2020/05/16

خربشات قلم محموم بحبر فيروس التهميش و الجوع :بقلم : كمال مسرت المغرب الأقصى

خربشات قلم محموم بحبر فيروس التهميش و الجوع :
شكرا للحكومة الإسلامية على مجهوداتها الجبارة لحمايتنا من عدوى فيروس كورونا بفرض الحجر الصحي- و هذا يحسب لهم - فأجلسونا في بيوتنا بلا معين و لا معيل .. شكرا لصندوق الضمان الاجتماعي الذي رفض رزمة من ملفات تعويض المنخرطين المصرح بهم في شهر فبراير من طرف أرباب العمل .... شكرا لك المسؤولين الذين تركونا في بيوتنا بلا درهم واحد نشتري به علكة نوهم بها المعدة الفارغة، و هم ينعمون و يتمتعون بخيرات وطني الحبيب... شكرا للمستشفيات الخاصة التي لم تستقبل و لو حالة واحدة من مصابي فيروس كورونا ... شكرا لارباب العمل الذين تنكروا للعمال ... شكرا لاختباء مفتشي الشغل وراء مكاتبهم و رفض استقبال العمال المتضررين .... شكرا و ألف شكر على المساعدات التي أوصى بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصر الله و أيده لكل المتضررين جراء الحجر الصحي دون استثناء ، و التي أنشأ لها حفظه الله : (صندوق التضامن ضد وباء كورونا) و كان أول المساهمين فيه ليخفف عن شعبه وطأة الجوع و الحاجة ... شكرا لك من ساهم من قريب أو من بعيد ... شكرا لكل مسؤول حمله ملكنا الحبيب أمانة السهر على توزيع المساعدات النقدية على الفيئة العريضة من شعبه العزيز فنسوا الأمانة و الوصية ، و لم ينسوا أنفسهم و ذويهم...شكرا للمحسنين الذين تضامنوا مع كل العائلات المتضررة بكل حب و إنسانية فلم تصل مساعداتهم إلى أيادي المحتاجين إلا قليلا .... شكرا لبعض رجال السلطة الذين ينتشون بقمعنا و جلدنا و إهانتنا أمام عدسات رجال الصحافة و المواطنين بحجة تطبيق القانون و حمايتنا من أنفسنا .. شكرا لك يا وطني على دفء كرمك... شكرا لك وطني فأنا أحبك سرا و الحكومة تعشق خيراتك علانية ... شكرا للشباب المخترع الذين اذهلوا العالم باختراعات رغما عن أنف أعداء التقدم ... شكرا لك يا وطني و إن وجدت ترابا جديدا غريبا عنك يحمي كرامتي و يسكت جوع ابنائي لأسكنته من دريتي و لأسكنته قلبي ... شكرا لك يا وطني الحبيب يا وطني....
همسات مراكشية
=========
قصيدة بقلم
======
كمال مسرت
======

ما عدت لي وطنا يا وطني
===============
وطني ..
آه من الذل فيك يا وطني ..
ما عدت لي مأمنا ..
و لا سكنا .. و لا موطنا ..
بعد اليوم ..
و ما اشتقت إليك يوما كاليوم ..
يا وطني ..
بكيت و أنا لا أعرف أسرار ..
البكاء ..
أجل تذوقت شفتاي طعم الدموع ..
قبل ابتسامة الطفولة ..
فقد كان أبي فيك يعاني ..
حين بكيت ..
و لا ادري لمَ أبكي ..
و لم تبال بي و لا بالرجال يا وطني ..
حرروك بالدماء ..
حموك فلم تحميهم من أنفسهم ..
فدوك بنا ، و لم تفديهم بهم ..
فكنت لنا و لهم ..
و بعد الرخاء ..
صرت ملكا لهم ..
هم السادة ، و نحن العبيد فيك ..
يا وطني ..
فلم تعد لنا موطنا يا أغلى من دمي ..
و بأبي و أمي أنت ..
شيعناك بالشموع ثم رحلنا ..
من ذاكرة التاريخ و الصحراء ..
فكتبنا قصة الميلاد على هامش ..
اليم ..
دفنا فيك الحاضر قبل الأمس ..
و يونس النبي معنا نبتهل ..
في ظلمات ثلاث ..
ودعناك يا وطني و لم نبك ..
كنا نصيح بلا هوية ..
كنا نبكي بلا وطن ..
بلا أمل تحملنا النعوش ..
حتى نهاية السماء ..
فلنا ما لا يرضينا هنا ..
و لكم الغلبة علينا و سر ..
البقاء ..
فهنيء لكم بوطني ..
أيها الساسة العظماء ..
بقلم : كمال مسرت
المغرب الأقصى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات