2019/03/04

لَمْ يُرْضِ قَلْبي ما تَخُطُّ أَنامِلي-- الشاعر محمد الدبلي الفاطمي

لَمْ يُرْضِ قَلْبي ما تَخُطُّ أَنامِلي

رَبّوا بَنيكُمْ بِالعُلومِ وبِالأدبْ***فقَدِ اسْتَبَدَّ بِنا التَّـــــــــــــــخَلُّفُ يا عـــــربْ

إنّي لَأَكْرَهُ أنْ تَظَلَّ شُعوبُنا***تَحْتَ المَهانَةِ والتّســـــــــــلُّطِ والشَّــــــــغَبْ

وَيَزيدُني قَمْعُ المُدَرّسِ قَسْوَةً***فَتُحِسُّ نَفْسي بِالإِهانَةِ والغَـــــــــــــــضَبْ

مازلْتُ أَرْفُضُ أَنْ أَعِيشَ مُكَمَّماً***أُخْفي المَساوئ والعُيوبَ وَمَنْ نَهَــــبْ

أَنُقادُ ظُلْماً بِالهَراوَةِ كُلَّما***شِئْنا التَّخلُّصَ في الحَياةِ مِنَ الــــــــــــــكُرَبْ؟
////
ماذا سَنَفعَلُ كَيْ نُعالِجَ ما حصَلْ؟***وَإلى مَتى سنَظَلُّ نَتَّــــــــــهِمُ الوَجَلْ؟

وَلَقَدْ أَرَدْتُ فَما وَجَدْتُ وَسيلَةً***تُنْهي التَّخَلُّفَ بِالنُّهوضِ إلى الــــعَــــمَلْ

وَلَقَدْ حَرِصْتُ بِأَنْ تُدافِعَ أَحْرُفي***وَلَسَوْفَ أَفْلَحُ في الوُصولِ إلى الأَمَلْ

إنْ كُنْتُ أَحْلُمُ بِابْتِكارِ وَسيلَةٍ***فيما أُحاوِلُ فَالبَراعَةُ تُرْتَـــــــــــــــــــجَلْ

لَمْ يُرْضِ قَلْبي ما تَخُطُّ أَنامِلي***ما لمْ يَصِلْ قَلَمي إلى رَصْدِ الـــــــــعِلَلْ
////
سَأَظَلُّ أَعْصُرُ في الحُروفِ وفي القَلَمْ***وَبَناتُ فِكْري عالِياً رَفَعوا العَلمْ

أُمْسي وَأُصْبِحُ ناظِماً وَمُغَرِّداً***أَدْعوا إلى قِيَمِ الشَّـــــــــــــهامَةِ والكَرَمْ

شِيَمٌ مُهَذَّبَةٌ وَعِلْمٌ راسِخٌ***وَتَسامُحٌ تَرْقى بهِ تِلْـــــــــــــــكَ القِيَــــــــــــمْ

فَإذا العُقولُ على المَعارِفِ أَقْبَلَتْ***حَتْماً سَكْتَسِبُ الثَّمينَ مِنَ النِّــــــــعَمْ

أَوَلَمْ الأُمَمَ التي بِعُلومِها***صَعدَتْ مَواهِبُها إلى أَعْلى القِــــــــــــــــمَمْ؟
////
إنْ شِئْتَ أنْ تَرْقى بِسَمْعِكَ والبَصَرْ***فَعَلَيْكَ بالمُـسْتَمْـلَحاتِ منَ العِــبَرْ

وَإذا عَزَمْتَ على الدِّفاع فَلا تَكُنْ***مُتَرَدِّداً مَهْما اسْتَبَدَّ بِكَ الخَـــــــطَرْ

وَاقْنَعْ بِرِزْقِكَ راضياً تَنَلِ المُنى***فَالرّزْقُ يَمْنَحُهُ الكَريمُ مَتـــــــى أَمَرْ

وَإذا رأَيْتَ الظُّلْمَ شاعَ بِبَلْدَةٍ***فَاعْلَمْ بِأَنَّ النّاسَ قَدْ سَكَنوا الحُــــــــــــفَرْ

فَاصْغِ لِنَظْمِ قَصيدَةٍ بِبَيانِها***هَجَمَ الرَّشادُ على الضَّلالَةِ فانْـــــــــتَصرْ

محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات