الهروب _________________البحر : الوافر
ذهبتَ بلا وداعٍ يا جحودُ ___ ألم تعلمْ بأنِّي قد أجودُ؟!
بكلِّ دعاءِ خيرٍ طاب منهُ ___ رحيلٌ قد تباركُهُ الشهودُ
يهونُ الحبُّ عندَ كرامِ قومٍ___ يرونَ اللهو وقتاً لا يَشيدُ
ألم تعلم بأنَّا قد سئمنا ___ وعوداً لا يباريها وجودُ
تبخَّرَ كُلُّ طعمٍ كانَ حلواً ___ورائحةٌ تفوحُ لمن يرودُ
وهذا كُلُّ ما أهدى إلينا ___ كذوبٌ مثلُ شيطانٍ يقودُ
.................
لقد صدَّقتُ أوهاماً تنامت ___ بوصلٍ كانَ يُبديهِ الصَّدودُ
فكنتُ كمن يسيرُ إلى حُطامٍ ___ومن حُبِّ الحياةِ زهت عهودُ
ومخمومِ الفؤادِ يرى جميلاً ___تلفَّعَ بالهمومِ ولا حدودُ
فيشفقُ إذ رقيقُ القلب يبقى ___ قريباً من نفوسٍ لا تحيدُ
عن الحقِّ الَّذي يهدي طريقاً ___ لروحِ التَّائهينَ قضى حميدُ
إلهي أنتَ أرحمُ من فؤادٍ ___ لمن تُرديهِ في الحُبِّ النَّؤودُ
..................
فهل من توبةٍ تُنسي عسيراً___ فقد خانَ العهودَ لنا شَرودُ
فحمداً يا إلهي إذ عرفنا___ نوايا للَّذي تُقصي السُّدودُ
وما كانَ الوثوقُ بِهِ مُجيزاً ___لتمثيلٍ يعيشُ بهِ الكنودُ
فشمسٌ قد تواريها غيومٌ ___ وقد يجري لمكروبٍ شديدُ
وأرزاقُ العبادِ لها دوامٌ ___ من المولى وذا موتٌ عتيدُ
فلا ثقةٌ بعيدَ اليومِ حتَّى ___ يوافينا إلى الأجداثِ دودُ
................
ولا لعلاقةٍ تجني حراماً ___ففي حِلٍّ تكونُ لنا عقودُ
فيسعدُ باللِّقاءِ ولاةُ أمرٍ ___ وتهنأُ بالبناءِ لنا خريدُ
بتوفيقٍ من المولى حياةٌ___ بها للعرضِ آسادٌ تذودُ
ومن كانَ الجليلُ لهُ وليَّاً ___سيشرحُ صدرَهُ وصلٌ رشيدُ
صلاةٌ والسَّلامُ على حبيبٍ ___وآلٍ والصِّحابِ ومن يقودُ
بأعدادِ الَّذينَ جنوا عهوداً ___ بأخلاقٍ فلا غدرٌ يسودُ
...................
السَّبت 23 رمضان 1441 ه
16 مايو 2020 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق