2019/12/28

الهوى-بقلم الأديب مبارك ابحري

الْهَوَى

حَمْدًا لَرَبِّنَا الْغَافِرِ الذُّنُوْبِ وَالْخَطَايَا، عَلَى مَا أَنْعَمَ عَلَيْنَا مِنْ نِعَمِ الْعَطَايَا، وَيُصْلِح هَذَا المَوْضُوع مَنْ قَرَأَهُ، لِأَنَّ فِيْهِ مَا لَذَّ وَطَابَ

واعْلَمْ أَنَّ النَّفْسَ إِذا نْقَادَتْ لِلْعَقْلِ بِمَا قَدْ أُشْعِرَتْ من عواقب الهوى لم يَلْبَثْ الهوى أن يصير مدحورا وبالنّفسِ مقهورا، وأيم اللّه له الحظّ الأوفى في ثواب الخالقِ وثناءِ المخلوقينِ لقوله سبحانه وتعالى ( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ۝ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ) وبدون إسهام في الكلام أقول الْهَوَى صادٌّ عَنِ الْخَيْرِ. ومضادٌّ لِلْعَقْلِ ويُنْتِجُ مِنَ الْأَخْلاَقِ قَبَائِحَهَا، وَيُظْهِرُ مِنَ الْأَفْعَالِ فَضَائِحَهَا، وَيَجْعَلُ ستْرَ المُرُوْءَةِ مَهْتُوْكًا، وَمَدْخَلَ الشَّرِّ مَسْلُوْكًا. وَسُمِيَّ الْهَوَى هَوًى لِأَنَّهُ يَهْوِي صَاحِبَهُ وَيَصُدُّ اتِّبَاعَهُ عَنِ الْحَقِّ لِقَوْلِ سَيِّدِنَا عَلِيٍّ كَرَّمَ اللَّهُ وَجِهَهُ أَخَافُ عَلَيْكُمُ اثْنَيْن اتَّبَاعَ الْهَوَى، وَطُوْلَ الْأَمَلِ لَأَنَّ الْهَوَى يَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ وَطُوْلَ الْأَمَلِ يُنْسِي الْآخِرَةَ........
وَمَا ذكرهُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ العَزِيْزِ إِلاَّ عَلَى سَبِيْلِ الذَّم، وَأَمَرَ بِمُخَالَفَتِهِ، وَبَيَّنَ أَنَّ الْعَبْدَ إِذا لَمْ يَتَبِّع الحَقَّ وَالهُدَى اتَّبَعَ هَوَاهُ، وَمَن اتَّبَعَ هَوَاهُ ضَلَّ. وَقَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ ﷺ (عَمَّنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ. وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا ، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ ) نَفهم من هذا الحديث أَنَّ مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً كُتِبَ لَهُ مِثْل أَجْرِ مَنْ عملَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ لِأَنَّهُ لَمْ يَتَّبِعِ هَوَاهُ..... اللّهمّ اكفنا دَوَاعِي الْهَوَى، وَاصرِف عَنّا سُبُلَ الرَّدَى وَاجْعَل التَّوْفِيْقَ لنا قَائِدًا، وَالْعَقْلَ لنا مُرْشِدًا

✍️ مبارك البحري


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات