2020/03/11

( الشارِدة ) المحامي عبد الكريم الصوفي اللادقية ….. سورية

( الشارِدة )
على ضِفافِ النَهرِ كانَت تَعبُرُ
مَرَّت أمامي بِفُستانٍِ لَها أصفَرُ
قُلتُ ... مالي أرى غَزالَةً في حُزنِها تُبحِرُ ؟
هَل مَسَّكِ يا حُلوَتي الضَرَرُ ?
قالَت ... قَد غادَرَ فارِسي وأظلَمَ القَدَرُ
لَم يُبَرِّر الرَحيل ... فَرُبٌَما مَسٌَهُ في عَقلِهِ ضَرَرُ
أجَبتها ... أو عَلٌَهُ أصابَهُ فَجأةً حَذَرُ
قالَت أنا ... أستَبعِدُ ظَنٌَكَ مُطلَقاً ...
إذ لَيسَ في حُبٌِنا خَطَرُ
أجَبتها ... يا غادَةً ألا تَزالي على حُبٌِهِ ... والقَلبُ يَستَعِرُ
قالَت ... لَيسَ لي إلٌَاه ... فَهُوَ حُبِّيَ الأوٌَلُ
أجَبتها ... يا وَيحَهُ الفارِسُ حينَما يَغدُرُ
إيَّاكِ يا غادَتي أن تَغرَقي في حُزنِكِ والدَمعُ يَنهَمِرُ
يَمضي الرَبيعُ بِكِ ويَنتَهي العُمُرُ
مِن بَعدِهِ ما نَفعُهُ التَحَسُّرُ ?
لِتَنفضِِ عَنكِ الغُبار ... إيَّاكِ والتَقَهقُرُ
لِتَنزَعِ حُبٌَهُ مِن روحِكِ …
غادِريهِ عاجِلاً ... في قُربِهِ الشَرَرُ
قالَت أنا ما لي سِواه ... فَكَيفَ لي تُجبِرُ ؟
أجَبتها ... هَل إنتَهى البَشَرُ ?
أو عَلَّهُم في عِرفِكِ يا غادَتي ... نُحِروا !!!
يا بِئسَهُ مِن فارِسٍ في خُلقِهِ قَذِرُ
وَدَّعتَها … أدَرتُ وَجهي عازِماً على الذَهاب
هَمَسَت غادَتي ... يا فارِسي أرَحتَني مَرحى لَهُ التَحاوُرُ
أجَبتها ... هَل مَحَوتِه يا حُلوَتي ... من الجُذور ؟
أمسَكَت بِيَدي وأردَفَت ... لَم يَبقَ مُطلَقاً لَهُ أثَرُ
وأسبَلَت لي جَفنَها ... وأمسَكَت بِيَدي
تَلاعَبَت في لَحظِها ... ورَخٌَمَت من نَغمَةِ صَوتِها
وأشرَقَ وَجهها كَأنٌَهُ القَمَرُ
فَقُلتُ في خاطِري ... لا وَرَبٌَ السَماء ...
لَم يَكُن ما تَدٌَعيه من عِشقِها لِلفارِسِ صادِقاً
فحُبٌُنا الراسِخُ من مَوقِفٍ لا يُكسَرُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللادقية ….. سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات