2019/12/28

صَرْخَةُ يَتِيمٍ... للشاعر المبدع محمد عبد الله المراغي

صَرْخَةُ يَتِيمٍ
==========
سُكُونُ اللَّيْلِ تَرْتِيلٌ
مِنَ الْأَشْجَانِ أَرَّقَنِى

تَلَوْتُ بِهِ تَسَابِيحِى
لَعَلَّ الْحُزْنَ يَهْجُرُنِى

فَأَرْدَانِي بِسِرْدَابٍ
مِنَ الْأَفْكَارِ أَرْهَقَنِي

فَعُدْتُ أُقَلِّبُ الْمَاضِى
وَجَدْتُ النَّفْسَ تَخْنُقُنِى

فَسَالَ الدَّمْعُ مُنْهَمِرًا
كَلَفْحِ النَّارِ يَحْرِقُنِى

وَعَقْلِى بَاتَ مُرْتَهِنًا
كَمَنْ وَارُوهُ فِى الْكَفَنِ

وَنَجْمِى فِى السَّمَا
يَخْبُو
حَزِينًا هَدَّهُ شَجَنِى

فَكَيفَ أَعِيشُ فِى مَنْأَى
عَنِ الْأَوْهَامِ وَالْمِحَنِ

أَنَا الْمَظْلُومُ فِى وَطَنٍ
وَكُلُّ الْكَوْنِ يَلْفِظُنِى

يَتِيمًا عِشْتُ مَحْرُومًا
مِنَ التَّحْنَانِ وَالسَّكَنِ

فَأَرْصِفَةٌ تُغَطِّينِى
بِعِزِّ الْبَرْدِ تَنْهَرُنِى

إِلَى أَوْكَارِ عِفْرِيتٍ
وَشَيْطَانٍ يُفَزِّعُنِى

أَبِيتُ اللَّيْلَ جَوْعَانًا
بِلَا زَادٍ يُقَوِّتُنِى

وَجِلْبَابِى تَمَزُّقُهُ
يُلَطِّفُ بَشْرَةَ الْبَدَنِ

وَعَظْمِى مِنْ تَهَشُّمِهِ
نُتُوءٌ ظَلَّ يُؤْلِمُنِى

وَجَسْمِى صَارَ مَعْلُولًا
بِطَاعُونٍ يُفَتِّتُنِى

وَلَاأَحَدٌ يُوَاسِينِى
وَلَاأَهْلٌ تُهَدْهِدُنِى

لِمَنْ أَشْكُوكَ يَاوَطَنِى
وَفِيكَ الْقَهْرُ مَزَّقَنِى

فَأَيْنَ كَفَالَةُ الْأَيْتَامِ
وَالْقُرْآَنُ يَذْكُرُنِى

وَأَيْنَ وَصِيَّةُالْعَدْنَانِ
يَاأَحْبَابُ فِى السُّنَنِ

فَهَلْ مَاتَتْ ضَمَائِرُكُمْ
تِجَاهَ الْيُتْمِ فِى زَمَنِى

وَهَلْ نَفَدَتْ خَزَائِنُكُمْ
وَبُخْلُكُمُ يُقَيِّدُنِى

وَهَلْ قَلَّتْ مَحَبَّتُكُمْ
وَصَارَ الْكُلُّ يَجْهَلُنِى

وَهَلْ أَعْمَالُكُمْ وَفَّتْ
لَقَاءَ اللَّٰهِ فِى عَدْنِ

لِمَاذَا شُحُّكُمْ يُضْفِى
عَلَيْنَا ذَلَّةَ الْمُؤَنِ

فَلِى رَبٌّ يُدِيرُ الْكَوْنَ
بِالْإِنْعَامِ يَرْزُقُنِى

وَيُطْعِمُنِى وَيَسْقِينِى
وَيَكْسُونِى وَيَكْفُلُنِى

فَمَنْ كَانَتْ رِعَايَتُهُ
مَعَ الرَّحْمَٰنِ لَمْ يُهَنِ
____________
الشاعر محمد عبدالله المراغى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات