2020/03/22

قضية وطن ..للشاعر الأديب الدكتور منذر قدسي



(( قضية ُوطنْ ))

أَيّا سيدتي...

أَنا مَنْ خطَِّ لكِ
بِيَراع ِ الهيّامِ معالماً
ووَضَعتُ لكِ التّاجَ
مِنْ بين ِ كلِّ
النّساءِ
وغيَّرت ُبِحُبّك ِ كلَّ
القوانينِ المَرعيّة
وناديتُِك بصوتِ هَديرِ
البركانِ
أعشقُكِ أنتِ يا سيِّدتي
العربيّة
ورسَْمتُك على رِصيفِ
العُشّاقِ
نِصفُ عاريةٍ
ولوَّنْتُ خلاياكِ
بكلِّ ألوانِ الزهورِ
البريَّة
وضاجعتُ حائِطَكِ
بقوالبِ الطبشورِ
المَبريَّة
وتمايلتُ معَ مَوجِ
حزامِكِ الراقصِ
بسفينةِ  قُرصانٍ
يُبحِرُ بلا هويَّة
مُسافرٌ في حُورِ
عَينيْكِ
مِنْ بياضِ تاجِ محلْ
الى مُقلِ شُِعلةِ
تمثالِ الحريَّة
أُنقِّبَُ بينَ ثَنايا
أردافِكِ
عنْ عِشقي المَخفيُّ
بينَ شِعابِ
المَرجانِ البحريَّة
أيَّا سيّدتي
وسَأجعلُ منْ بياضِ
نَهدِكِ البَلوريِّ قهوتي
وقعِر فنجانٍ تتمنى
أَنْ تبصمَ في أَسفلهِ
كُلُّ الهيئات ِ وكُلِّ
الشُّعوبِ العربيَّة
أََنا يا سيِّدتي
مَنْ تَعَلَّلَ بحبِكِ
وتَعلقَ بِشذاكِ
وتعلَّمْتُ مِنْ ثغرِكِ
كيفَ أَنطقُ العَروضَ
وبحورَ الشعرِِ
وكيفَ يغرِّدَُ ثغري
برَضبِ
القصيدة ِالنثريَّةِ
وسرقتُ مِنْ خدِّكِ
النديِّ .. أيَا سيِّدتي
كلَّ لُغاتِ الورودِ
ولَهجاتِ الغَربِ
وكلَّ اللَكَناتِ
المحكيَّة
لمْ أُخبِرْكِ بَعدُ
يا سيِّدتي
مَنْ أَنا...؟؟؟
أَنَا العاشقُ الَمنفيُّ
مِْنْ بلادي
لأَجلِكِ سيِّدتي
ركِبْتُ الصعابَ
وارتدَيتُ الكوفيَّة
نَصري في العشقِ
أَنتِ...
وغصنُ زيتونٍ أَخضرٌ
وزنادُ بندقيَّة
وأَنتِ يا سيِّدتي
كلَّ أشيائي الجميلاتِ
وحِزبي وملَّتي
ومُعتقدي
وأَنتِ الحسناءُ البتولُ
في
حارتِنا الشرقيَّة
والشوقُ الذي يفوحُ
من حديقةِ أَزِقَّتِنا
وأَنتِ محورُ الشمسِ
الذي تَدور
حولَكِ كواكبُ
الكونِ الدرِّيَّةِ
مِْن أَجلِِك أَيَا سيّدتي
تخلىّ كلُّ شبابِ حَيِّنا
عن عروبتِهم
و لِكُحلِ عينَيْكِ
رَكَعَتْ الملوكُ لكِ
تعظيماً
والرعيّة
والكلُّ ينتظرُ الإشارةَ
مِْنْ أَصابِعِكِ
أَيَا سيّدتي لِتكوني
أَنت ِ في العشقِ
زفافُ غزالةٍ
أو على مذابحِ التاريخِ
الضحيَّة
.........................
منذر قدسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات