2020/05/16

( الغادَةُ والفارِسُ الغافِلُ ) المحامي عبد الكريم الصوفي اللاذقية ..... سورية

( الغادَةُ والفارِسُ الغافِلُ )
عَبَرَت لِبَيتِها الصَيفِيٌِ تَخطُرُ
قَدٌُُ رَشيقُُ والقَوامُ رائِعُُ ... بَل مُبهِرُ
والغابَةُ من حَولِها بالحَياةِ تَزخَرُ
فَشاهَدَ حسنَها فارِسُُ في الدِيارِ ... لِلطَريقِ يَعبُرُ
فَأُذهِلَ من شِدٌَةِ الجَمال ... وكَيفَ لا يُذهَلُ ؟
فَقالَ في نَفسِهِ ... يا لَلظِباءِ حينَما في سَيرِها تُمَهٌِلُ
إن تَكُن عَزباءُ أخطُبُها ... فَرُبٌَما بي تَحفَلُ
فَدَنا منَ الفَتاة ... يَشوبُهُ الوَجَلُ
ألقى السَلام ... وصَوتهُ كالحَمامِ حينَما يَهدُلُ
تَرعَشُ مِنهُ الشِفاه ... يا وَيحَهُ ... حينَما يَزجُلُ ؟
رَدٌَت عَلَيهِ السَلام ... والبَسمَةُ في ثَغرِها تَظهَرُ
فإستَبشَرَ أمَلاً من تَبَسٌُمِها ... فَكَيفَ لا يَأمَلُ ؟
وأشرَقَ وَجهَهُ ... إذ غَرٌَهُ في البَسمَةِ التَفاؤلُ
رَفَعَ من نَبرَةِ صَوتِهِ طالِباً وِدٌَها ... كَأنٌَهُ عَنتَرُ
فإستَهتَرَ الفَتى بِها ... يا وَيحَهُ حينَما يَستَهتِرُ
هَل يَسكَرُ من قَدٌِها ... أم صَوتها هُوَ الذي يُسكِرُ ؟
فَقَطٌَبَتِ الغادَةُ جَبينَها ... كَأنٌَها تَستَنكِرُ
قالَت لَهُ ... وصَوتها يا لَتَغريدِهِ البُلبُلُ
ما هكَذا تُخطَبُ الحُرٌَةُ ... أو هكَذا تُسألُ ؟
هذا هو مَنزِلي ... وأنا في الدِيار مَعروفَةُُ لا أُجهَلُ
فَمَن تَكونُ أيٌُها الفارِسُ المُبَجٌَلُ ؟
أجابَها ... أنا غَريبُ الدِيار ... وفارِسُُ خَطِرُ
قوٌَتي في ساعِدي ... لِغَيرِهِ لا أنظُرُ
قالَت لَهُ ... وقوٌَةُ رَبٌِكَ ... قَضاءَهُ ... كَذلِكَ القَدَرُ ؟
أجابَها غاضِباً و وَجهُهُ كَدِرُ
يا غادَتي ... هذا الحَديثُ لا يُثمِرُ
فالحَياةُ دِرهَمُُ ... وقُدرَةُُ ... وبِها لِلحَياةِ نَعمُرُ
صَرَخَت بالفارِسِ ... يا وَيحَكَ ... باللٌَهِ أنتَ تَكفُرُ
هَل تَحسَبُ نَفسَكَ قادِراً ... لَو لاه ... ؟
من دونِهِ لا يُفلِحُ البَشَرُ
يا لَكَ من مُلحِدٍ ... قَد غَرٌَهُ الكِبَرُ
فَلَيسَ لي مِن رَغبَةٍ بغافِلٍ لا يَشكُرُ
فأطرَقَ وَجهَهُ والعُيونُ كُلها شَرَرُ
فإستَرسَلَت ... لَن أرتَبِط بِمُنكِرٍ لِرَبٌِهِ يَستَكبِرُ
سَمِعتُ قِصٌَتَها ... فَقُلتُ يا لَيتَني كُنتُ الذي لِلطَريقِ يَعبُرُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات