2020/01/09

أيا نفس صبرا.. للشاعرة القديرة عائدة قباني

أيا نفسُ صبراً
البحر المتقارب
""""""""""""""

وأحسدُ ذاكَ الحمامَ يطيرُ
............... يطوفُ القِبابَ يلفُّ يدورُ

يُداني جداراً وصخرةَ عزِّ
.............. تهادى عليها رسولٌ وقورُ

ألا يا حماماً بحبٍ طواهُ
............... ألا ليتَ كنتَ جناحاً تُعيرُ

لعلّي أطوفُ هناكَ مراحاً
................... ويغمُرُ كلَّ كيانِيَ نورُ

وأعبِقُ منها الهواءَ عطيراً
.............. ويغسلُني ماءُ  طُهْرٍ نميرُ

وألثُمُ أرضَ المصلّى وأجثو
........... فيحضنُني تربُ أرضٍ طهورُ

أطوفُ قِبابي وأبوابَ قدسي
............... كطيرِ الحمامِ أحطُّ أطيرُ

أراها بعيني كبدرٍ تماهى
............... بنجمِ الثُريّا ظلامي تُنيرُ

فيغدُوَ قلبي كشعلةِ نارٍ
............. وبركانُ شوقٍ بروحي يثورُ

وتُغرق عيني دموعُ حنيني
.................. فكم أتمنى إليها أطيرُ

كذاكَ الحمامِ علا لفضائي
................ وليسَ يصدُّهُ غازٍ وسورُ

أقولُ لنفسي أيا نفسُ صبراً
................... لرُبَّ لَيومٍ ثراها نزورُ

لسوفَ نراها قريباً قريباً
........... وسوفَ يزورُ الفُؤادَ السُّرورُ

فلا يُجزعنَّكِ عنها غيابٌ
........ ففي القلبِ تحيا وليسَ يُضيرُ

لَمِلءُ عُيوني وملءُ فؤادي
................ أراها لأينَ العيونَ أُديرُ

فيا قلبُ صبراً على النائباتِ
........... فهذا قضاهُ الجليلُ القديرُ

ووعداً لمنهُ نراها قريباً
............. ووعدُ الإلهِ لسوفَ يصيرُ

سلامي لقدسي لأرضي وبيتي
.......... إلى أن يحينَ اللقاءُ العطيرُ

عائدة قباني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات