2019/12/28

يا لَيتَها الأحلامُ بقلم المحامي. عبد الكريم الصوفي

( وتِلكُمُ الأحلامُ كَم داعَبَت خَيالَنا ) ؟
يا لَيتَها الأحلامُ تَدنوا فَتَقتَرِبُ
أو تُجَسٌِمُها الآفاق ... لِلروحِ تَنتَصِبُ
هَل يا تُرى آمالنا يَوماً تُداعِبُنا
فَنَنتَقي من بَينِها ما هو أنسَبُ
يا لَيتَها تَجَسٌَدَت في أُفقِنا ... لا تَغرُبُ
فَكَم بَنَيتُ في الخَيالِ مَنزِلا
وكَم تَجَسٌدَت غادَةُُ في رَوضِهِ تَلعَبُ
تَحُفٌُهُ حَديقَةُُ من الوُرود ... تَلُفٌُها الزُهورُ والعِنَبُ
تُرَفرِفُ الطُيورُ من حَولِهُ ... تَغريدُها يُطرِبُ
تَدنو ... من سِياجِهِ غَزالَةُُ ... منَ الغَديرِ قُربَهُ تَشرَبُ
وَيَلعَبُ في الجِوار أرنَبُ
من خَلفِها أشجارَهُ ... يَكمِنُ ثَعلَبُ
مُرهَفُ الأذُنَين ... يَجثو. … يَرقُبُ
في غَفلَةٍ من أرنَبٍ ... من فَوقِهِ ... يَثِبُ
والغَزالاتُ تَقضُمُ الأعشابَ تَعتَشَبُ
حوريٌَةُُ تَسقي الوُرود ... ولِلغُصونِ تُشَذِّبُ
تُعَطِّرُ البَيتَ بالوُرودِ ولَها تُرَتٌِبُ
هَل أنظُمُ لها القَصيد ... تَغَزٌُلاً ... وبِها أُعجَبُ ؟
أم أكتَفي بِرَمقِها مِنَ البَعيد لا أقرُبُ ؟
سِربُُ مِنَ الحَمامِ في جَوٌِهِ تُرَفرِفُ كَأنٌَها السُحُبُ
تَدنو من حَوضِهِ حينَما تَشرَبُ
قِمَمُ الجِبالِ يَدفِقُ ماؤها ... لا يَنضَبُ
جَداولُُ رَقراقَةً ... منَ الهِضابِ تُغدِقُ
كَيفَ لِتِلكُمُ الجَنَّاتِ في خاطِري لا أعشَقُ
يا سَعدها الأحلام ... مَتى إذاً تُحَقٌَقُ ؟
تُراوِدُ فِكرَنا لَيلاً ... وفي الصَباحِ تُمحَقُ
يا وَيحَها تِلكَ السُنون لِأُفقِنا تُغلِقُ
بقلمي
المحامي. عبد الكريم الصوفي
الللاذقية. … .. سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات