2019/03/12

قريَتي --نظم : ✍ أنور محمد مهيوب الحطامي

قريَتي قد نالَ مِن عزمي النَّصَبْ
بابتِعادي عَنكِ والعيشِ الأَحَب

يا (بني حَطَّامِ) إني بَعدَما
طابَ لي العيشُ الحضاريْ واستحبْ

جئتُ أَشكو مِن عنائي حالتي
خار عَزمي وشبابي قد نَضبْ

وسَعى الشيبُ برأسي قائلاً
إنني أغزو كما تغزو الشُّهبْ

أبدأُ الرأسَ بأُولَى غزوتي
ثم أمضي في اللحى ثم الشَّنَبْ

إنَّني الشيبُ وهذي مهنتي
مِن صفاتي العجزُ بدءاً بالرُّكَبْ

قلتُ للشيبِ سؤالي فافتِني
كيف شَيبي في شبابي ما السبب؟

قال هذا مِن همومٍ نلتَها
والغدا المحفوظُ في بعضِ العُلَبْ

من بياضِ البُرِّ يأتيكَ الوهَى
والسُّقامُ من خُمولٍ يُرتَقَبْ

وسُمومُ الأبيضانِ الملحُ والسـْـ
سُكَّرُ الأدهَى وجَلَّابُ التَّعَبْ

ودهونُ الزيتِ في الطبخِ التي
تُسقِمُ القلبَ وأَنَّى تُجتَنَبْ

إنما القات سُكارٌ أَصغرٌ
يضعفُ الجنسَ كما الطبُّ ذَهبْ

والسجاراتُ التي تُنهي الحشا
تحرقُ الجسمَ كما نارِ الحَطبْ

هذه آلاتُ حَصدٍ إنَّها 
تَحصدُ القوةَ عَنَّا في دَأَبْ

وانْتختْ (حطَّام) توصي إبنها
هي أمي وانتمائي والنَّسَبْ

ربَّتَتْ كتْفي تُواسي شكوتي
كنْ كما الأجدادِ في ماضي الحِقَبْ

قلْ له ياشيبُ إني عائدٌ
لمعيشٍ عاشَهُ جَدٌّ وأَبْ

لن تراني للصناعيْ راغباً
إنهُ الضرُّ إلينا قد جَلَبْ

سوف أَحيا للطبيعيْ آكلاً
ومِن (الهِندِ*) المُوَشَّى كالذهبْ

ومِن ( الدُّخْنِ*) وحَمرا ذُرَةٍ 
فيهمُ سِرُّ الشبابِ المُستحبْ

شَمسُنا والعَدْوُ جُهداً والسَّلا
تَطردُ الشيبَ؛ تُقوِّي للعَصَبْ

فاكهاتٌ وخضارٌ صحةٌ
للخلايا وشبابٌ مُكتَسَبْ

والمَواشي ودجاجٌ بَلَدي
مائداتُ اللهِ فضلاً قد وَهَبْ

كلُّها تَحمي شَبابَ الجسمِ مِنْ
مُنهكاتٍ جَلَبَتْ فيه الوَصَبْ

تجعلُ الجسمَ فَتِيَّاً دهرَهُ
يبلغُ السبعينَ يزهو بالشَّبَبْ

أيها الشيبُ تَقهقرْ إنَّني
بغذائي سوفَ أُسقيكَ العَطَبْ

لن تنالَ القربَ منِّي بعدَما
بانتِ الوصْفاتُ عِندي والسَّبَبْ
★★★★★★★★★★★

فاعلاتن. فاعلاتن. فاعلن
فاعلاتن. فاعلاتن. فاعلن
(الرمل)
نظم :
✍ أنور محمد مهيوب الحطامي
................

الهند : الذُّرة الصفراء تسمى بذُرة الهِند في أغلب قرى اليمن

الدُّخْنُ : نبات عُشْبِيّ، من الفصيلة النَّجِيلية ، حبُّه صغير أَملس كحب السّمْسم ، ينبت برِّياً ومزروعاً. (معجم المعاني الجامع).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات