2020/03/15

حديث للشاعر القدير بكري دباس

حديث

لو حَدَّثتكَ ﻭَللحَديثِ ﺷُﺠﻮﻥُ
فتفنَّنَتْ ومِنَ الفنونِ جنونُ

لا تَشكُوَنَّ إلى العذولِ فِعالَها
ما همَّهُ ما كانَ أو سيكونُ

عجباً لحُسنكِ كيفَ أهلكَ دونَهُ
ومقدرٌ أن أعتني و أصونُ

إنّي امرؤٌ عبثَ الغرامُ بقلبهِ
فالعينُ تعشقُ والهيامُ يبينُ

آليتُ أن أرضى بحكمكِ خاضعاً
إن كان منكِ تَشدُّدٌ أولينُ

ما ضَرَّ من يشكو إليكِ لتنصفي
مَن ما لهُ غير الإلهِ معينُ

وبقيتُ معتصماً بحبلِكَ خالقي
ﺃﻟﻘَﻰ ﺑﻪ الأهوالَ ﻭﻫْﻮ ﻣَﺘﻴﻦُ

أُسقى كؤوس الصدِّ منكِ تَجرُّعاً
صدٌّ به ﻗﻠﺐُ ﺍلشَّقِيِّ ﻃَﻌﻴﻦُ

تروي لواحظكِ العطاشَ بخمرةٍ
للصبِّ تُثمِلُ فالعذابُ يهونُ

ولقد ظمئتُ فكُنتِ أعذبَ منهَلٍ
يُروى بهِ الظَّمآن والمَفتونُ

فوددتُ تقبيلَ الشفاهِ ولثمَها
فرِضابُ ثغركِ كوثَرٌ ومَعينُ

بجنائنِ الرُّمانِ أجملُ فُسحةٍ
ﻳَﺤﻴﺎ بها الملهوفُ ﻭﻫْﻮ ﺩَﻓﻴﻦُ

والخَصرُ والأردافُ لا عَينٌ رَأتْ
بل ﻟَﻢ يُكوِّنْ مِثَلها التَّكوينُ

فحذارِ مِن ضَمِّ الورودِ وشَمِّها
فعبيرُها عندَ العناقِ كَمينُ

ﺑَﻌﺾُ ﺍﻟﺒَﺮِﻳَّﺔِ ظنَّ عِشقُكِ هَيِّناً
حتّى تورَّطَ في الهوى المِسكينُ

بكري دباس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات