2020/01/26

همسات مراكشية ========= قصيدة بقلم ====== كمال مسرت

همسات مراكشية
=========
قصيدة بقلم
======
كمال مسرت
=======

لنعيد ترتيب مواعيد النسيان ..

=================

تكبدت النسائم عناء العشق و السفر ..

بين أنا النرجسي و آخري العربي ..

في السماء الفوضوية بعشقي ..

و انحناءاتي في حضرة الآخر ..

تلتهم بشراهة ، و بكل خوف من ملحماتي ..

هيولى هويتي ..

و كل أسماء الليل و القمر ..

المبتدأ و الفاعل و الخبر ..

كانت حروفها لغتي ..

و أنا ما تبقى من لغتي ..

أنا سكون حروفها المعلقة على ناصية ..

قصائد الحماسة ..

أنتِ التي و أنا الذي ..

ننبت كحشائش الجحيم بين تفاصيل حبة الرمل ..

تحت وصاية غرابين المشرق الغربي ..

أُبْعِدَتْ صكوك وجودي و عتقي ..

من عناوين الأخبار ..

تحاصرني الحدود ، كما شوقي ..

و أنانية الأقدار ..

حين أغني لموتى وطني ..

يغتالني الجنود ..

يا رفيقي ..

بمباركة الأحبار ..

لَما أحمل خيبة الأوطان و كفني ..

أحترم اخواني الحمير و العهود ..

أداعب كلاب الخيام قبل القَرود ..

من أجلك يا وطني ..

الشرطة أمام المعابر خوفا مني واقفون ..

فجلست أدبا أنظر إلى السماء و أهل السماء ..

في حلة العسكر ..

مزركشة باللؤلؤ و الدماء ..

و في علبة ذكرياتي ، و بين جراحي يفتشون ..

عن صور للشهباء و لبغداد و صنعاء ..

دون أن أبالي بخياشيم كلاب الخليج ..

و هم صامتون .. أو نائمون ..

فلا أسمع لهم إلا فحيحا و مكاء ..

فكان لابد لي أن أصاحب الموت ..

أو يرافقني شخصيا ..

على شريط النيل حتى سيناء ..

قصدنا و أمي الحجاز ..

لنقدم له الطاعة و الولاء ..

في ظل غريب يحمل ظل عرشه ..

على أغصان صفصافة الرحيل ..

فأخفي فيكَ يا وطني ..

شيخوخة الغسق و تجاعيد الليل ..

لأكتب آخر مبادئ ديني الجديد ..

ثم أُنْسى ككل الأنبياء ..

فأخبريني يا أمي و لا تخفيني شيء ..

ما شكل السماء ..

و أهل السماء ..

و مدن السماء ..

لأخلق عاصفة أو عاصمة تحميني ..

و تكون لكَ وطنا يا عمران كل مساء ..

فقد رحلت أمي و بين دمعتها والدهشة نسيتني ..

يا عمران ..

فتنسى كأنكَ لم تكن مني أو منكَ ..

تنسى كحكاية ابنيْ آدم و عشق البقاء ..

تنسى كألحان الشتاء ..

كمعزوفة الريح على قتارة الماضي ..

تنسى ككحل دمعة المقدسية و ابتسامة الشهباء ..

كوعود شهريار قبل سماع حكاية المساء ..

فأين أنتِ يا أمي من اللامكان ..

و لمَ ترحلين عبر الزمان إلى الزمان ..

و كنتِ أول عشق لي يا فلسطين ..

قبل ولادة الحروف و الأسماء ..

و قبل صرخة اسرائيل و عيسى و باقي الأنبياء ..

فإلى أين يسير بنا الصمت و أنين الحين ..

و سياط السادة و الزعماء ..

تطرب فراغ المؤمنين ..

و إلى متى نبقى نعشق بعضنا بعضا تحت ..

أضواء القمر ..

نرقص و الموت على ايقاع الطوفان ..

فحسبكَ و حسبي أن نصمت معا ..

و نمشي في حياء ..

نبحث عن تاريخ كان لنا بين دواوين الشعر ..

و نسأل الفجر عن نكهة المساء ..

لنعيد ترتيب مواعيد النسيان ..

بقلم كمال مسرت
المغرب الاقصى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات