2021/01/15

( جِسرُ كَما الذِكرَيات ... لا يُنسَيان )المحامي عبد الكريم الصوفي اللاذقية ….. سورية

 (  جِسرُ كَما الذِكرَيات  ...  لا يُنسَيان  )

حينَما شاهَدتَها تَعبُرُ لِلغابَةِ العَذراء

والجِسرُ كَم  تُزهِرُ الزنابِقُ فَوقهُ ... يا لَلبَهاء

يوصِلُ لِلغابَةِ العَذراء ...  يُشعِلُ ألوانَها  ذاكَ  الضِياء

ولَم تَزَل  في عِمقِها كالجَنٌَةِ الغَرٌَاء

مَظهَرُُ فاتِنُُ  ...   لِلغادَةِ  تَلُفٌُها هالَةُ  الإغراء

جِسمُُ  جَميل …  خَصرٌ نَحيل ...  كالزَنبَقِ مَعَ النَسيمِ  يَميل

في رَوضِها تَلتَوي كَأنٌَها ثَمِلَت ... أو رُبٌَما شابَها الإعياء

تَخطُرُ  في رَوضِها بِحَياء

سُبحان  من أتقَنَ خَلقَها ....  بالرَوعَةِ كَما  يشاء

سُبحانَهُ  رَبٌُ السَماء

والوَقتُ كانَ حينَها قَد جاوَزَ العَصرَ 

سألتها…  وأنا  مُستَغرِبُُ…  مُرتاب 

 يا غادَتي .... هَل أنتِ تائِهَةُُ في الغاب ?

 نَظَرَت نَحويَ في بُرودٍ وإرتِياب

كأنَّها لا تُدرِكِ  ماَ الجَواب

هَمَسَت ... أنا أجول ...  بَينَ الورودِ والزُهور  ... 

أحومُ مِن  فَوقِها  وأصول .... كما الفَراشاتُ ... والطُيور…

أجَبتَها  ...  وهَل يَطيرُ الزَنبَقُ  والزُهور  .. ؟

وهَل تَحومُ أوتَدور ؟

يا لَها الأُسطورَةُ ...  حينَما تُحفَظُ في الصُدور  !!!

ضَحِكَت  تَسألُ   ...   أراكَ تائِهُُ  تَحتار ?

أم أنٌَكَ تَسكُن في الجِوار ? 

قُلتُ  بَل  ...  سائِحُُ  سَيَّار 

هَل تُكمِلينَ مَعي بَعضهُ المِسيار ? 

أحميكِ مِنَ  عَصائِبِ واثِبٍ أو عُصبَةِ الأشرار 

أو  مِخلَبُُ  وَثٌَاب   ... في طَبعِهِ  غَدّار

قالَت  ...  غابنا آمِنُُ من مِخلَبٍ أوناب

أجَبتُها   بَل فيهِ  عَشائِرُُ  منَ  الذِئاب 

من  كُلٌِ مَن  يَنشُبُ  الأظفار

فَرَمَت  بِجِسمِها نَحوي وقَد هَلَعَت ... أو رُبٌَما

يَنتابَها الإعجاب

تَمتَمَت   ...  يا لَكَ من فَتى ... لَعَلٌَكَ مُفتَرٍ كَذٌَاب  ؟

ضَمَمتَها أشعَرتَها  ...  بأنٌَني الفارِسُ الغَلٌَاب 

لَم  يُجانِبُهَ مُطلَقاً  ذاكَ الصَواب

أحسَستُ  في  أنفاسِها تَسارَعَت  ...  يا لَهُ الإقتِراب

بِجِسمِها ذلِكَ الغَضٌُ النَديَّ  ...  كَأنٌَهُ الأُقحُوان

أمِنَت لِأنٌَها  ... في صُحبَةِ  فارِسٍ  وأنٌَها لَن تُهان 

فإستَسلَمَت  وإستَرسَلَت تَرمُقُ وَجهِيَ في أمان

يا لَهُ سِحرُها الأنفاس ... يوقِظُ في مُهجَتي كُلٌَ الحَنان

كأنٌَها بَراعِمُُ وعُطور ...  وشَذا لِلنَرجِسِ  والبَيلَسان

خَمرُُ يَذوبُ في الوَريدِ ... يُحَرٌِكُ الوجدان

نارُُ  وَتَسري في  دَمي  ما لَها من دُخان

قَد ألهَبَت  من حَرٌِها الشريان

ضَمَمتَها لِصَدرِيَ .... فَألتَقى في صَدرِنا الخافِقان

أفَقتُ مِن غَفلَتي  ...  ولَم أزَل في نَشوَتي ...  وَلهان

لا سيٌَما وأنٌَها  ...  قَد  أسبَلَت لِمُهجَتي ....  الجَفنان

وَعِطرَها لم يَزَل في خاطِري  ...  أريجها كالزَعفَران

يا لَها  من رِحلَةٍ  في الجِنان  ...  ما طالَها النِسيان

بقلمي

المحامي  عبد الكريم الصوفي

اللاذقية      …..      سورية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات