2017/04/23

نحو عالم أفضل 61. سلسلة يومية للكاتب أيمن غنيم

نحو عالم أفضل 61. 
سلسلة يومية للكاتب أيمن غنيم 
حقيقة لا يمكن نكرانها أن العقل أكثر ثباتا من الوجدان . لكن ألا تدري أنه في عقيدة المؤمن أن الوجدان هو الأصدق . وهو الأثبت وهو الأقدر على تمييز الأمور كلها . أتدري لماذا لآن عقيدتنا أقيمت جميعها على الحواس والانفعالات والإيمان هو إعمالا للقلب لا العقل . والوجدان هو ذاك الإحساس الولع بحسيس الناس والأكثر صدقا في مداواة جروحهم والأعظم دواءا لكل صراخ تناديك من حولك . وأن عواطف المؤمن تتسم بالثبات لأن دوافعها ثابته . وتتسم بالنقاء لأن مضمونها راقي . وإن عواطفنا نحن هي الملاذ لكل ملهوف ومنارة كل تائه ومأمن كل ملهوف . فإذا تمكن الإيمان من قلبك أطلق عنانك إلى طريق النور . ولا تتحسب أية عوائق لأنك ستدرك كل ماهو جميل .وتدعم كل ماهو راقي بعاطفة المؤمن وبفطرة الله النقية التي فطرت عليها . فإذا عرفت الطاعة وتملكت حواسك وتشربت منها مشاعرك فأنت احكم الحكماء وانت انقى الأنقياء . فالوجدان سلاح لا يخيب في تصويب أهداف الخير . شريطة أن تتسلح أنت بزخائر التقوى . وبمخزون الإيمان . فلا تخطئ خيرا تصيبه قط . لأنك ذاك المؤمن الحق وذاك المتفائل الذي يرى الحياة من حوله كلها لله ومن الله . فلا تفكر كثيرا لكن انهج عواطف دينك في التسامح وانهج قيمه في تراحمك واسلك الرقي في التعاطف والإحسان . يتبع فكرك عواطفك وينتهج سلوكك وجدانك وتصبح القلب المفكر لا العقل المدبر . وتسقط آنذاك كل حسابات البشر وتخطئ معادلات المنطق . وتجوب عواطفنا كل منهاجنا وتخلو من ذاك الفكر المنطقي لأنه لا منطق عند اعوجاج القلب وعند انحراف معايير التوجه . فالعالم من حولنا رغم هم قادة الفكر ورواد العلم إلا يخطئ في تصوره لأنه بلا وجدان وبلا قلب . فالفكر الأعزل من الوجدان هو درب من حياة جامدة بلا روح وبلا عاطفة تشهد ثمار هذا الفكر الخصيب كقلعة بلا أسوار تحميها . فمشاعرنا تجاه بعضنا البعض وجاء لكل عنف اغلظ على بسماتتا . فحولتها إلى لحظة خوف وترقب فيما هو قادم . لأنها خاوية من الرحمة والتراحم . وأصبحت الحياة بلا معين رطب يغذي أرواحنا . فعاطفتي انا أصدق من فكري . ووجداني أقيم من حساباتي . 
بقلم أيمن غنيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات