2016/01/28

قراءات فى مزاميرالروح / الجزء الثانى للشاعر المصرى / وائل العجوانى

قصيدة / قراءات فى مزاميرالروح / الجزء الثانى
للشاعر المصرى / وائل العجوانى
-1-
ليتَ المساميرُ تُثقبنى
-بيدَ أنى – لستُ مصنوعاً...

من الخشبْ
-2-
أُحاولُ أنْ أدخلَ فى حالةِ السُّكرِ
ولكنْ الأقداحَ ..
لم تعُدْ تُدهشنى
-3-
بِنطالى واسع
بِنطالى ضيِّق
بنطالى ملفوف
أيها الترزى ..
كلُّ خيوطكَ ..
لا تستر العوراتْ
-4-
بإمكانِ شمعةٍ واحدةٍ
أنْ تُضىءَ غُرفةْ
ولا تستطيعُ كلُّ غرفِ العالمِ
أنْ تملأَ جوفَ شمعةْ
-5-
اليقينُ تفاحةٌ نشتهيها
ولا نزرعها
-6-
لدينا عيونٌ
تمضغُ المواعظ
دونَ أن تهضمها
-7-
لدينا أصابع
تُنبتُ الأظافر
دونَ أن تُقلِّمَها
-8-
لدينا جلودٌ ..
تدقُ طبولَ الحربِ
ولا تُسالمُ ..
مَنْ يُسالمها
-9-
صافحوا السحاب..
فأصابعُ السحاب
تتدلَّى من الصنبور
-10-
صافحوا الذئابْ ..
فأخلاقُ الذئاب
صارتْ نفسُ أخلاقِ الطيورْ
-11-
ولا تُقاتلوا الذباب ..
حتى لا تُثبتوا على أنفسكم
جريمةَ الشهادةِ الزورْ
-12
مادامَ الطعامُ والشرابُ همُّنا
سنظلُّ لألفِ عامٍ قادمةٍ
نتوسلُ الرغيفَ فى صلواتنا
-13-
ونعجنُ الأدعيةَ لِأطفالنا
-14-
ونُصلى صلاةَ الغائبِ للماءِ
وهو يجرى بينَ أضلاعنا
-15-
لا يوجدُ حبٌّ كاملٌ
إلا فى السماءْ
ما يوجدُ على الأرضِ من حبٍّ
هو ما شذرتهُ السماءُ على الأرضِ
من مطرِ الجفاءْ
-16-
ما يوجدُ على الأرضِ من حبٍ
هو بعضُ حروفٍ من الأبجديةِ الصفراءْ
-17-
ما يوجدُ على الأرضِ من حبٍّ
هو كعكةٌ مُكوَّنةٌ
من الشوكِ والدِّماءْ
-18-
دُورى يا عجلةَ النارِ
فوقَ ضلوعنا
دُورى ..
ولا تتوقفى أبداً
فمن نيرانكِ الحمراءِ
قد عُجِنتْ بُذورى
-19-
سكيِّرٌ يبحثُ عن فُلَّةْ
تعساً للفلِّ وللسكيرْ
-20-
فالأولُّ نحرتهُ الذِّلةْ
والثانى أتعسهُ التقديرْ
-21 -
قوَّادٌ ينكشُ عن لؤلؤْ
من أينَ اللؤلؤُ للقوَّادْ ؟
واللؤلؤُ لا يرضى بسريرْ !
-22-
ياربُّ نسيتُكَ حينَ حسبتُ الدنيا
قد تتجاوزُ حجمَ بعوضةْ
-23-
ونسيتُكَ أكثر ..
حينَ ركضتُ وراءَ
عناقيدٍ معضوضةْ
-24-
ما أكثرَ أملاكِ الحمقى
ما أفقرَ أملاكِ الحمقى
لا أسوأَ من رجلٍ يحيا
بعروقِ بعوضةْ !
-25-
حنجرتُكَ باردةٌ جداً
تتجمَّدُ فيها الأوتارْ
-26-
حنجرتُكَ صاخبةٌ جداً
فغرابٌ يقرضُ ماضيها
وعلى هامتها يطلُّ حِمارْ
-27-
حنجرتُكَ بائسةٌ جداً
لا تغرفُ إلا الأعذارْ
-28-
جرَّبنا الحشرْ ..
وكم أُحرِقنا بيومِ النشرْ
-29-
وقيامتنا ..
من يومِ أتينا للدنيا
نغشاها ..
-30-
فحروفُ مصائرُنا
عُصِرَتْ
ما عادَ لدينا حرفٌ إلاَّ ..
مسمرناهُ بخشبِ النشرْ !
قصيدة / قراءات فى مزامير الروح / الجزء الثانى / وائل العجوانى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات