قطار التعازي
مر على سكك الموت باكراه
وحصد الارواح بساحات الجحيم
كانه عواصف هبت فاكلت الاجساد
واقتنص براءة النفوس بتهجم ارعن
فاضر الفولاذ وصهر كل صلابة عرفت
حطم كل قوة تماسكت عرفتها البشرية
لم يبقي حتى العظام اكتواها بنار لاهبة
البكاء والنواح غمراء تلك المساحات الم
والصراخ والعويل ولا مسعف من الانس
والكل اخذه الثبور في المناحات والانين
فانكسر الصمت الرهيب باجراس وجعي
مكتوب لن يشتد لنا عود حتى الانحناء
نقف صالبين الاطوال كالاهرام شامخين
لا مصاب يفرقنا ولا انتكاسة تهزنا بخوف
اقدار تحطمت عليها مساراتنا بكل الغفلات
ما كان الصبر بالمقدر من كل نوال لحسرات
آه موجعة سكنت الجلود حتى اسودتها اللون
وتغير الشحوب الى الوان والروائح بالمشواة
يصيحون كديكة لا طلع الفجر بل طلع الموت
واما الاماني فرفعت الى رب السماء بلحظاتها
وكثرت من بعدها الرحمات على جميع الرحل
فكتمت الساعات الانفاس واذرت الريح الرماد
هناك فصل جديد رسموه واتمم عليهم الوداع
بقيت الذكرى منهم تعانق رسم السطور حروف
المسار عليها بكلمات الجنائز لتولد قصائد حزن
فيا ويلتي قد بات الساح خاويا لن يرتكضه احد
وبات القطار مقبرة للمسافرين على كل الطرقات
نسي الكاتب تدوين تاريخ الميلاد على غفلة منه
ليسجلهم التاريخ للخلود ضحايا الارث العتيق هم
فحملوا ارثهم شهادات ميلاد بلا انفس ولا ارواحها
واجسادهم المتفحمة عنوان هذا اللحظات للاوجاع
يا اسفار الدهور انقشي على صخر صوانك حكاياتهم
ولا تهملي تفاصيلها من على كل الجسور لذاك العبور
فهنا كان ميلادهم هنا اجهضت احلامهم هنا الانكسار
الشاعر
د . عيسى نجيب حداد
رحلة العمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق