2020/05/16

الهروب _________________البحر : الوافر--------الشاعرة القديرة زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام

الهروب _________________البحر : الوافر

ذهبتَ بلا وداعٍ يا جحودُ ___ ألم تعلمْ بأنِّي قد أجودُ؟!

بكلِّ دعاءِ خيرٍ طاب منهُ ___ رحيلٌ قد تباركُهُ الشهودُ

يهونُ الحبُّ عندَ كرامِ قومٍ___ يرونَ اللهو وقتاً لا يَشيدُ

ألم تعلم بأنَّا قد سئمنا ___ وعوداً لا يباريها وجودُ

تبخَّرَ كُلُّ طعمٍ كانَ حلواً ___ورائحةٌ تفوحُ لمن يرودُ

وهذا كُلُّ ما أهدى إلينا ___ كذوبٌ مثلُ شيطانٍ يقودُ

.................

لقد صدَّقتُ أوهاماً تنامت ___ بوصلٍ كانَ يُبديهِ الصَّدودُ

فكنتُ كمن يسيرُ إلى حُطامٍ ___ومن حُبِّ الحياةِ زهت عهودُ

ومخمومِ الفؤادِ يرى جميلاً ___تلفَّعَ بالهمومِ ولا حدودُ

فيشفقُ إذ رقيقُ القلب يبقى ___ قريباً من نفوسٍ لا تحيدُ

عن الحقِّ الَّذي يهدي طريقاً ___ لروحِ التَّائهينَ قضى حميدُ

إلهي أنتَ أرحمُ من فؤادٍ ___ لمن تُرديهِ في الحُبِّ النَّؤودُ

..................

فهل من توبةٍ تُنسي عسيراً___ فقد خانَ العهودَ لنا شَرودُ

فحمداً يا إلهي إذ عرفنا___ نوايا للَّذي تُقصي السُّدودُ

وما كانَ الوثوقُ بِهِ مُجيزاً ___لتمثيلٍ يعيشُ بهِ الكنودُ

فشمسٌ قد تواريها غيومٌ ___ وقد يجري لمكروبٍ شديدُ

وأرزاقُ العبادِ لها دوامٌ ___ من المولى وذا موتٌ عتيدُ

فلا ثقةٌ بعيدَ اليومِ حتَّى ___ يوافينا إلى الأجداثِ دودُ

................

ولا لعلاقةٍ تجني حراماً ___ففي حِلٍّ تكونُ لنا عقودُ

فيسعدُ باللِّقاءِ ولاةُ أمرٍ ___ وتهنأُ بالبناءِ لنا خريدُ

بتوفيقٍ من المولى حياةٌ___ بها للعرضِ آسادٌ تذودُ

ومن كانَ الجليلُ لهُ وليَّاً ___سيشرحُ صدرَهُ وصلٌ رشيدُ

صلاةٌ والسَّلامُ على حبيبٍ ___وآلٍ والصِّحابِ ومن يقودُ

بأعدادِ الَّذينَ جنوا عهوداً ___ بأخلاقٍ فلا غدرٌ يسودُ

...................

السَّبت 23 رمضان 1441 ه

16 مايو 2020 م

زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات