــنا

تجلّى بالبــــيانِ فصارَ سِحْراً***أنارَ بضــــوْئِهِ الأملَ الدّفــــــينا

أجوبُ به العصورَ وكلُّ عصرٍ***أراهُ مـنَ العــصورِ الأوّليـــنا

////

أحبُّ الشّعرَ في عِلْمِ الأدبْ***وما كَتـــــــبَ العــظامُ من العربْ

ألمْ ترَ أنّ ذِكْرَ اللّه يَشْفي***قلوبَ الأشْــــــــقِياءِ منَ الغـــــضبْْ

ويبعَثُ في النّفوسِ الأمْنَ هدْياً***فتشْعُرُ أنّها تُحْيي النّـــــــــسبْ

لسان الضّاد سَهّرني اللّيالي***ولقّنـــــني الرّفيــــــــعَ منَ الأدبْ

بِنَظْمهِ في الحياةِ رأيْتُ نفْسي***وَمِنْهُ الفكْرُ أسْكَرهُ العـــــــــنبْ

////

عَشقْتُ تلاوةَ الأشْعارِ عِشْقا***وكانَ العشقُ في الأحْشاءِ صِدْقا

أُحسُّ بأنّني أُحْيي لســــاني***فأقرأُ ناطِــــــــــــــــقاً أدباً ورفقا

وأعْصُرُ منْ فَمي لُغَةً وشعراً***فيَنْسَكِبُ النّدى سِحْراً وشَــوْقا

وفي مَجْرى الكلامِ أحسُّ أنّي***صَنعْتُ من الحُروفِ رُؤىً وذوقا

////

سأَنْتَزِعُ السّوادَ منَ العُيـــــونِ***وأزْرعُ دَمْعَــــــتي بيْنَ الجُفونِ

سأَرْسُمُ أحْرُفَ العُشّاقِ شوْقا***وقد بلغوا الحُدودَ منَ الجُنــــــونِ

وفي خَلدي ســـأُبدِعُ كلَّ فَنٍّ***تَرَعْرَعَ كالرّضيعِ معَ الفُــــــنونِ

لساني صادقٌ في البعْثِ لمّا***تربّى في المَــــــخافِرِ والسّجونِ

وفي زمَنِ الرّصاصِ حُبِسْتُ طفلاً***وفي زَنْزانَتي انْفتحَتْ عيوني

////

يراعي بالنّبوغِ سَقى اجْتهادي***وقادَ سَفينـــــــتي نحْو الرّشـادِ

سألْتُهُ فاستَجابَ إلى اهْتمامي***وَسلّحني بِمُخْتَـــــــــلفِ العـتادِ

فَسِرْتُ إلى المعالي مُسْتَريحاً***أُناضِلُ بالحُـــــــروفِ وبالمدادِ

وَكنْتُ إذا أصابتْنـي جِراحٌ***صَبرْتُ على التّحمّلِ في انْقيادي

فَديتُكَ يا لسان الضّادِ روحاً***فأنتَ الإرْثُ في وطـــني وَزادي

محمد الدبلي الفاطمي

إعلانات