2017/04/23

أجازة قصة بقلم الأديب -- عصام قابيل الحلقة الثانية


أجازة
قصة بقلم عصام قابيل
الحلقة الثانية
سأل وجيه في الإستقبال عن إسم ولده فلم يجده ...كاد عقله أن يطير, طلب من الموظف أن يعيد البحث مرة أخرى ولكنه لم يجده, خرج إلى الشارع مرة أخرى وجسده المنهك أصبح عالة على أقدامهِ ؟ جلس على أقرب رصيف ووضع رأسه بين كفيه.
سمع صوت إشعار لرسالة , كان متلهفاً على أي معلومات تريح صدره وتسكن قلبه , فتح هاتفه بسرعة , فإذا هي رسالة من حاتم , (المدير لم يوافق على الأجازة وثائر جداً)
تمتم في نفسه * إن المصائب لاتأتي فُرادى* ثم ردد بصوت مسموع .
_ ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث .
لم يكد يفرغ من دعائه حتى رأى زوجته آتية تضحك وتبكي في آن واحد , إنتفض من مكانه يجري نحوها وأمسك بذراعها وهو يصيح.
_ فين شمس ياليلى ؟
ردت وهي لازالت تضحك والدموع تتساقط على خديها.
_ ماطلعش شمس ياوجيه , طلع وائل ابن سميحة , والناس كانوا فاكرينه شمس وطلعوا بيه جري عالقصر وبعتوا بلغوني جيت أجري على ملا وشي.
ولما دخلت وشفته مابقيتش أفرح إنه مش شمس ولا أحزن إنه إبن سميحة.
إنتابته حالة من البلاهة فلم ينبس ببنت شفة ودارت الأفكار برأسه.
ماذا يفعل في موقفه في الشركة , هل سيصدقه أحد في هذه الحكاية , ماذا ع المدير الثائر ورفضه للأجازة , وفجأة تذكر شمس ولده وصاح كالمجنون .
_الولد يا ليلى فين ؟
أخذا يجريان بسابق كل منهما الآخر.
#عصام_قابيل
أجازة
قصة بقلم عصام قابيل
الحلقة الثالثة والأخيرة
حملتهم سيارة أجرة وأخذوا يستحثون سائقها على السرعة , وما أن توقفت السيارة حتى خرجا يلهثان , رآهما صاحب البقالة فأشار لهما , توجها إليه وصاحا في نفس واحد 
_ فين شمس ماشفتوش ؟
قال الرجل بهدوء وهو يحاول طمأنتهما , معايا هنا جوه قعدته لحد ماتيجو , معرفش إيه الي حصل ده , ولا في الأفلام الحمدلله على سلامته
وخرج شمس من البقالة واستقبله وجيه يالأحضان وقد جثا على ركبتيه.
_ قضوا ليلة ولاأروع رغم تبعات الموقف المحتملة وصعوبة الآتي , ولم يضيع وجيه وقته , ولماذا وقد إطمأن قلبه وسعد صدره , مبكراً قام مسافراً إلى عمله.
قضى الطريق كله يفكر ماذا سيقول للمدير.
دخل إلى الشركة مباشرة دون أن يعرج إلى الإستراحة , وهم بالصعود إلى المدير مباشرةَ إلا أن حاتم قابله على الدرج , صاح متعجباً وهو يضرب كفاً بكف.
_ في إيه ياوجيه , مش فاهم أي حاجة وبرجلتلي عقلي .
قال وجيه وقد إرتسمت على وجهه علامات الثقة والإطمئنان.
_ دي حكاية أعجب من العجب ياحاتم.
سرد على حاتم ماحدث والأخير قد فغر فاه متعجباً ثم صاح متذكراً.
_ هاتعمل ايه مع المدير ده ثار ثورة كبيرة وكتبلك على طلب الأجازة لاأوافق بالخط العريض وحولك للتحقيق.
قال وجيه وكأن إطمئنانه على شمس أغناه عن الدنيا ومافيها.
_ هاروح شئون الموظفين الأول أشوف إيه الموضوع.
تحركا سوياً لمكتب شئون الموظفين , دخلا على عبد الجواد المسئول والذي بمجرد رؤيته لوجيه صاح مستغرباً.
_ إحنا عايشين أيام عجب , مشيت في إيه وجيت في إيه ومعرفش ولا فاهم الي عمله المدير لحد دلوقتي؟. عموما اعتمدت لك الأجازة
صاح وجيه :
_ إيه عمل إيه؟ واعتمدت إيه مش فاهم؟
قال عبد الجواد :
_ وافقلك على الأجازة وفي نفس الوقت محولك للتحقيق.
قال حاتم متعجباً :
_ وافق إزاي يااستاذنا ؟ ده قدامي كتب لا أوافق وهو بيلحنها ويغنيها.
أخرج عبد الجواد الورق من درجه ووضعه على المكتب ورقة بها تحويل وجيه للتحقيق وأخرى طلب الجازة وعليه كلمة أوافق كبيرة. صاح وجيه وهو يحملق في الورق:
_ لحظة لحظة.
لمح وجيه على ورقة تحويله للتحقيق في طرفها كلمة لا كبيرة وامسك بالورقة ووضعها إلى جانب طلب الأجازة فوجدوا كلمة لا في ورقة التحقيق وكلمة أوافق في طلب الأجازة
نظر الثلاثة إلى بعضهم البعض وانفجروا في الضحك .
#عصام_قابيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات