2016/01/29

(امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه )بقلم / مهندس احمد عبد الله والي

(امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه )
بقلمي :
مهندس احمد عبد الله والي
****
كل انسان مبتلي
علي قدر ما قدره الله لعبده
قد يبتلي الانسان في جسمه
أو في خوف ونقص من الأنفس
ومالا يخطر علي باله
لكن يوسف الصديق قد ابتلي
بشيء فاق التصور بخياله
لقد ابتلاه الله بالحب
وفاق في الجمال رجال الكون بأسره
فقد فتنت به كثر النساء
ومات الجميع في حبه
فتعرض للصعاب وكان مطمعا
لكل النساء ثيبه وبكره
ولما اشتراه عزيز مصر ببضع دراهم
جاء لزوجتة واتي به
فقال لها اكرمي مثواه هذا ابننا
عسي أن يكون العون لنا
وتلك حكمة الله في كونه
وكذلك مكن له ليحيا راضيا
وقد علم تأويل الحديث وعلمه
ولما بلغ اشده واستوي
أوتي العلم والحكمة والله غالب علي أمره
فاشتد في البنيان وكان لسحره
جمال يفوق الخيال بوصفه
فتنت به زليخا ووقعت في الهوي
وتناست انها كانت بمثابة أمه
فقالت يافاتني يا ملهمي
وصارت تراوده عن نفسه
وغلقت الأبواب وقالت هئت لك
قال معاذ الله
ونأي عن الفحشاء وفعله
فقدت قميصه من دبر
وهمت به قال معاذ الله
حتي اتي من السماء برهان ربه
فجري نحو الباب من الله يطلب مخرجا
وفي انتظار قضاء الله وقدره
لما احست بقدوم سيدها
فصرخت زليــــــــخا
وأذا بعزيز مصر جاء لتوه
قالت ما جزاء من اراد بأهلك سوءا
الا أن يسجن والعذاب الأليم بشأنه
وأجاب يوسف منكرا لحديثها
هي راودتني عن نفسي
اني اخاف الله في عليائه
وأتت براءة يوسف من شاهد
وكان الشاهد من اهلها لا من اهله
قال انظروا ما في القميص لعلنا
نجد اجابة
لما نحن الأن بصدده
ان كان قميصة قد من دبر
فكذبت وقد يظهر الحق لصدقه
وان قد قميصه من قبل
فصدقت وسوف يلقي الجزاء بفعله
لما رأي قميصه قد من دبر
قال هذا من كيدكن
فقد عظمه الله في كتابه
قيل لها استغفري ربك عله
يغفر الذنب لكبيره وصغيره
وشاع بعض النسوة في المدينة في حديثهم
امراة العزيز تراود فتاها عن نفسه
انا لنراها في ضلال مبين
لقد شغفت زليخا بحبه
واستشاطت زليخا من مكر النساء
وأقسمت لترينهم يوسف بجماله
فأعتدت لهن متكئا واتت كل واحدة منهن سكينا
وخرج عليهن يوسف
فلما رأينه كبرن انه كالبدر عن تمامه
وقطعن ايدهن
فقلن حاشا لله
ماهذا بشرا
ان هذا الا ملك عظيم في شأنه
قالت هذا ما لمتنني فيه
ولئن لم يفعل ما أمره به
فالسجن مثواه وأولي به
فاختار السجن وكان احب اليه
من فعل ذنب
يزج الي النار بسببه
............................................
فلما دخل السجن أرادت
زليخا ان تمتع الاذان بصوته
فقالت للسجان اضربه بالسوط
وسوف تطرب اسماعي لدوي صوته
وحكي السجان ما كان من أمرها
فقال سأضرب الارض
وتصرخ أنت فصرخ يوسف
وضرب السجان الارض بسوطه
وكررت الامر ثلاث ليال
وتوعدت السجان بعقابه
فحكي الامرليوسف مخافة منها
فقال له افعل ما أمرت به
فأخذ السجان السوط يضربه
فصرخ يوسف وسمعت زليخا بألمه
فقالت ارفع السوط عن فاتني
انه محبوبي ومعشوقي وكفي به
*******************************
ومرت الأيام وتولي يوسف حكما
وتبدل حال زليخا سوءا ببعده
وقد شاب شعرها وعميت عينها
وانحني ظهرها حزنا علي فراقه
وتلك قصة عشق ما أعظمها
والله غالب علي أمره
**********************************
وفي يوم من الايام أحست زليخا بركاب الخيل
فاستوقفت الركب وصارت تترجي به
فلما رأها يوسف بعد تلك السنين كلها
قال لها اين جمالك اين شبابك من ذهب به ؟
أجابته في تو لقد ذهب كل ذلك من أجل الحبيب
لقد جننت بحبه
فقال ما بالك لو رأيت رجل أخر الزمان
انه محمد خاتم انبياء الله ورسله
فقد فاق في الجمال نجوم الليل
والشمس والقمروالكون بأسره
فقالت أمنت به قبل أن أراه
أنه رسول الله ومبعوثه
فنزل جبريل من السماء مرفرفا
وقال لقد تاب الله علي زليخة كرما لحبيبه
وقال لها تمني علي ثلاثا
فتمنت ان تكون شبابا فعاد الشيء لاصله
ثم تمنت ان تكون ليوسف زوجة
فتحقق لها ما كانت ترجوه من ربه
وتمنت ان تكون الجنة مأواهما
فنالت زليخا الخير اكراما لرسوله
وانتهت قصة الحب الأبدية .
بقلمي
مهندس احمد عبد الله والي
مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات