2017/01/22

نافذة على الشعراء العرب ___إعداد ا/ خالد خبازة


الحادرة
قطبة بن أوس بن محصن بن جرول المازني ، الفزاري الغطفاني .
شاعر جاهلي مخضرم مقل ، يلقب بالحادرة أي الضخم ، أو الحويدرة .
جمع محمد بن العباس اليزيدي ما بقي من شعره في ديوان .
توفي سنة 5 هجرية الموافق 626 ميلادية .
من شعره قوله :
بكرت سمية غدوة ، فتمتعِ ... و غدت غدوَّ مفارق ، لم يرجعِ
و تزودت عيني غداة لقيتها ... بلوى عنيزة نظرة لم تنفع

و تصدفت حتى استبتك بواضح ... صلت كمنتصب الغزال الأتلع
و بمقلتَيْ حوراء تحسب طرفها ... وسنان حرة مستهل الأدمع

و اذا تنازعك الحديث رأيتها ... حسنا تبسمها لذيذ المكرع
كغريض سارية أدرّتها الصبا ... من ماء أسجرَ طيب المستنقع

أسميُّ ويحك هل سمعت بغدرة ... رُفع اللواء لنا في مجمع
انا نعف ، فلا نريب حليفنا ... و نكف شح نفوسنا في المطمع

و نقي بآمن مالنا أحسابنا ... و نجر في الهيجا الرماح و ندعي
و من قصائده أيضا قوله في الفخر :
أظاعنةٌ لما تودعنا هندُ ... لتحزننا ، عزّ التصدف و الكندُ
و شطت لتنأى لي المزار و خلتها ... مفقدة ، ان الحبيب له فقد

فلسنا بحمالي الكشاحة بيننا ... لينسينا الذحل الضغائن و الحقدُ
فلا فحش في دار لنا و صديقنا ... و لا وُرع النهبى اذا ابتدر الحمدُ

و انا سواءٌ ، كهلنا ووليدنا ... لنا خلق جزل ، خلائقة جلدٌ
و اني لمن قوم ، فأنى جهلتهم ... مكاسيب في يوم الحفيظة للحمدِ

و من الملاحظ أن هناك اقواء في قافية هذا البيت الأخير.. و هذا كثير ما كان يحدث للشعراء القدماء .
.....
الشاعر الثاني

زياد بن حنظلة التميمي
شاعر و فارس شجاع ، من الجنود الفاتحين في الاسلام ، شارك في اكثر المعاركو الفتوح الاسلامية ، منها قتال المرتدين من عبس و ذبيان ، في عهد الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، و المعارك التي دارت بين المسلمين و الروم ، في بلاد الشام ، مثل أجنادين (من ناحية فلسطين ) ، و قد وصف هذه المعارك في شعره ، و تفاخر بانتصارات المسلمين فيها .
يقول في ابيات :
سما عمر لما اتته رسائل ... كأصيد يحمي صرمة الحي أغيدا
و قد عضلت بالشأم أرض بأهلها ... تريد من الأقوام من كان أنجدا

فلما أتاه ما أتاه أجابهم ... بجيش ترى منه الشبائك سجدا
و أقبلت بالشأم العريضة بالذي ... أراد أبو حفص و أزكى و أزبدا

فقسط فيما بينهم كل جزية ... و كل رفاد كان أهنا و أرفدا
و يقول في أبيات :
أقمنا لهم عرض الشمال فكبكبوا ... ككبكبة العزى أناخوا على الوفر
فما صبروا للحرب عند قيامها ... صبيحة يسمو بالرجال أبو بكر

طرقنا بني عبس بأدنى نباحها ... و ذبيان نهنها بقاسمة الظهر
و يقول في قصيدة أخرى في حروب الروم :
تذكرت حرب الروم لما تطاولت ... و اذ نحن في عام كثير نزائله
و اذ نحن في أرض الحجاز و بيننا ... مسيرة شهر بينهن بلابله

و اذ أرطبون الروم يحمي بلاده ... يحاوله قرم هناك يساجله
فلما رأى الفاروق أزمان فتحها ... سما بجنود الله كيما يصاوله

فلما أحسوه و خافوا صواله ... أتوه و قالوا أنت ممن يواصله
و ألقت اليه الشام أفلاذ بطنها ... و عيشا خصيبا ما تعد مآكله

أباح لنا ما بين شرق و مغرب ... مواريث أعقاب بنتها قرامله
و كم مثقل لم يضطلع باحتماله ... تحمل عبئا ، حين شالت شوائله
.....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات