2017/04/23

عندما تزار الاسود بقلم الشاعر حمودة سعيد محمود


( عـنــــدما تـــــزأر الأســــــــود )
أبعدَ النورِ هلْ يأتي الضبابْ ؟
وهلْ تمْشى بوادينا الذئابْ؟

وهلْ نحتاجُ من ذئبٍ حقيرٍ ؟
دواءً يرْبأُ الصَّدْعَ المُصَابْ

تركْنا في الفضائلِ كلَّ شيءٍ
فبالَ على قوافينا الغرابْ

فقلْ لى يا قصيدُ بأيِّ ذنبٍ ؟
تموتُ الأسْدُ فى أيدي الكلابْ

بني صهيونَ فى الأقصى تمادَوا
وباتَ الشرُّ يطْرُقُ كلَّ بابْ

وصارَ الفأرُ فى وَضَحِ النَّهارِ 
يحومُ حومةً مثلَ الذبابْ

يحطِّمُ كلَّ ركنٍ فى حياتي
ويبْقى كلُّ عِرْضٍ في اغتصابْ

وحكامٌ لنا ماتوا جميعًا
يهابونَ الخناجرَ والحِرَابْ

فماذا قدْ أقولُ على ولاةٍ ؟
تدوسُ على مراقدِهم دوابْ

فهلْ نرضى التَّملُّقَ كلَّ يومٍ ؟
وندْفِنُ رأسَنَا بينَ الترابْ

ونتْركُ طفلَنَا بينَ الكلابِ
تمزِّقُ ما تواريهِ الثيابْ

وننْسي مجْدَنَا الماضي العريقِ
فلا قمرٌ يضيءُ ولا شِهَاب

ونمْضِى راقصينَ نحوَ أرضٍ
لقدْ باتتْ معالمُهَا سَرَابْ

فعذرًا يا رفاقُ إنْ أتيتُ
لأعْلِنَ دونَ شكٍ وارتيابْ

بأنَّ أسودَنَا فى الأَسْرِ ظلَّتْ
تقاسى روحُهُمْ مُرَّ العذابْ

فكمْ منْ فارسٍ بالنارِ يُكْوَى
ويقْطُرُ وجهُهُ لحمًا مُذَابْ

وكمْ منْ فارسٍ فى البرْدِ يُرْمَى
يُعَذَّبُ بينَ أمواجِ العُبَابْ

وكمْ منْ فارسٍ ماتَ شهيدًا
وقدْ حزنتْ لفرْقتهِ الصِحَابْ

وكمْ منْ فارسٍ قدْ ظلَّ حيًّا
يعانى كلَّ أنواعِ العِقَابْ

ومهما يفْعلُ الأعداءُ فينا
فلنْ يَقْوَوا على ثَنْى الرقابْ

فكيفَ أراكَ يا وطني ذليلًا
ولا تقوى على ردِّ الجوابْ

فهلْ يُرْضيكَ أنْ تسْعَى الأفاعي
وتنْهَشُ كلَّ عِرْضٍ مُسْتطابْ

وهلْ يُرْضيكَ أطْفالي تموتُ
أليسَ عليكَ ذا عارٌ وعابْ

هنيئًّا خيرَ أجْنادٍ لأرضٍ
أناختْ فى مرابِضِها الشبابْ

وعذرًا أنْتَ يا وطني الحزينِ
فكلُّ عقولنا أمْستْ خرابْ

جميعُ شبابِنَا تركوا الجهادَ
وأمْسَوا يبْحثُون عنِ الرِّضابْ

فجيلٌ بعْدَ جيلٍ قدْ يجيءُ
ولا يدرى تلابيبَ الصوابْ

بناتٌ تلْبسُ القمصانَ منَّا
ويلْبسُ طفْلُنَا زىَّ الحجابْ

وتمْشِى بينَ ربَّاتِ البيوتِ
وقدْ أكْثرْنَ منْ خلْعِ الثيابْ

ولولا أنَّنِي أدْعو لسلْمٍ
لقلْتُ الأمْرَ يحْتاجُ انقلابْ

شعر / حمودة سعيد محمود
 الشهير بحمودة المطيرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات