2019/11/24

(( غَريقَةٌ في بُحورِ وَهمِها )).. للشاعر عبد الكريم الصوفي

(( غَريقَةٌ في بُحورِ وَهمِها ))

عَشِقَته ... والأهلُ من حَولِها يَفرَحون

والفارِسُ في عَقلِهِ لَوثَةُُ ... يا لَلجُنون

غادَةٌ هَيفاءُ ... أقسَمَ ذاكَ الثَري ... لِغَيرِهِ لا يَنبَغي أن تَكون

طِفلَةُُ لَم تَزَل كالبُرعُمِ ... كاللٌُؤلُئِ المَكنون

 والشَباب حَولَها كَم تَطوفُ

نَصَحَتها أُمُها والأَبُ الفَيلَسوف

قالوا لَها تَزَوَّجيه إنٌَهُ الناجِحُ المَعروف

يَملِكُ ثَروَةً تَجاوَزَت كُلٌَ الأُلوف

قُصورهُ مَمالِكُُ تَحرُسُ أسوارَها تِلكَ السُيوف

وَفارِقُ العُمرِ بَينَكُما تافِهُُ ... عِشرونَ أو قَد يَنوفُ

رَغَّبوها بالنَعيم ... ثِيابَها ... والدفوفُ

والمالُ في وَفرَةٍ ... والوالِدُ مُفلِسُُ مَنتوفُ

وافَقَت وهيَ تَحلُمُ بالثَراء 

دَراهِمُُ ... ذَهَبُُ ... تَبَدٌُلُُ في الظُروف

تَغَيٌَرَ فِكرَها ... فالفَقرُ لا يوصِلُ إلا إلى تِلكَ الحُتوف

وأنَّها سَتَنشُلُ الإخوَةَ مِنَ فَقرِهِم المُدقِعِ المَعروف

تَبني لَها في وَهمِها(( مَمالِكاً )) أسوارَها عالِيَة

إنتَهَت حَفلَةُ عِرسِها ... وتَوارَت تِلكُمُ الوجوه 

وأقبَلَ (( شَمشومها )) مُغلِقاً وراءَهُ بابَها

وكانَ كُلُّ حُلمِها كالهَباء يُنثَرُ في الهَواء

فالفارِسُ أشَدٌُ بُخلاً مِنَ ( الجاحِظِ ) في الكِتاب

هَتَفَت ( الغادَةُ ) يا لَلسَراب

بقلمي

المحامي عبد الكريم الصوفي

اللاذقية ..... سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات