2020/05/20

أرجوزة الدفاع عن الشيخ الأكبر للشاعرالمبدع مصطفى كردي



أرجوزة الدفاع
عن الشيخ الأكبر

وإنّ من عجائبِ الزمانِ
تكفيرُ أهلِ اللهِ والعرفانِ

وبعضُهم يقولُ بالتفسيقِ
لجهلهِ بالحقِّ والتحقيقِ

وبعضُهم قد قاربَ التكفيرا
لمّا رأى في كُتْبِهم عسيرا

وكلُّهم قد زاغَ في المقالِ
للشكِّ في المفهومِ والمآلِ

فواجبٌ في شرعِنا التأويلُ
وكيف لا وشيخُنا جليلُ

قد وضّحَ الكلامَ في البدايه
لنفهمَ المقصودَ في النهايه

وبينَها قد أودعَ المواهبا
وقالَ إنّ اللهَ كان الواهبا

وحَرّمَ الدخولَ للغبيِّ
إلا على العليمِ والذكيِّ

فدخلَ العوامُ في الكتابِ
وجانبوا مواطنَ الصوابِ

وفهموا ظواهرَ النصوصِ
على خلافِ الفتحِ والفُصوصِ

ووقعوا في الشتمِ والوقيعه
والنفسُ في زلّاتِها سريعه

ومن يَرِدْ فهومَ أهلِ الحقِّ
فليفهمِ اصطلاحَهم بالذوقِ

ولا يقُلْ فهمتُها بالفكرِ
إذ لم يَذُقْ مذاقَها بالذكرِ

فلم يقولوا وحدةَ الوجودِ
إلا بكشفِ اللهِ للحدودِ

ولم يكن في الكشفِ إلا اللهُ
حاشا يكن في سِرِّهم سواهُ

وشهدوا المخلوقَ كالهباءِ
في البَدءِ فانٍ وهو للفناءِ

ومن يكن فناؤهُ في نفسهِ
أنّى يُنازِعْ ربَّنا في قُدسهِ

فوصفُهم في قولِهم للخلقِ
مثلُ الظلالِ غايةٌ في الصّدقِ

لأنّهُ في نفسهِ معدومُ
وإنْ يكن شيئًا فلا يدومُ

واللهُ كان قبلَ خلقِ الخلقِ
ولم يَزَلْ فَدَع مقالَ الحُمْقِ

لكنه قد أغلقَ العيونا
ولم يزل في غَيّهِ مفتونا

ومن يُجادِل في النهارِ أحمقُ
فالشمسُ بانت والشقيُّ يُغلِقُ

فلا تكابر يا قليلَ الشّانِ
واسلم بكفِّ الكفِّ واللسانِ

واترُك كلامَ الناسِ في الإمامِ
ولا تَرُم مواضعَ المَلامِ

واعلم بأنّ اللهَ بالمرصادِ
لمن يُسيءُ فيهِ أو يُعادي

فهذهِ فهومُ أهلِ السُّنّه
والفضلُ فضلُ ربِّنا والمِنّه

مصطفى كردي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات