2018/12/30

قصة للفتيان رحلة الأصدقاء عادل الصفار

قصة للفتيان

رحلة الأصدقاء
عادل الصفار
النهر الكبير الذي يمر في قريتنا يمتد الى قرى أخرى بعيدة عنا، وذلك بعد مروره بطرف غابة ذات اشجار ونباتات كثيفة.. وهذه الغابة كثيراً ما يتمنى الحطابون دخولها ليجنوا منها اخشاباً يبيعونها باثمان باهظة للنجارين والبنائين لانه خشب يدخل في صناعة الاثاث والشبابيك والابواب، كما يستعمله البناؤون اعمدة لسقوف المنازل.. لذا يفوق ثمنه اضعاف ثمن الخشب الذي يستعمل وقوداً للخبز والطهي والتدفئة وصناعة الفحم.. ولكن ما يمنع الرجال من دخول هذه الغابة هو كثرة ذئابها اثناء الليل.. وذات يوم اتفق ستة من الحطابين على دخولها بعد ان جلسوا وناقشوا الامر بينهم، وتعاهدوا على الأمانة والاخلاص في التعاون للحصول على خشب جيد، وقد كانت خطتهم هي التناوب بين العمل وحراسة المكان من الذئاب. 
وفي اليوم التالي ومع بزوغ أول ضوء للفجر حملوا امتعتهم من طعام وشراب وما يحتاجون اليه اثناء رحلتهم، ثم انطلقوا بزورق كبير.
******
وبعد ان وصلوا الغابة.. ركنوا زورقهم وشدوا حباله الى الشاطئ ثم حملوا عدة عملهم واسلحتهم التي يدافعون بها عن انفسهم من خطر الذئاب، وتوجهوا للتوغل داخل الغابة.. وقبل شروعهم بالعمل جلسوا للراحة وشرب الشاي، فابتعد احدهم مسافة ليجمع بعض الاغصان اليابسة كي يجعلوها وقوداً لصنع الشاي.. وبينما هو كذلك سمع صوت انين يصدر من بين اشجار امامه، اقترب من المكان وهو يحدق فيه فاذا به يشاهد شخصاً موثوقاً بالحبال الى جذع احدى الاشجار، فما كان منه الا ان ينادي اصحابه، واتجهوا مسرعين لنجدته.. وبينما هم منشغلون في حل وثاق الرجل اسرع احدهم لإحضار قربة الماء.. وبعد ان غسلوا وجهه وسقوه قليلاً مددوه على فراش ليستعيد بعض نشاطه.. ثم نهضوا بعد شرب الشاي فوزعوا المهام بينهم، تركوا احدهم لطهي الطعام وآخر لحراسة المكان من خلال مراقبة اتجاهات الغابة، فيما انصرف الباقون للعمل..
*****
وحين جلسوا للراحة وتناول الطعام كان الرجل ما يزال مهموماً كئيباً يخيم على وجهه حزن ثقيل، لذا حاول الاصدقاء مواساته والتخفيف عنه.. خاطبه احدهم قائلاً: يا اخي دع عنك الحزن والهم وابتسم للحياة واحمد الله تعالى على سلامتك.. هيا تناول الطعام معنا فأنت متعب وجائع بالتأكيد، وبعدها سنرى ما يجب لمساعدتك.
*****
وبعد ان فرغوا حملوا الرجل في زورقهم ليوصلوه الى اقرب قرية يستطيع منها الذهاب الى بلدته بعد ان استمعوا الى حكايته إذ قال لهم: 
ـ كنت منذ زمن مضى في رحلة.. عملت خلالها وحصلت على رزق لاطفالي وزوجتي.. وحين اردت العودة طلبت من صاحب زورق ان يوصلني الى بلدتي حيث تسكن عائلتي ومن حولهم اقاربي واصحابي.. لكن صاحب الزورق ظهر انه ليس بالرجل الأمين، فما ان عرف بالمال الذي معي شهر سلاحه بوجهي وهددني بالموت.. فكانت النتيجة انه اوثقني بالحبال الى جذع الشجرة وسرق اموالي هارباً بها.. لقد كدت اموت عطشاً وجوعاً وخوفاً لولا انكم انقذتم حياتي..
فتألم الاصدقاء لحاله.. وحمدوا الله انهم استطاعوا انقاذه قبل فوات الأوان.. وجعلوا يخففون عنه هول الصدمة قائلين: المهم انك ستعود الى عائلتك سالماً.. وسيفرحون برؤيتك بعد غياب طويل.. أما المال فلا يهمك أمره مقابل عودتك سالماً..
فجأة..!! واذا بهم يشاهدون زورقاً مركوناً امامهم على الشاطئ.. حدق الرجل فيه وصرخ قائلاً: يبدو انه زورق اللص الذي سرق أموالي..!!
فهيأ الاصدقاء أسلحتهم وهم يقولون للرجل: اخفض صوتك وانتظر، سنعرف كل شيء بعد قليل..
وما ان وصلوا قرب الزورق حتى سمعوا انين شخص يتألم.. لحظات واذا بالرجل الذي معهم يجد نفسه وجهاً لوجه امام الشخص الذي سرق أمواله، وقف يحدق فيه وهو يتلوى من الألم فقد لدغته أعفى سامة وهو يقضي حاجته في هذا المكان.. فما كان من الاصدقاء الا ان يحملوه الى زورقهم.. وانطلقوا مسرعين.. وبينما هم كذلك اخرج الرجل المصاب كيس النقود من تحت ملابسه وقدمه لصاحبه قائلاً: خذ مالك.. ماذا سأفعل به وأنا أموت بسم الافعى..؟! 
فتلقفه بلهفة قائلاً: الحمد لله لقد عاد لأطفالي رزقهم.. 
لكنه في الوقت ذاته كان ينظر الى الرجل السارق المصاب بعين الحنان وهو يقول له: اشعر ان من واجبي البقاء الى جانبك في المستشفى حتى تشفى..!
فبكى الرجل المصاب.. ودمعت أعين الأصدقاء من شدة تأثرهم بموقفه النبيل وهم يرددون: بارك الله فيك.. انك خير من يقابل الإساءة بالمعروف..!!
*****
عاد الاصدقاء متجهين بزورقهم الى الغابة وقد جلبوا معهم طعاماً إضافيا يكفيهم لعدة أيام، لكنهم وصلوا مع غروب الشمس.. سمعوا عواء ذئب فشعروا بانهم مهددون فقد تهاجمهم الذئاب في اية لحظة.. قال احدهم: ماذا نفعل لا وقت لدينا لبناء ملجأ يحمينا..؟! 
فأشار عليهم آخر: دعونا نحفر حفراً حول مكاننا، ونوقد في كل حفرة ناراً..
وعلى الفور أيده الآخرون: نعم.. الذئاب لا تقترب من النار..
فانطلق اثنان منهم لجمع الحطب من أغصان يابسة وغيرها مما تناثر على ارض الغابة من اخشاب ونباتات شوكيه، فيما انشغل ثلاثة منهم في الحفر وواحد يراقب المكان بدقة وسلاحه بين يديه.. وما ان وصلت أول وجبة من الحطب حتى بدأوا بإيقاد النار.. وهكذا استمروا بالحفر وايقاد النار حتى احاطوا انفسهم بها.. لكن ذلك لم يبعد الخوف عن قلوبهم فمع اشتداد الظلام صار عواء الذئاب يشتدد اكثر فاكثر حتى ان عيونهم بدت تتراءى للأصدقاء متحدية اياهم، الذئاب تنتظر لحظة مناسبة للانقضاض عليهم مما جعلهم يفكرون على الفور في حفر ملجأ كبير يسعهم جميعاً.. فبدأ ثلاثة منهم يحفرون وثلاثة يراقبون الجهات وبين لحظة وأخرى يرمون اطلقات نارية من اسلحتهم على الذئاب القريبة منهم فيصيبون بعضها ويهرب البعض الآخر.. وهكذا صاروا يتناوبون العمل والحراسة حتى تمكنوا من حفر ملجأ بعمق متر ونصف المتر تقريباً يساعدهم على الاحتماء.. وبعد هذا العمل الشاق اتفقوا على ان يخلد اثنان منهم الى الراحة والنوم واثنان لايقاد النار وادامة اشتعالها واثنان للمراقبة وتسديد الاطلاقات نحو الذئاب التي تحاول مهاجمتهم.. وهكذا تناوبوا العمل والحراسة والراحة فيما بينهم حتى اشرقت شمس يوم جديد.. عندها خلد اربعة منهم للراحة واثنان للحراسة واعداد الطعام.. وبعد منتصف النهار قاموا بتحصين ملجأهم تحصيناً جيداً ليستطيعوا النوم بأمان ويختصروا الحراسة بشخص واحد يراقب المكان من داخل الملجأ اثناء الليل.. وفي النهار كذلك شخص واحد يراقب جميع الجهات اثناء العمل.
*****
وبعد مضي عشرة ايام ملأ الاصدقاء زورقهم الكبير بجذوع الاشجار وانطلقوا عائدين الى قريتنا والفرحة تعلو وجوههم بما جنوه من ثمار تعاونهم وجهدهم وإخلاصهم لبعضهم البعض بعهدهم الذي قطعوه على أنفسهم.. وسرعان ما انتشرت في قريتنا حكاية من تلك الغابة وهي حكاية رجل مظلوم أنقذوا حياته.. ورجل ظالم عاقبه الله تعالى فنال جزاء ما اقترفت يداه.

ساعة والدي ..محمد محجوبي الجزائر

ساعة والدي ..
....
ونحن على نعيم قديم 
كان الزمن رهيفا مثل شعاع ترعة المنزل الذي تناسم بأوعية الحب . فصار ينبوع كثافة ألوان تمشط شجر المكان 
الساعة اليدوية الدائرية ترتب عقاربها بفواصل حركة تناغم رسومها وأرقامها المتحررة . . تتوهج العقارب من تحفة النبض المسترسل في هوس المدى .
بين جيب المعطف . وهالة الساعة المطاوعة . تبرق مشاهد بعضها خفي يناجي بجوارحه اليقظة ملكوت السماوات في طهر صلاة ممعنة الاستكانة . والساعة نفسها تهمس ابتهالات الزمن على ملمح طهور . فكان أبي منصرف القنوت بين مؤشر الساعة وبين طقوس باذخة الذكر 
هكذا هي الساعة اليدوية الدائرية 
تلون عناوين الوجود . لا تكل ولا تمل من دلال الفصول 
.. ... ...
مرة نمت سباتي العميق . لكنها بقيت هي هي 
في جيب والدي يقظة التفاصيل تقود مجرى حدث وأحداث . في دائرية غامضة . من خلال زجاج ناعم مرهف . يتكيف مع خيوط الضوء . يقاوم أقبية الليالي . يراجع الأقمار ترفها الشارد ..
حتى عندما مات والدي 
بقيت عقاربها تتناغم على وصل الوفاء 
على صفحات الأرض . عشبا عشبا . تنبض براعم عميقة من تجاذب التراب والسماء 
لا انفصام لدورة الزمن 
هي الخلايا من كدها لا تموت 
هي الساعة اليدوية 
بدع شاشة في نبض الوجود 
فليتك أيها الزمان المتلعثم في خصاصنا . 
تنثر من ساعة والدي 
وافر هامش ينبض بجود

محمد محجوبي 
الجزائر

إقلاق راحة ... قصة : مصطفى الحاج حسين .

. إقلاق راحة ......
إقلاق راحة ...
قصة : مصطفى الحاج حسين .
استطعتُ أن أنجو ، انطلقتُ راكضاً ، بعدَ أن تسللتُ على أطرافِ أصابعي ،ركضتُ بسرعةٍ جنونية ، يسبقني لهاثي ، يربكني قلبي بخفقانهِ ، يعيقُ الظّلام من سرعتي ، خاصة وأنَّ أزقتنا مليئة بالحفرِ وأكوامِ القمامة . أخيرا وصلتُ ، على الفور أيقظتُ الشّرطة ، تثاءبوا ، تمطّوا ، رمقوني بغضبٍ ، وحينَ شرحتُ لهم ما أنا فيه ، أخذوا يتضاحكونَ ، سألني الرقيب : ـ هل أنتَ تهذي ؟!.. أقسمتُ لهم بأنّي لاأهذي ، ولستُ في حلم ، بل ما أقوله حقيقة ، وإن كانوا لا يصدقونَ فعليهم أن يذهبوا معي ، ليشاهدوا بأعينهم ، وليشنقوني في حال كان كلامي كاذبا . لكنَّ المساعد المناوب ، أخبرني ، بعد أن تظاهر بالاقتناع : ـ نحن لا نستطيع تشكيل دورية للذهاب معك ، إلاً بعد أن يأتي سيادة النقيب . وحينَ سألته ، عن موعدِ مجيءِ سيادة رئيس المخفر ، أجاب : ـ صباحا .. بعد التاسعة . ولولا خوفي الشّديد من رجالِ الشّرطة ، لكنتُ صرختُ بوجههِ : ـ لكنّي لا أستطيع الإنتظار ، إنّ الأمرَ غاية في الخطورة . كبحتُ انفعالي ، وسألته برقةٍ واحترام : ـ ألا يوجد هاتف في منزل سيادته ؟ .. صاح المساعد ذو الكرش المنتفخة : ـ أتريد أن نزعج سيادته ، من أجلك أيّها الصعلوك ؟.!. وتمنيت أن أرد : ـ أنا لست صعلوكاً ، بل مواطناً ، أتمتع بالجّنسية ، والحقوق كافة ، ولكنّي همست : ـ حسناً يا سيدي ، هل لك أن تدلّني على منزل سيادته ، وأنا أتعهد لك بالذّهاب إليه ، والحصول على موافقته بتشكيل الدّورية . وما كدتُ أنهي كلامي ، وأنا في غايةِ التهذيبِ والاحترام ، حتى قذفني المساعد بفردةِ حذائهِ المركونِ قربَ سريره ، وبصراخهِ المخيف ، قائلاً : ـ أنتَ لا تفهم ؟!.. وحقّ الله إنّكَ "جحِش " .. أتريد أن تذهبَ إلى بيته ؟!!.. يالشجاعتكَ !!!.. انقلع .. وانتظر ، وإياكَ أن تعاود ازعاجنا .. قسماً " لأحشرنك " بالمنفردة . جلستُ أنتظر ، لم أستطع الثّبات ، أخذتُ أتمشى بهدوءٍ شديدٍ ، عبرَ الممرّ الضّيق ، وأنا أراقب عقاربَ السّاعة .. الدقيقة ، كانت أطول من يوم كامل .. وعناصر الشّرطة عادوا يغطّونَ في نومٍ عميقٍ ، اكتشفت أنّ جميعهم مصابونَ بداءِ الشّخيرِ ، صوتُ شخير المساعد أعلى الأصوات ، رحتُ أتخيّل مقدار قوّة الشّخير عند سيادة النّقيب . تململتُ ، ضجرتُ ، يئستُ ، فقدتُ قدرتي على الصّبرِ ، فصرختُ : ـ يا ناس أنا في عرضكم .... رفعَ الشّرطي رأسه ، حدجني بعينينِ ناعستينِ ، وزعقَ : ـ اخرس يا عديمَ الذّوق . خرستُ ، وانتظرتُ ، عاودتُ المشي في الممرِّ ، ومراقبةِ الثّواني ، دخّنتُ مالا يحصى من السجائرِ ، أحصيتُ عددَ بلاط الممرّ عشرات المرّات ، طالَ انتظاري ، تجدّدَ وتمدّدَ ، ضقتُ ذرعاً ، نفذ صبري ، وطلعت روحي ، اكتويتُ بنار الوقت ، قلقي يتضاعف ، فمرور الوقت ليس من صالحي ، عليّ أن أفعل شيئاَ .. هل أعود بمفردي ؟.. لكن ، يجب أن يكون أحد معي ، شخص له صفة رسمية ، لكن ما باليد حيلة .. فخطر لي أن ألجأ إلى أخي ، فهو أقرب الناس إليّ . خرجتُ من المخفرِ خلسة ، هرولتُ ، ركضتُ ، وكنتُ أضاعف من سرعتي ، حتى أخذتُ الهث ، العرقُ يتصبّب منّي غزيراً . قالت زوجة أخي " عائشة " ، بعد أن رويت حكايتي لأخي : ـ نحنُ لا علاقة لنا بالمشاكلِ .. عد إلى الشّرطة . خرجتُ من بيتِ أخي " عبدو " ، والدّموعُ تترقرقُ في عينيّ ، تذكّرتُ كلامَ المرحوم أبي : ـ الرّجل الذي تسيطرُ عليهِ زوجتهِ لا ترجُ منه خيراً . توجّهتُ إلى أبناءِ عمّي ، طرقتُ عليهم الأبواب ، وتوالت الأكاذيب : ـ " محمود " .. ذهب إلى عملهِ باكراً . ـ " حسن " .. مريض ، لم يذق النوم . وبخشونةٍ .. قال " ناجي " : ـ أنتَ لا تأتي إلينا ، إلاّ ووراءكَ المصائب . " يونس " ابن عمّتي ، أرغى وأزبدَ ، أقسمَ وتوعّدَ ، لكنّه في النهايةِ ، نصحني أن أعودَ للمخفرِ ، حتى لا نخرجَ على القانون . قرّرتُ أن أعودَ إلى حارتي ، هناكَ سألجأ إلى الجّيران ، قد تكون النّخوة عندهم ، أشدّ حرارة من نخوة أخي ، وأبناء عمّي ، والشّرطة ، ولمّا بلغت الزّقاق ، صرختُ : يا أهلَ النّخوة الحقوني .. الله يستر على أعراضكم . فتحت الأبواب بعجلةٍ ، خرجَ النّاس فزعينَ ، التفّوا حولي ، يسألوني ، وأنا أشرح لهم من خلالِ دموعي ، لكنّ جاري " فؤاد " ، أخرسني : ـ نحن لا علاقة لنا بكَ وبزوجتكَ ... اذهب إلى الشّرطة . عدتُ إلى المخفر ، وجدتُ المساعد ونفراً من العناصرِ مستيقظين ، واستبشرتُ خيراً ، حين ناداني : ـ هل معكَ نقود أيّها المواطن ؟. ـ نعم سيدي . ـ إذاً اذهب وأحضر لنا فطوراً على ذوقك ، حتى ننظرَ في أمرك . دفعتُ معظمَ ما أحمل في جيبي ، تناولوا جميعهم فطورهم بشراهةٍ ، تمنّيتُ أن أشاركهم طعامي ، فكّرتُ أن أقتربَ دونَ استئذانٍ ، أليست نقودي ثمنَ طعامهم هذا ؟.!.. وحينَ دنوتُ خطوة ، لمحني المساعد واللقمة الهائلة في فمه ، فأشار إلي أن أقترب ، سعدتُ بإشارةِ يده ، واعتبرته طيب القلب ، نسيتُ أنّه ضربني ليلة أمس ، بحذائهِ الضّخم ، وحينَ دنوتُ منه ، أشارَ : ـ خذ هذا الإبريق واملأه بالماء . اشتعلَ حقدي من جديدٍ ، اشتدّ نفوري منه ، ومن عناصره . ها هي السّاعة تتجاوز الحادية عشرة ، ورئيس المخفر لم يأتِ بعد ، ولمّا اقتربتُ من المساعد مستوضحاً : ـ يا سيدي .. لقد تأخر سيادة النقيب .! رمقني بغضبٍ ، وصاحَ : ـ لا تؤاخذه ياحضرة ، فهو لا يعرف أنّكَ بانتظارهِ . في الثانية عشرة وسبع دقائق ، وصل النقيب ، هرعتُ نحوَ مكتبهِ ، لكنّ الحاجب أوقفني : ـ سيادة النقيب لايسمح لأحد بالدخول ، قبلَ أن يشربَ القهوة . المدّة التي وقفتها ، تكفي المرء أن يشربَ عشرة فناجين من القهوة .. ولما هممتُ بالدّخولِ مرّة أخرى ، أوقفني الحاجب من جديد : ـ سيادته لا يسمحَ لأحدٍ بالدخولِ ، قبلَ أن يوقّع البريد . انتظرتُ ... دخنتُ لفافتين قبل أن أتقدّمَ ، لكنّ الشّرطي باغتني بصياحه : ـ سيادته لا يقابلَ أحداً قبلَ أن يطّلع على جرائدِ اليوم . لاحت بالباب فتاة .. شقراء .. ممشوقة القوام ، لا تتجاوز العشرين ، عارية الفخذين ، والكتفين ، والصّدر ، والظّهر .. تضعُ نظّارة ، وتحمل حقيبة ، تجرُّ خلفها كلباً غزيرَ الشّعر ، مثل خاروف .. نبح عليّ بوحشيةٍ ، راحت تخاطبه بلغةٍ لم أفهمها ، اتّجهت نحوَ مكتب النّقيب ، انحنى الشّرطي ، فتحَ لها الباب ، دلفَ الكلب للداخل ، ثم تبعته ، دوت في أذنيّ عبارة حفظتها : ـ سيادته لا يسمح لأحد بالدّخول ... لكنني مددّت رأسي ، وحاولتُ الدّخول خلفها ، جذبني الحاجب من ياقة قميصي ، وثبَ الكلب نحوي ، نابحاً بعصبيةٍ واحتقارٍ : ـ سيادته لا يسمح لأحد بالدخول ، قبل أن ينصرفَ ضيوفه . أدخلَ الشّرطي إليهم ثلاثة فناجين من القهوة ، سألت نفسي : ـ هل يشرب كلبها القهوة أيضاَ ؟؟؟!!!... طالَ انتظاري ، الضّحكات الشّبقة تتسرب من خلف الباب ، والشّرطي في كلّ رنّة جرسٍ ، يدخل حاملاً كؤوس الشّراب ، الشّاي ، الزّهورات ، المتّة ، الكازوز ، الميلو ، الكاكاو ، وإبريق ماء مثلج ، وأخيراً .. دخلَ حاملاً محارم " هاي تكس " ، الضّحكات تتعالى ، ونباح الكلب يزداد ، كلما نظرت نحو الباب . تمنيت أن يفتح الباب ، ويطل عليّ كلبها ، حينها سأرتمي على قوائمهِ ، وأتوسّل إليه ، ليكونَ وسيطاّ لي ، عندَ سيادة رئيس المخفر ، لكنّني تذكّرت ، فكلبها للأسف لا أفهم لغته . وبدونَ وعيٍ منّي ، وجدتّني أهجم نحو الباب الموصد ، أدقّه بعنفٍ .. وأصرخُ : ـ أرجوكَ يا جنابَ الكلب ... أريدُ مقابلة النقيب . وما هي إلاّ لحظات ، حتى غامت الدنيا ، توالت اللكمات ، الرفسات ، اللعنات ................. والنّباح يتعالى ... ويتعالى .. ويتعالى . وحين بدأ العالم يتراءى لي ، وجدت نفسي .. ملقى في زاوية الزنزانة ، غارقاً في دمي .
مصطفى الحاج حسين .
حلب

قـصَّةُ قـصـيـرةٌ-- ذكـريـات......بـقـلـم شـريـف عبدالوهاب الـعـسـيـلـي فـلـسـطـيـن


قـصَّةُ قـصـيـرةٌ
....................
ذكـريـات......
جـلـسَ مُتـثـاقـلاً عـلى الـكـرسي الـهـزّاز بـجـانبِ الـنـافـذةِ بـعـد انْ وضـعَ عـصـاهُ جـانـبـاً
اخـذَ يـتـأمَّلُ الـحـديـقـةَ الـتـي امـامَهُ التـي بـدَتْ غريـبـةٌ وحـزيـنـةٌ وكـئـيـبـةٌ بـعـيـنيـهِ رغـمَ تفـتّحُ الازهارُ وايـنـاعُ ثـمـارِ اشـجـارُ الـنـارنـجِ ، ظـلَّ ساهـيّاً مـتـفـكـراً وكـأنَّه يـسـتـمـعُ لـضـحـكـةِ طـفـلتِهِ الـجـمـيـلـةِ الـتـي مـا زالَ صـدَى ضحـكـتِهـا يـقـرعُ اذنـيْه صـبـاحَ مـسـاءَ مـنـذُ عشـريـنَ عـامـاً. هـنـا فـي هـذهِ الـغـرفـةِ كـانَ يـجـلـسُ مـنـهـمِكـاً بـالـكـتـابـةِ اذ دخلَتْ عـلـيهِ طـفـلـتُهُ ذاتَ الـخـمـسـةِ اعوامٍ وراحَتْ تـعـبـثُ بـالـغـرفـةٍ وتريـدُ مِنْ أَبـيـها انْ يـلـعـبَ مـعَهـا ، قـالَ لـهـا اذهـبي الـعـبـي خـارجَ الـغـرفـةِ فـرفَضَتْ الانـصـياعَ لأمـرِهِ فـقـالَ لـهـا : اذاً اجـلـسـي بـهـدوءٍ. نـفَّذَتْ هـذهِ الـمـرَّةُ رغـبـةَ أَبـيـهـا ولـكـنْ !!كـكُلِّ الاطـفـالِ لا يـسـتـمـرُ الـهـدوءُ اكـثـرَ مـن دقـيـقـتـيـنِ فعـادَتْ تـعـبثُ بـالـغـرفـةِ فـنـهَرَهـا هـذهِ المـرّةُ بـقـوةٍ ورفـعَ يـدَهُ لِكَيْ يـصـفـعَهـا لـكـنَّهُ أَمـسكَ نـفـسَهُ بـالـلـحـظـةِ الاخـيـرةِ. جـلـسَتْ الـقـرفـصاءَ مـولـيَّةً ظـهـرَها لأبـيْهـا فـي ركـنِ الـغرفـةِ وبـكَتْ بـصـوتٍ خـافتٍ اشـبَهَ بـالـحـشْرجَةِ ثُمَّ سـادَ الـسـكـونُ. تَفـقَّدَ طـاولـةَ الـمـكـتـبِ ولـمْ يَجـدْ ورقةَ الـمـسـوَّدةِ ؛بـحـثَ عـنْهـا فـي الـدُرجِ ولـم يَجـدْهـا؛ لَمَحَ الـورقـةَ بَيـدِ ابنـتَهُ وهيَّ تـطـويْهـا فـقـامَ الـيـهـا غـاضـبـاً ونَهَرَهـا بقوةٍ وَصـفَعَهـا هـذه الـمـرَّةُ ثـم سـألَهـا بـعـصـبـيـةٍ مـاذا تـفـعـلـيـنَ بـالورقـةِ أيَّتُهـا الـشـقيَّةُ؟
اجـاَبـتْ بـصـوتٍ امْتـزَجَ فـيـهِ الـبـكـاءُ مـعَ الـكـلـمـاتِ. كـنـتُ اضَعُ قُبـلاتـي عـلـى الورقـةِ يـا أَبـتـي حـتّى اذا سـافرْتُ مـع أُمّي تـبـقـى قـبـلاتـي مَعـكَ » قـامَ يُجَرجـرُ قـدميْهِ الـى المـكـتـبِ واخـرج ورقـةً قـديـمةً تـكـادُ تـتـمَّزقُ ثـمَّ قـبَّلَهـا واجـهـشَ بالـبـكـاءِ وقـالَ : رحـمَكِ الـلـهُ يـا عـصـفـورَتـي.
كـيـفَ يـمـكـنُ لـورقـةِ مسـودةٍ أَنْ تـكـونَ اغـلى مـنْ كـنوزِ الـكـونِ
.........................................................
بـقـلـم
شـريـف عبدالوهاب الـعـسـيـلـي
فـلـسـطـيـن


عشقُ الاولين--- علال حمداوي الهاشمي

عشقُ الاولين
:::::::للعشوقِ بداياتٌ والهجرُ فيها اذنابُ
الصّريحُ منها فذٌّ والجلّ فيها عتابُ
::::::::وما العشقُ بِالَّذِي يُنتقَى بمعاييرهِ
لا يشيخُ عمرهُ حينَ يواكبهُ الشبابُ
:::::::::::يتجلّى نورهُ في ليلاءِ الدّياجي
ما حجبهُ يومًا نوىً ولا اخفاهُ سحابُ
:::::::يقهرُ العُرفَ البغيضَ وعثراتِ الجفا 
لَوْ جارَ نوى الحبيبِ لا يفسده الغيابُ
::::::ما اثنَى الغصْبُ قيسًا عن الفذّةِ ليلاهُ
ولا حالَ العَسَسُ دونها ما نبحتْ كلابُ
:::::::أينَ نَحْنُ من عشقِ قيسٍ ولا ابنَ شدّاد
حينَ تلبسَ القهرُ عشقهمُا ولفّهُ العذابُ
عنّي بتصرّف :
علال حمداوي
الهاشمي

كلانا واحد -شعر : نهلة أحمد

أتدري كلانا أنَّنا واحدٌ معاً
رحيلُك عنّي باتَ للقلبِ مُفزِعا

ويُفقدُني خوفي صَوابي بفقدِكم
وألقى إذا غبتُم عن العينِ مَصرَعا

وأصبر ُحين الصبر ُيحلو لأجلِكُم
فأنهلُ مرّاً من ظما الروح مُتْرَعا

أقيمُ لعل َّالروحَ تحلو بقربِكُم
ومن نبعِكم قلبي من الحبِّ أُترِعا

يُساورُني خوفٌ يؤرقُ مُقلتي
من البعدِ عنكُم ينبض ُالقلبُ مسرعا

أبيتُ وأطيافُ الرحيلِ تلفُني
بفكري كقطبٍ للرحَى باتَ مَرجِعا

إذا غبتَ بانَ الليلُ في خافقِ الحَشا
لأنَّك لي بدر ٌإذا غبتَ أُوْدِعا

سعَى القلبُ نحو الوصلِ دوماً لعلَّني 
أُلاقي الذي طولَ المَدى نحونا سعَى

وأرعى هوى المحبوبِ في كلٍّ لحظَةٍ 
فهل يا تُرى حبّي كذا لوعَتي رَعَى

إذا مَرَّ يومٌ دونَ لُقياهُ أدمعي
تسيحُ ونبضي بالأسى مقلتي نَعَى

متى يا ليالِيْ الوصلِ يَدنو ونلتقي
ويُصبحُ نجماً في لياليِّ شَعشَعا

فإنَّ فؤادي ياحبيبي لَمُدنَفٌ
بحبكَ والأشواقِ للوصلِ أينَعا

تَشَيَّعتُ كي ألقاكَ في كوفَةِ الهَوى
وفي نَجَفِ الأشرافِ قلبي تَشَيَّعا

نهلة أحمد 
العراق

2018/12/29

(سأحتويك ) شعر / نور صباح احمد .-(قراءتى النقديه )/ رفعت بروبي

(قراءتى النقديه ) اليوم الخميس 27 ديسمبر 2018م ، لنص شعرى ، لشاعرة وضعت قدمها على طريق الابداع وسارت فيه محققة رقيها اللغوى وتفردها البلاغى ، هى صديقتى القديرة ،الشاعره ( نور صباح احمد ) .ابنة غذاء اللروح والفكر وفرسان الشعر .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(سأحتويك ) شعر / نور صباح احمد .
===========
سأحتويك
واحتضنك
واخفيك عن
كل العيون
لترتاح جفونك
على صدري
وتهفوا دائما .
.روحك لقربي
ساعتصر
خمر شفتيك
والثم الرضاب
واثمل من رشف اللمى
وستعلن الاستسلام
في قمة الهيام
وترفع رايتك البيضاء
وتقول هيت لك
باقي عمري
أ ياعشقي
فانتي شفائي
من كل داء وسقم
فمن لي غيرك فاتنتي
احتويني فكلي
يريدك انتي
===================================
القراءة النقديه للنص)
ــــــــــــــــــــ
بادئ ذى بدء ،، سوف نتناول النص (نقدا ) من خلال (المنهج البحثى ) وهو (اصعب المناهج النقديه على الاطلاق ) إذا يبحث بكل صغيرة وكبيرة بالنص ، وهو المنهج الذى أيده الكثيرون أمثال الناقد (الغربى / كساجروس ) كما أثنى عليه استاذنا الناقد المصرى الكبير دكتور (شوقى ضيف ) رحمه الله .
( العنصر البلاغى )
ـــــــــــــــ
وعودة لنصنا (محل النقد ) وموضوعه،، يشرفنى القول ، لقد طالعت هذاالنص الشعرى بدقة متناهية ، بداية ،فوجئت ( بالاستهلالية الرائعة ) للشاعرة ( نور صباح احمد ) فأدركت على الفور أننى بصدد التعرف على نص شعرى يحوى ( أقصوصة ) وصدق حدسى ، إذ ـ بولوجى للب النص أدركت بالفعل ــوجود ( حكى درامى ) قصصى ، من خلال ( التقريرية المباشرة ) ( سأحتويك // وأحتضنك / وأخفيك عن العيون ) ، وبذلك يكون النص قد (ارتقى بلاغيا) اتخذ (صفة الحكى الدرامى ) وبدرجة كبيرة ، كمن اتخذوا (نهج الحكى )( اسلوبا بلاغيا) صاغوامن خلاله إبداعاتهم ، بدأت شاعرتنا القديرة ( نور صباح احمد ) نصها ، فأدركت على الفور ـ أنها بصدد (معايشة الواقع قليلا )،راحت الشاعرة تستكمل بوحها بقولها ( ترتاح جفونك على صدرى ) هى (صورة شعرية جمالية رائعة للغاية ) وهو البوح العاطفى الصادق والرقيق ، وهى صورة رائعة استحضرت فيها الحبيبة ،واستدعت لنا (صورة وشخص الحبيب)، عدة استدعاءات تجسدت فى عــدة لوحات شعريه متتالية جاءت فى (سيمتريه ) متزنة ، متساوية ، ورائعة (التسلسل الدرامى ) و ( التنويع الحدثى ) ،جاءت صورها الشعرية المتتالية ـ بمنتهى الجمال والرقة المغرقة فى الرومانسيات العذبة ، رسمتهاالشاعر (باقتدارلغوى/ بلاغى ) بقمةالرقى ، ( وتهفو دائما روحى لقربك ) صور شعرية بقمة البلاغة والنضج الفنى ، راقية المعانى ، متبعة طريقة (السرد التتابعى ) بدون توقف حتى لالتقاط الانفاس ، بما يجعل (القارئ ) يلهث خلف المفردات ليصل لمبتغاه وهو ( نهاية الحكى ) وهو اسلوب بلاغى بقمة الرقى والتطور ،بما يعيدنى لشاعرنا العربى السورى الكبير ( عمر ابو ريشه ) وقوله ( حوّلى ناظريك عنى فما استطيع // أجلو سرا هناك خفيا /// خدرينى بنغمة تقتل اليأس / وتهمى بالمسكرات عليا // حسنا تفعلين ، غنّى /اعيدى // اخفضى الصوت تميمة إليا ) اتركينى على ذراعك أغفو //وأذيبى الاصداء شيا ّ فشيّا ) ، ثم يستمر بوح شاعرتنا بقولها ( سأعتصر خمر شفتيك ) هى حالة من ( الذوبان بذات الحبيب // الامتزاج/ التفاعل الحدثى ) هكذا ،،، تتابع المفردات فى اتساق تام ووفق (تسلسل الحدث الدرامى ) فهى الحبيبة التى تعايش مواسم الحزن معايشة صادقة حيث نسيت فيه ربيع حياتها التى تجرى بأنفاس ها ، هى المفتقرة لمن يدرك مشاعرها ، يعى مطالبها ، وأولها الاستماع لقلبها والتعايش ونبضها الحائر بين هذه (الصامت ) وبين ( تتابع مرورالأيام الخوالى بدون قلب يلملم شتاتها المبعثرة بوديان الشوق ، هى عدة لوحات شعريه مبهرة ومغرقة فى أرقى ( كلاسيكيات ) ، هذه اللوحات وتلك الصور والتراكيب الشعرية (المغرقة فى الرومانسيات ) وأيضا هى ( نبرة الحنين ) السائدة اعمال غالبية شعراء ( الكلاسيكيه ) عامة ، فهى تقرر نهاية عالمها العاطفى والوجدانى ، لتذكرنى بقول الشاعر المصرى الكبير ( محمد التهامى ) وقوله ( فمن قدرى يسيل الحب قسرا / وكيف أفر منه وهو قدرى ) هو قدر الحبيبة والذى يذكرنى بقول الشاعر العربىى الكبير (ابن هانئ / أبو القاسم بن مسعود ) وقوله ( لم يزدنا القرب الا هجرة / فرضينا بالتنائى والبعاد // فهل تجيرون محبا من هوى // أو تفكون أسيرا من صفاد ) ، ثم تفجؤنا الشاعره ( نور صباح احمد ) بجملتها الشعريه ( وأثمل من رشف اللمى // وستعلن رايتك الاستسلام ،وتقول هيت لك ) ،، هو بوح الحبيبة بعدما استنفذت كل صبرها انتظارا لغد عاطفى افضل ، بعدما جنت الندم ، من صمت الحبيب ، لهى تذكرنى بعبارة حفظتها للروائى الانجليزى الأصل ( أرنست هيمنجواى ) بروايته الشهيرة ( العجوز والبحر ) وعلى لسان بطل الرواية ( سانتياغو ) بعدما ابتلعت سمكة ضخمة ( طعم السناره ) حيث وجه حديثه يناجى نفسه ، ويمنى نفسه بسهرة رائعه ، قائلا ( الليلة سوف نتناول عشاءا فاخرا ، ونتجرع كؤوس الخمر ، لتنتشى نفوسنا لتكون بداية بوح حبيب لحبيبته حتى طلوع الشمس ) ، ويتقرب ايضا من مقولة ( أنا كارنينا ) بطلة رواية الكاتب الروسى الشهير (تولستوى ) ( ترى هل حبى يكفى لإعاشة حبيبى ؟؟ أم أتسّوق له حبا من سوق السعاده ) ،،هى لغة شاعرتنا الفاضله ( نور صباح احمد ) ، والتى تشع (بلاغة / نضوجا/ رقيا لغويا )قد غلّف سائر أنحاء وأركان وزوايا نصها الشعرى الراقى والمبهر والجميل ، وهى مشاعرها التى تنضح رقة وعذوبة شاعرية وبالنسبة ل تقنينى لهذه المشاعر أنها النظرة الشاملة للمعاناة ا وهو الذى يعد( نقديا ) أحد ((( المنهجيات المتقدمة ) والتي تتعامل مع اللغة كأحد أشكال الممارسات الاجتماعية وتدرس كيف يساهم النص والكلام فى خلق المناخ ( الفهمى ) للمتلقى ) كقول الشاعرة ( نور صباح) ( (هيت لك ) رغم أن هذه الحروف جاءت على لسان ( زليخه امرأة العزيز ) ( وقالت هيت لك قال معاذ الله ) ، إلا أن الشاعرة قامت بتوظيفها بنصها ، من خلال منظورها الشعرى الخاص لخدمة ( الحدث الدرامى بالنص ) من خلال هى المفردات اليعربية الرصينة ، ان مِثل هذه المفردات جاءت بقمة (الرصانة والقوة اللغوية )، وهو ذات ( السمت الشعرى المميز ) حسبما قرات ـ ذلك ـ منذ عدة أعوام ،بكتاب ( مروج الذهب ومعادن الجوهر ــــ للمسعودى ) وهنا يجب علينا أن نذكر يجب بالمناسبة أن نذكر بعض المستشرقين من الفرنجة ، مثل المفكر الانجليزى ( كارل برمكلمان ) والذى أيد (تواجد مثل هذا السمت الشعرى ) بقصائد ومعلقات شعراء العصر الجاهلى ، كما أيده فى ذات الرأى ( مصطفى صادق الرافعى ) وايضا (الاستاذ الدكتور والناقد الادبى الكبير ( دكتور / شوقى ضيف ) رحمة الله عليه ،،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* ( الإسلوبية والبنيوية والتفكيكية) : فإذا مالجأنا ( للاسلوبيه والبنيويه التفكيكيه ) لنطبقها على هذا النص الشعرى الراقى ،لمبدعته الشاعره ( ) ، لحظنا هذه (الأسلوبية التقريرية )،والتى قال بها العالم السويسري فرديناند دي سوسير في كتابه الذي نشر بعد وفاته (محاضرات في علم اللغة العام) وهي: ثنائية اللغة والكلام. وهذا الموضوع من اختصاص فقه اللغة، وقد أخذت الأسلوبية تعنى بلغة الأدب، كقول الشاعرة المبدعة ( نور صباح احمد ) ،( وهو بقمة البلاغة حيث (حسن التنقل بالأفكار) قولها (ترتاح جفونك على صدرى ،، وتهفو دائما روحى لقربك ) دخل هذا االتعبير الراقى بلاغيا ولغويا ـ في الدراسات الأسلوبية بمحورين؛ العمودي والأفقي. لنجد شاعرتنا وقد أوردت لها بنصها الشيّق ( عدة مفردات ) كقولها(ترتاح جفونك ////تهفو روحى ////) ثم تتبع ذلك بقولها ( أعتصر خمر شفتيك ) ثم ( ألثم الرضاب ) هذا هو مايسمى نقديا ب (النمط الشعورى الاارادى ) والذى سيطر على مشاعر شاعرتنا ،وبما يعيدنى لذات ( الكوكتيل ) الذى جمع بين كل المعانى / ثم ملازمة هذا الحزن لقلب شاعرتنا راقية التعبير ورصينة المفردات اللغوية ، ولكن ، ( بارتدائها لنسيج الانسانية العطشى لمناخ الحب ) هى النظرة الشاملة للمعاناة الحضارية عموما ،والتى تصل لدرجة التضحية وبذل النفيس لقاء رضا الحبيب ، وهو الذى يعد( نقديا ) أحد ( المنهجيات المتقدمة ) والتي تتعامل مع اللغة كأحد أشكال الممارسات الاجتماعية وتدرس كيف يساهم النص والكلام فى خلق المناخ ( الفهمى ) للمتلقى ،ولو أردنا التحليل( النفسى / النقدي) لهذا الخطاب (الرومانسى ) سنتجه للمناهج المتبعة للتحليل والتى ذكرها الناقد (نورمان فيركلاف) بكتابه ـ معددا ـ كافة الجوانب (الايجابية ) التى تنعقدامام الناقد لدى تناوله لمثل هذه النصوص الشعرية المغرقة فى ( الرومانسية ) المبهرة ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* ( المعالجة الدراميه ) لابد للمبدع من (معالجه دراميه لنصه ) سواء كان (شعرا / نثرا//رواية / قصة قصيرة / مقالا ) وهنا نجحت شاعرتنا فى (قراءتى النقديه ) اليوم ، لنص شعرى ، لشاعرة وضعت قدمها على طريق الابداع وسارت فيه محققة رقيها اللغوى وتفردها البلاغى ، هى صديقتى القديرة ،الشاعره ( نور صباح احمد ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(( كف افتخارك )))شعر/د. رشيد هاشم الفرطوسي

(( كف افتخارك )))

رأَيتُ الشريفَ بهِ يَشْرُفُ المكانُ ويُكْسِبُهُ السّؤْدَدا

وليسَ المكانُ الشريفُ بهِ . . . . يَنالُ امرؤٌ شرفاً أمْجدا

فهل كافرٌ نالَ دِيناً إذا . . . . على سَفَرٍ دخلَ المَسْجِدا

وهل قد أَضاعَ امرؤٌ دِينَهُ . . . . إذا زارَ مُسْتَطْلِعاً مَعْبَدا

فَكُفَّ افتخارَكَ مِنْ جاهلٍ . . . . يَرى قَدْرَهُ مَوطِناً شَهِدا

لَعلَّكَ لم تَدْرِ عمّا بَدا . . . . مِنَ الفَرقِ بينَ العَمى والهُدى

شعر/د. رشيد هاشم الفرطوسي
15/10/2017

رباعياااااات مرمريه --أمل مخيمر

》 رباعياااااات مرمريه 《🌵
صباره خضرا ورويتها ياأمه -----------بالدموع 🌵
صباره خضرا فطمتني لإجل -------------- ما أجوع 🌵
كانوا فاكرين المر ساعه لا -------------------- ده مر سنين 🌵
صباره وغرستها جنب الرخام ----------------- والطين 🌵
قولت يمكن ترجع الغايب بس برضه ------مافيش رجوع🌵
🌵☆وعجبي !!
🌵》أمل مخيمر 《🌵

الضحكة الصافية للمصريين ) للشاعر / خالد الكرش

 الضحكة الصافية للمصريين )
للشاعر / خالد الكرش
الله على الضحكة الصافية من ولاد البلد المحترمين. 
إلي هي عنوان البساطة إلى غالبة على المصريين. 
لو تاقلها تاجر السعادة ترى فما هي الموازين. 
إلي تتاقل خفة الدم لولاد البلد المحترمين. 
أو الفرحة وراحة البال إلى جواها ساكنين. 
دامت الضحكة الصافية ودامت سعادة المصريين.
يارب لا تحرمنا من هكذا فرحة غالية للمصريين. 
وإبعد عنا الهم والحزن وإجعلنا دائما آمنين.

صباحكم كفرعاوي === محمود شبيب ===

صباحكم كفرعاوي
==
يا كفرراعي المجد صلى لك
عز وشموخ الدرب ضوالك
للشعر نسماتك وحي وفنون
وهباتها الحان موالك
باحضان غصنك شقشق الحسون
وشحرور عالبلوط غنالك
بساطك ربيع يغازل الحنون
اللي بزهره مزينه شالك
مهد الكرز والتين والزيتون
والزعتر الرابي على تلالك
واللوز والرمان والليمون
المزروع بحقولك على ذيالك
مشتاق للبيدر وللطابون
والعقد وبير المي رسمالك
ابنك وفي بالمستحيل يخون
برخص الغالي دوم كرمالك
ترابك عطول الدهر ما بيهون
وارواحنا يا روح فدوه لك
يا قريتي يا محتوى ومضمون
بيحق لك تتفاخري بحالك
عشقي الك يا غاليه بجنون
وجوا القلب منحوت تمثالك
شو ما جرى وشو ما يكون يكون
لا تتعبي ولا تشغلي بالك
انت ترابك بالشرف معجون
ودم الشهاده طهر جبالك
يا قريتي انت ضبا لعيون
لاهلك وفيهم دوم نيالك
وقت الشدايد صرختك بتمون
وعنك بشيلو كل احمالك
ببعدك انا قلبي الوفي محزون
مشتاق لك مشتاق لتلالك
يا شامخه بعزم وابا رجالك
=== محمود شبيب ===

ياسيدي!!!!!!!لطيفه العتيبي

ياسيدي!!!!!!!
عشقتك حد الثماله ،،،،،،واحببتك حد الانفجار
وصبأتك حد الإماله،،،،،،فثوابي منك جرحا ودمار
ملكتني من الاصالة ،،،،،واورثتني وجع عذابا ونار
نصبتك نبراس عداله،،،،،،ونسيتني حد الاندثار
لطيفه العتيبي



لم احظى من الدّنيا بغير--عنّي :بتصرّف علال حمداوي


لم احظى من الدّنيا بغير
صدرٍ رحب يتّسع للانذال
فضلاً عن الاخيار.
وقليلٌ من الهواء مجاني
لحدود هذه السّطور 
يملا صدري.
وبقايا صفحات من 
دفاتر بُنيّتي أخط عليها
ما غدا مفهومًا صريحًا
لوجود مذبذب بين الجدوى
والعبث.
اختزل الرّعب والسكينة
الزّاىفة في حروفي
في انتظار سجية القدر
وكذلك نعطي بلا هوادة
في زمن يعجّ بالقوادة
وأقنعة آخذة في الزّخرف
الرّتيب.
عنّي :بتصرّف 
علال حمداوي
الهاشمي

الجنون الذي يمارسك--عن:علال حمداوي

عنّي بتصرّف.
::::::::::الجنون الذي يمارسك
لا يُلقي له حرفي
المسعور بالاً
فانّ لي واديًا تملّكهُ عبقر.
لكنّ الخفوق قلبي 
يرفعُ قبّعةً لا يعتمرها
على جري عادته.
لا زلت اتحرّى النبوّة في 
الحرف المرادف.
ولست اومنُ بقدسية
الشّاعر الاّ وهو يقهرُ 
ميولات سافرة.
امتلك وازعًا غريبًا
يحتوي كلماتك ايّها 
الشّاعر. فتمتدّ صوبك
يُمنايَ في وجل خجول
وامنّي النفس باغتسال
الحرف من شوائب المداد.
ومطبات الانوثة المقدّسة
يتعالى يراعي في وجلٍ
من حضرتي على الاصطياد
في المياه الآسنة .
ولست اخفي ان البغية
تقارع شقّ الانفس.
لو ادركت المرامي 
فليحيا حرفك فذًّا

عن:علال حمداوي
الهاشمي بتصرّف.

أمنياتي جميلة لهذا العام -- كلماتي /. أسماء أمين العرابي

أمنياتي جميلة لهذا العام 
أن يعم العالم بأسره السلام 
أن يسود العدل ويعم الوئام 
أن تحقق كل الأماني والأحلام 
أن تعود البسمة لكل الأنام 
أن يشدو الأطفال بأعذب الأنغام 
ويعود الحب يروينا عشقا وهيام 
ونردد أغاني الشوق والغرام 
فالحب يهدينا الأمل والمرام
ويبعدنا عن جزر الأوهام 
إننا نحيا بحب 
إننا نسل الكرام 
نقف بوجه الطغاة 
لانرجو غير أمن وسلام 
قد واجهنا الصعاب 
قد واجهتنا أمور جسام 
وما زال الأمل يخطو بنا
يصلح ما تكسر من حطام 
فالعين ساهرة لا تنام 
ترنو ببعيد نحو أجمل الأحلام 
فهيا بني الإنسانية كلكم 
هيا انهضو ا لنشر السلام 
عام مضى من العمر
وانقضت معه السنوات والأيام 
فلابد للحق أن ينتصر وأن يقام 
وأن تشفى الإنسانية من الأسقام 
تلك التي ضيعتنا دمرتنا 
بيد الجناة الطغاة اللئام 
هيا أفيقوا من سبات 
هيا سويا فنحن لن نضام
وما دامت قلوبنا تحيا بحب 
فإننا نحيا بها ألف عام وعام

كلماتي /. أسماء أمين العرابي

بسمة الصباح ... صباح الخير ...الرزق ...حسين علي عبيدات

بسمة الصباح ... صباح الخير ...
الرزق ... ما دمت يا ايها الانسان تستيقظ وفي حنايا صدرك الصحة فانت في رزق وما دمت تأكل من طبق يسد جوعك وفيه من الطعام ما يكفي المئات فانت في رزق وما دمت وسط اولادك وعائلتك تنعم بدفء اللقاء فانت في رزق وبركة ومادمت تلبس الرداء ليرمى حين الملل فانت في رزق وما دمت في غنى عن الحاجة والتسول فانت في بركة ونعمة ورزق وما دمت تعيش اجواء المحبة وتلتزم حدود الله وتكتب الخير فانت في رزق وبركة وما دمت تنعم بالبصر والبصيرة فانت في رزق فلما الحزن واليأس وانت تمتلك من الرزق ما لا يملكه سواك ... فلما الغم وانت تنعم بوفرة رزق قد لا تراها في غفلة السرعة فتبحث عن الحزن والكأبة ومصادر الفرح في حنايا جسدك ... انظر الى رزقك فترى النعمة التي تمطر عليك اكثر من غيرك وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها أن الإنسان لظلوم كفار ... صدق الخالق ابتسم يا ايها الانسان فالرحلة قصيرة ولن يصيبك رزق غيرك وانعم بما هو موجود لتجد السعادة ... صباح الرزق الوفير ... صباح الخير ...
حسين علي عبيدات

إعلانات