2016/01/29

ماء الياسمين -- بقلم علا التميمي

ماء الياسمين
.......................
أمطرني من ماء الياسمين ..
واجعلني اغتسل بماء الياسمين ..
وأتوضأ من طهر ماء الياسمين .....

وامسح على أجزائي من سيل دفء ماء الياسمين ..
وأُزين أجزائي بماء عطر الياسمين ..
................
بغزوة عطره أحتل عامة النساء ..
و أستباح كل النساء ..
وعلى مياه يديه أغرق جميع النساء
فعطره يكررنا بالقتل ويهتك النفوس تظلما
يحكم به من النساء من يشاء
ويقرب من يشاء
ويستقصي من يشاء
ويقتص ممن يشاء
ذنبهن إنهن عشقن ماء الياسمين
................
فماء الياسمين يُطهر الرمل العالق على ظهور النساء من فراش البحر
و يُلون الخطوط النحاسية بلون الجلد
ويمازج نضح العرق والملوحة والسكر
ويداخل الجسد ويتسرب بين المسامات والأصابع والانحناءات والتعرجات
ويدثر الألتواءات والتشوهات لتغدو مشبعة بالياسمين
................
تجربتي مع ماء الياسمين تجعلني ازداد مع الموت حضورا
لست املك أمام بحرك سوى زورق من مطاطٍ تقلبه أمواجك ويبتلع أشيائي
وأتشبث ببعض حاجاتي كي لا تغرق مع أمواج بحرك
فموجك يبتلع سواري وثوبي وقلادتي ومشطي ومرآتي
وأشيائي التي ادخرها سرا ولا يعلمها سوانا ... أنا وموجك
.................
ماء الياسمين يستغرب من أجزائي الكثير
ويدور حول بعضها شغفا ويتسرب ليشبعها ماء الخلود
ويتخذ له قيلولة لينام على مساحات مكشوفة مُشمّسة
ويترنح ويتعلق على نهايات الضفائر ويداخل خطوط الثوب وخرز العقد
ويثني على قوام النساء الفارسية والعربية ويعشق المرأة الشرقية
ويعرفها باسمها
كمعلقة شعرية
أو كلوحة جدارية
فماء الياسمين يعادل ماءه من الجنائن البابلية
ويتخذ مجراه فوق الجسد كالنيل لا يشابه نهر
ويفر من جسد لاخر كفاتح روماني يدمي ولا يقهر
ويغازل الجسد برشة تحييه
و يُراقص ما يشاء ومن يشاء
ويتوعد للغرور فيجمحه
والكل تقطن مذعنة لا تقاوم أسلحته الزهرية
فأسلحته تعدم التطور وتوقف الأسلحة النووية عن الاجتياح والتهديد
..................
ماء الياسمين يخفي الكثير و لم يُبح ْ عن سره
فجالس الكثيرات
وحفظ أسرار الكثيرات
وأخفى أسرار الكثيرات
وساهر الكثيرات
ورافق الكثيرات
و تزوج من الكثيرات
فلا أربع ولا ثلاث ولا مثنى تكفيه
و يعرف الجيدة والجميلة والقبيحة والكبيرة والصغيرة
و يُجيد لغات العالم
ليُحاور الملكات والمثقفات والجاهلات والفقيرات والثريات
ويسكن الفساتين القصيرة والطويلة والمحتشمة والعارية
وينتقل بين الألبسة و وأربطة العنق والجوارب ومساكات الشعر
ويستقر عند الحزام فيقسم الجسد نصفين
ويحرر العبيد ويتسلل البيوت دون استئذان
ويتسرب ثالثا بين العاشِقين دون خوف ودونما مسائلة
........................
ماء الياسمين كما الطفل يحبه الجميع
و زهره يفوح ليوقف الحروب والفتن والضغائن
ويحتل العصر بفتوحات بطولية
وثورة يذعن لها الصغار والكبار
وتخون به النساء بحضرة الرجال
وتخزنه النساء في حقائبهن و جواريرهن وخزائنهن
ويغمض له الجميع
ويتغزل به الجميع
و يتجزأ بعطره ليحتل الجميع .........بقلم علا التميمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات