2016/01/02

حلم صار حقيقة بدقيقة..نسمات ريمي

حلم صار حقيقة بدقيقة
**********************
قصة طويلة بقلم ..
ريما حمود (نسمات ريمي).
**********************
في ليلة العيد .. تلك الليلة التي تشبه كل ليلة مذ غادر وطنه مكرها .. وترك ابنه في ساح الجهاد .. جلس يحدث أصحابه متكئا على عصاه التي أصبحت بديلا عن قدمه المتضررة في القصف .. أخبرهم أن ابنه الشاب الوحيد يستعد للعودة إليه عودة الفاتح بعد أربع سنوات من الجهاد .. سيعود ليجاهد هنا في إعالة أبيه وأمه وأخته وأخيه الصغيرين .. سيعود ليزوجه تلك الفتاة التي تستحقه .. سيعود ليمسح دمع أمه التي لاتفتأ تذكره وتتباهى أمام جاراتها ببطولاته وكلماته وحسنه .. ولربما يخططان معا ليكمل دراسته التي تركها ليلتحق بركب الجهاد .. تركها متفوقا لا هاربا من فشل .
الكل ينصت لأبي علي بفرح .. الكل صار يعتبر عليا ولده .. حلمه .. بل أكثر .. رأوا فيه ماعجزوا هم عن تحقيقه .
أحلام كلها مشاريع وتجارة وعمل وزواج وأحفاد وشهادات وخير عميم للقريب والبعيد .. رسمها أبو علي بحروفه في أذهانهم .. ليقطعها رنين الجوال .
( مكالمة من علي) .. ردد أبو علي.
أصاخ الجميع السمع .. 
(الله أكبر) صاح أبوعلي رافعا العصا .
دمعة بحجم صخرة تجمدت في عينيه .
شاهدها الجميع وعرفوا أن عصا أبي علي التي ارتفعت فوق رأسه هي تلك العصا نفسها التي رفعها الراعي الفقير وكسر جرة العسل فوق رأسه بعد أن حلم لسويعات بما سيحقق ببيعها من أرباح وأحلام وزواج وأولاد منهم الصالح ومنهم العاق .. ولما رفع عصاه مؤدبا .. كسر الحلم المعلق فوق رأسه.
لكن عصا أبي علي لم تكن عصا الراعي ..كانت لحظتها عصا سحرية .. برفعها أشار إلى أن أحلامه وأحلامهم ارتفعت عاليا .. ارتفعت هناك .. لتصبح حقيقة بدقيقة .. لتصبح قصورا وتجارة ومشاريع في الجنة .
ريمي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات