2016/03/29

نحو عالم افضل 17 بقلم أيمن غنايم

نحو عالم أفضل ١٧
سلسلة يومية
للكاتب أيمن غنيم
تعالوا بنا أجناس البشر نثور أولا على أنفسنا ونطهر مابها من آثام ونرتقى بمطالبنا وننحى الأنانية وحب الذات ونتدارك سويا كيف تكون الثورة على الشيطان الملازم لذاتك وهو الهوى . فكثيرون منا من يمتطى جواد الحرية وهو مكبل بمراحيض شهواته ويزعم بأنه إنسان . وكثيرون منا من يعبث حتى بالمسلمات التى لا يقبل سواها العقل أو الاستحسان الذى يتفق عليها أنماط البشر جمعاء ؛لينال زيف شكر وزيف نصر وإحساس معدم يموت فور أن يبدأ وكأنه سراب.
تعالوا بنا نرى أنفسنا فى مرآة لا تضلل صاحبها وندرك ونتدارك مالنا وماعلينا .
نعم نقبل أن تطالب بما لك ولكن أفعل ماعليك وإجعل هذا شعارك فى الحياة . واجعله الدافع وراء بناء ذاتك وتسلح بالخلق ودعم أواصر العزيمة فى ذاتك . من هنا يكون أول لقاء حقيقى مع ذاتك
.
ولكن دعونى أوجز كيف نلتقى بأنفسنا وكيف نمعن أحاسيس النبل فى ذاتنا وكيف ننهج ونمتثل لتعاليم الله. ؟؟؟
إن الدين لم يجئ عبثا ولم يأتى لتلاوة آيات صماء من التعبد وأداء المناسك إنما أتى ليعلمنا منهاج الحياة .
إن الفطرة التى فطر عليها الإنسان هى فطرة نقية خالية من الحقد والضغائن .خالية من الطمع والأنانية . وتولد هذه الأشياء فى رحم الظلم وفى غياب العدالة الإجتماعية التى تنظم أسس الحياة؛ وكيف لحياة بلا نواة ؟؟
فإن أولى درجات الإيمان ومايتطلع إليها الإنسان هى الأمان .فإن لم تشعر بتلك المعانى فكيف لك أن ترتقى بنفسك كإنسان .ومن أهم الأشياء التى تشعرك بالأمان هى الإذعان والخضوع لقضاء الله .مهما عظمت درجاته واستفحلت نتائجه . إيمانا وإحتسابا
وإن هذا هو معيار للعزيمة والجلد والصبر والقوة فإن الله يعلمنا بقضائه. ويربى فينا أحاسيس الجلد والمثابرة
حتى يرتقى بنا بنى البشر إلى الخلافة فى أرضه.
ولأن تكون خليفة الله فى أرضه لابد وأن تعهد الصدق مع الذات .ودعونا نبدأ اول مانبدأ بثورتنا على أنفسنا بهذا المعيار وهو الصدق مع الذات
هذا هو محك الاختبار وهذا هو معيار الحكم على الأشياء .فالإنسان مهما كان مخادعا ومهما كان محترفا للزيف والتضليل لايمكن أن يخدع نفسه أو يباغتها أو يهادنها.
فإذا أمسكت بسكين وحاولت أن تقتل ذاتك فلا تطاوعك نفسك فى ذلك .عذرا
فإن فى ذات البشر عبر وعبر. فهناك من يقتل نفسه عمدا ومصرا على أن يكون هو من أولى قاتليه .
فإن الذى يدنس نفسه ويهلهل ذاته ويعبث بإنسانيته ويحدث خلل فى توازن فكره وتحركه نزواته وشهواته ويحجب عن نفسه نور الإيمان ويجعله ينتشر فى ربوعه فهو قاتل .
فهيا بنا نثور أولا على تلك الأمراض الخبيثة التى تتغلغل فى نفوس البشر والتى تنشر ببثورها العفنة على سلوكياتنا تجاه بعضنا البعض والتى تعبث بمقدارتنا وتنال منا حتى نصبح عبيد للشر بداخلنا .
واذا كانت بلونة الحياة امتلأت عن أخرها بزفير الشر وانتفخت بهوى النفس وملذاتها .
فلم يعد هناك مكان بها لشهيق من خير أو لعطفة من حب .
وكيف أن تسمو المعانى فى روث الأمانى .
فأمانينا كلها تجوب وتدور حول الذات وكأن الدنيا هى أنت وفقط .
فإن أردت أن ترتقى بذاتك وتعلى من بشريتك أصدق مع ذاتك . وضع نفسك موضوع الملام وموضع من تثور عليه .
تجد نفسك رغم الثورة هادئا.
ورغم العنفوان والقسوة رحيما
وماتنادى به حققه فى ذاتك .تلك هى المعادلة الصدق مع الذات .
اغلظ واقسو على ذاتك عندما تختبئ ذاتك وراء ذاتك وتصبح بلا ذات .
نعم فإن الآثام اذا تكررت فإنها تكون جدران سميكة من الشرور داخلك تعزل بنفسك عنك .وتغيب وتندثر بداخلك معانى الخير تارة فتارة حتى لايرى منها سوى الشر الداكن والظلم فى ثناياها
وكلما انهزم بداخلك إحساس المقاومة .سوف تقع أسيرا لهوى نفسك . وتكن الطاقة إذن فى مواجهة نفسك واهنه .
فتحلى بالإيمان وارتقى ترتقى حتى تصبح آمنا. من هنا تعطى لغيرك الأمان .لأنك مالكه وإن لم تكن مالكه فلا تستطيع أن تعطيه ذلك هو المحك. الذى يضع بأقدمنا نحو عالم أفضل .
بقلم أيمن غنيم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات